09‏/01‏/2018

أحمد بيان// كفى من التشويش والتشويه...لننخرط في معارك الواقع

فيما مضى، كانت القطيعة... النظام القائم في وادي والجماهير الشعبية وفي مقدمتها الطبقة العاملة في وادي أخرى... كان النظام القائم وأزلامه في ضفة، وكان المناضلون في ضفة أخرى... 

بدون شك وكما دائما، كان المرتزقون والانتهازيون والخونة والمندسون في هذه الضفة وفي تلك... 
كان ذلك خاصة بعد أن فاحت الروائح الكريهة لمؤامرة "إكس-لي-بان" (Aix-Les-Bains) المشؤومة... وبعد التصفية الدموية الممنهجة للمقاومة المسلحة وجيش التحرير... وبعد فضيحة "المكنسة" (Ecuvillon)... وبعد الولاءات تلو الولاءات المدنية والعسكرية... وبعد جرائم قمع انتفاضة الريف وانتفاضات أخرى سابقة ولاحقة... 
كانت الحرب الطبقية تناحرية ومتواصلة... كانت الحصيلة الفقر والبؤس والظلم والاضطهاد... وكانت النتائج شهداء ومختطفين ومنفيين ومعتقلين سياسيين... كانت النتائج أيضا مشردين ومهمشين وتائهين...
كانت النتائج سقوط رموز خالدة: المسعدي وشيخ العرب وبنبركة ودهكون وأسماء أخرى يعرفها التاريخ وتعرفها الحقيقة والقضية، ونجهلها نحن... يا لجهلنا نحن "ثوار" هذا الزمن البئيس... فلن "تقوم قائمتنا" دون محاربة جهلنا المركب ودون فضح المرتزقة والانتهازيين والخونة والمندسين...
واليوم؟
استفاد النظام ولم نستفد نحن...
فعلا، احتد الصراع الطبقي وحصلت متغيرات ومستجدات عديدة وطنيا ودوليا... حدثت مفارقات غريبة بين الأمس واليوم... والحصيلة، هيمنة الامبريالية وأذيالها، الصهيونية والرجعية... وبالمقابل اندحار حركات التحرر الوطني عبر العالم وإضعاف الى تخاذل بعضها، وخاصة الحركة الرمز بالنسبة الينا في المغرب، أي حركة التحرر الوطني الفلسطينية...
حصل السقوط المدوي لجبهات الصمود والمقاومة، على غرار سقوط جدار برلين... وسقط الاتحاد السوفياتي وتبخرت توازنات الحرب الباردة، وسادت خطوط "البيريسترويكا" و"الغلاسنوست" في صيغ محلية مبتذلة، انزلقت حد معانقة النظام والقوى الظلامية. مما يعني سيادة التواطؤ والانبطاح والسلم "الطبقي"، خطابا وممارسة... وبالتالي انعزال ومحاصرة روح الثورة والثوار...
الخلاصة: استفاد النظام الرجعي القائم ولم نستفد نحن في تعددنا المتخاذل والمتواطئ، سياسيا ونقابيا وجمعويا... يصدق علينا القول "الشعوب والقبائل"... وبدل أن نرص الصفوف، ننفث السموم ونمارس "النميمة"...
لازلنا نمارس عادة "الخطابة"، وأحيانا "الحماسة"... لازلنا ننتظر من ينفذ تعليماتنا وتوجيهاتنا، وكأننا غير معنيين بالانخراط في معارك الواقع وتنظيمها وتأطيرها... 
وماذا بعد؟
إن الكثير من الكلام يقتل وكذلك الكثير من الشعارات والتحاليل حد الإسهال، ومنها التحاليل/التقارير البوليسية، خاصة في غياب الفعل النضالي المنظم والمؤطر بالنظرية العلمية، الماركسية اللينينية...
ماذا يحصل اليوم؟
التشويش والتشويه...
خلط الأوراق؛
معانقة "الحابل للنابل"؛
الكثير من "الرصاص الأبيض"؛
مهرجانات "التنويم"، وشعارات المهادنة والتيئيس...
وليس غريبا أن يقول أحد أزلام النظام: "إن المحتجين في جرادة قدموا درسا في المطالبة بالحقوق، والاحتجاج في إطار الوطن بطريقة منظمة وحضارية وبالنشيد الوطني وصور جلالة الملك"... 
إن النظام حاضر من خلال أجهزته القمعية وأزلامه السياسية (حكومة أو وزراء، أحزاب سياسية، نقابات، جمعيات...)، وكذلك القوى الظلامية، خاصة جماعة العدل والإحسان الإطفائي المتواطئ الذي يهمه أولا وأخيرا قطع الطريق على اليسار الماركسي اللينيني، عدوه اللدود... 
عشنا ولاحظنا بالعين المجردة ومن قلب الحدث، المظاهرات والحشود والمسيرات من الحسيمة وعبر زاكورة وإلى جرادة... 
هناك حشود ومظاهرات ومسيرات مخترقة، نعم... لكن، هناك حرقة وهناك صدق وهناك تطلع نحو الخلاص من طرف الجماهير الشعبية المضطهدة وفي المقدمة الطبقة العاملة... حقيقة ساطعة لا ينكرها غير النظام وأزلام النظام... 
لكن الأيادي الملوثة المتشبعة خداعا ومكرا وشبهة تجعل منها "رصاصا أبيضا" و"مهرجانات" لامتصاص الغضب... 
فبدل أن ينتفض الشعب حقيقة "ينتفض" النظام... وبدل أن يحتج الشعب حقيقة "يحتج" النظام...
فقط، بدل أن يعتقل الشعب النظام، يعتقل النظام الشعب...
وتستمر المعاناة... شهداء ومعتقلون ومشردون...
ولا يمكن إلا أن تستمر، بل أن تشتد أمام المخططات الطبقية المتواصلة. فكلما اشتدت معاناة المخاض وبرزت آلام الولادة، يحضر النظام ليلعب دور القابلة، أي المولدة، ليكون المولود ميتا...



شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

  1. ما تنتقده في أسطرك البائسة هنا هو نفس الشيء الذي قمت بخطه أعلاه...بئس المناضلين أنتم

    ردحذف

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية