22‏/03‏/2018

أحمد بيان// 20 مارس 1955-20 مارس 2018 ...الاتحاد المغربي للشغل: غيبوبة قيادة أم غيبوبة قاعدة!!

تأسست نقابة الاتحاد المغربي للشغل في 20 مارس 1955. والمناسبة/الذكرى،
بدون شك، تستحق بعض الاهتمام. ليس طبعا بمعنى البهرجة وتمجيد الذات والروتين الممل، لكن بما يستدعيه الموقف النقابي/السياسي من متابعة الحاضر بخلفية الوفاء للمسار وللماضي المؤسس؛ وخاصة التصدي ومواجهة التردي الذي يطال كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بما في ذلك فضح القيادة البيروقراطية الحالية وتواطئها.
إن الاتحاد المغربي للشغل أب (أم) النقابات المغربية، ووريث النضالات العمالية حتى قبل تأسيسه، أي وريث CGT الفرنسية/المغربية. ولا معنى لتجاهل الحدث أو مروره في صمت!!
ليس غريبا أن تصمت القيادة البيروقراطية. فهذه الأخيرة مورطة من رأسها حتى أخمص قدميها في الفساد والسمسرة. فلم يعد هناك فرق بينها وبين الباطرونا سليلة البرجوازية الكبيرة، القاعدة الطبقية للنظام القائم. وعمالتها لا تقل دناءة عن عمالة باقي القيادات النقابية (الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والاتحاد الوطني للشغل...) والأحزاب السياسية والعديد من الجمعيات الصورية التي لا أثر لها في الواقع.
ليس غريبا أن تصمت قيادة الاتحاد المغربي للشغل أمام المعارك العمالية المتواصلة بالعديد من المناطق، وليس آخرها ما يجري بجرادة المناضلة. 
أين قيادة الاتحاد المغربي للشغل من معركة جرادة المتواصلة؟ إن انتفاضة جرادة قائمة بالأساس على وضعية عمال جرادة الذين يموتون في صمت منذ زمن بعيد، عمال جرادة القلب النابض للمدينة وللمنطقة عموما.
ماذا عن مؤامرة "الحوار الاجتماعي"؟ فبدل الهجوم، تعتبر قيادة الاتحاد المغربي للشغل وباقي القيادات النقابية الصمت أو الغيبوبة أفضل طريقة للدفاع، عن ذاتها وليس عن العمال...
إن صمت القيادة ليس غريبا أو مفاجئا. أما القاعدة، فصوتها يملأ الدنيا "ضجيجا"، يملؤها حياة وحيوية وتنديدا. وانتفاضة جرادة ليست سوى صوت القاعدة. وكذلك انتفاضة الريف والمغرب المنسي عموما، زاكورة وبوعرفة وبركان...
وما هو موقع المناضلين النقابيين وعموم المناضلين؟
ما هو موقف مناضلي الاتحاد المغربي للشغل؟
لا نقصد إمعات الاتحاد المغربي للشغل، الأمر يهم المناضلين قولا وفعلا.
لا نقصد مناضلي الاتحاد المغربي للشغل بالتحديد، نقصد بالواضح كل المناضلين النقابيين، سواء في الاتحاد أو في الكنفدرالية، وخاصة في هاتين النقابتين "العتيدتين"..
كيف نمارس موقف الانتماء لهاتين النقابتين في ظل تواطؤ قيادتي النقابتين؟
وتجاوزا، بل تضحية للتواصل مع القاعدة؛ إن "أضعف الإيمان" هو التنديد بتخاذل هاتين القيادتين. 
والغريب أن يحارب المناضل (الماركسي اللينيني) الفساد والتواطؤ، بل الإجرام في حق الطبقة العاملة، بقلبه فقط؛ والأصح بصمته القاتل...
إننا لم نسمع بكلمة فضح واحدة في حق القيادات النقابية المنبطحة والغائبة، في الذكرى أو قبل الذكرى أو بعدها...
إنه التحدي أمام "رفاقنا" (القياديين النقابيين) بالدرجة الأولى... 
إنه التحدي أمامنا (أمام شعبنا)، شئنا أم أبينا...
بالمنطق البسيط، كيف "نحارب" النظام وأزلام النظام و"نعانق" في نفس الآن القيادات النقابية العميلة للنظام؟!!
لنؤسس لفعل نضالي منسجم ومنظم، غايته إسعاد بنات وأبناء شعبنا، عمالا وفلاحين فقراء وكافة الجماهير الشعبية، وإرساء أسس المجتمع البديل، المجتمع المنشود...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق