02‏/04‏/2019

رسالة من مؤتمر // مؤتمر الاتحاد المغربي للشغل... مسرحية رديئة الإخراج.

عودة من جديد الى المؤتمر الثاني عشر للاتحاد المغربي للشغل المنعقد بالدار البيضاء أيام 15 و16 و17 مارس 2019، على بعد أيام قليلة من الذكرى 64 لولادة الاتحاد (20 مارس 1955)، ومن بوابة أحد المؤتمرين الذي عاش المهزلة من ألفها الى يائها، ننقل بعض فصول المأساة المؤلمة...

انطلق المؤتمر من حيثيات الإعداد للمؤتمر وأكد ما يلي:
إن انتداب المؤتمرين لم يحترم أبسط قواعد الديمقراطية (الداخلية)، ولم يرتكز الى أي معطى نضالي (معارك وتضحيات العمال وعموم الشغيلة وجهود المناضلين ومعاناتهم...). فقد قامت "اللجنة التحضيرية" المنتقاة بعناية ووفق مشيئة الزعيم/الوريث بتوزيع المؤتمرين على الاتحادات الجهوية وفق درجات الولاء والقبول بتكريس المسار الخياني لقضية العمال، وتزكية واقع العمل النقابي المشوه، بما في ذلك اعتماد الولاية الثالثة، مع إقصاء أي مناضل له موقف مخالف.
أما الخرجات المتكررة لمن يسمون أنفسهم تيارا تصحيحيا، فكانت خجولة ومحتشمة وتائهة وراء الستار؛ وكذلك حال المدعو فاروق الذي صام الدهر وابتلع لسانه بعد خروجه من الباب الخلفي للاتحاد، وهو الشريك حتى الأمس القريب لمخاريق في جرائمه في حق الشغيلة. لقد "حدثنا" عن الدمقراطية وعن الأوضاع المزرية داخل الاتحاد وكأن إبان نيابته للزعيم كان الاتحاد ينعم في جنة من الدمقراطية... يا للسخافة!!!
اما مشاريع الأوراق، فلم تسلم إلا صبيحة الجلسة الافتتاحية؛ وذلك بغاية إعدام أية إمكانية لمناقشتها مسبقا داخل الاتحادات الجهوية وبالتالي قطع الطريق أمام بلورة أفكار أو مواقف معارضة أو منددة...
وللإشارة فكل المؤتمرين يخضعون لنوع من الاستنطاق في أبواب الاتحاد من طرف حرس خاص، "غلاظ شداد" لا يمتون بصلة للنقابة، وضعوا هناك للترهيب وليس لتحصين المؤتمر، بالإضافة الى عناصر الاستخبارات التي تجوب الداخل بصفة مؤتمرين... إنها دمقراطية مخاريق ومن معه أو النسخة المشوهة لدمقراطية النظام القائم. وهو ما أكده حضور قيادات الأحزاب الرجعية خلال الجلسة الافتتاحية، الى جانب القادة الانتهازيين الذي تباكى صاحبهم واشتكى من الإقصاء في مشهد سوريالي قل نظيره.
بعد الجلسة الافتتاحية، وبعد التأكد من خلو القاعة من أي صوت يمكن أن يقض مضجع الزعيم، إذ أن باب الاتحاد مقفل في وجه تلك الأصوات التي خاضت وقفة احتجاجية أمام مبنى الاتحاد؛ انطلق نقاش التقرير الأدبي والمالي، عفوا لنسمي الأشياء بمسمياتها، فلا نقاش ولا هم يحزنون. فقد تم غربلة المداخلات وانتقاء من يتقنون المديح والمباركين للزعيم. أما التقرير المالي، فحدث ولا حرج. فقد تمت تلاوته باللغة الفرنسية من طرف المكتب المختص المنتقى من الزعيم ليبيض وجهه، "تقرير" محشو بجمل إنشائية لا تمت للتقرير المالي بصلة. لينتهي كل شيء بالتصفيق والمباركة...
إنه النموذج الحي لمؤتمرات أحزابنا ونقاباتنا وجمعياتنا، إذ كل شيء يعد سلفا لتأبيد البقاء في الكرسي حتى الموت.
واختتم المؤتمر أشغاله عبر إعادة "الحياة" لمن لا حياة لهم، "الموتى" (الأحياء) يقودون "الأحياء" (الموتى). فتم تعيين/اختيار قيادة من المتقاعدين والمتآمرين، وتثبيت الزعيم بقوة العضلات والموالاة للنظام... 
فلا تسخروا من الجيران، ففي كل حزب ونقابة وجمعية "بوتفليقة"...
والذل لمن أصابه الخرس ولمن بارك المسرحية رديئة الإخراج!!!



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق