10‏/05‏/2019

حسن أحراث // الجزائر والسودان: أي أفق؟

بدون شك، لنضالات الشعبين الجزائري والسوداني معاني ودلالات سياسية مهمة
في اللحظة التاريخية الراهنة. وكذلك الشأن بخصوص رحيل كل من بوتفليقة والبشير وبعض بطانتهما المدنية والعسكرية. إن التاريخ يؤكد باستمرار أن إرادة الشعوب المضطهدة، ومن بينها الشعب المغربي، لا تقهر وأن لتضحياتها نتائج ملموسة. وهي إنجازات بطولية لا يمكن إلا الإشادة بها والعمل على تطويرها/تثويرها ودعمها والتضامن معها. لقد خضبت كل الشعوب تجاربها بدم أبنائها، وقاومت شراسة الرجعية والصهيونية والامبريالية. ورصيد حركات التحرر الوطني والحركات الثورية عبر العالم يشهد على ذلك. كما أن الصراع القائم على تناقض المصالح لم ولن يتوقف أبدا. غير أن السؤال المطروح وباستمرار أيضا هو "ما مآل هذه التضحيات؟".
وحتى لا نتيه في المجرد أو السقوط في اللغو، نستحضر تجربتي تونس ومصر. لماذا تونس ومصر؟
طبعا، هناك تجارب عديدة تفرض نفسها، ومن اللازم نضاليا دراستها والتوقف عند نقط قوتها ونقط ضعفها، وخاصة عند سؤال "الأفق". فقط، بالنسبة لما حصل في كل من تونس ومصر قد خلف صدى قويا ببلادنا، وكان من بين وقع ذلك انتفاضة 20 فبراير 2011 المجيدة. فكلنا يتذكر الأمواج البشرية التي اخترقت شوارع العاصمتين تونس والقاهرة. وكلنا يتذكر رحيل غير المأسوف عليهما بن علي ومبارك. وكلنا يتذكر حكاية "الربيع العربي". وكلنا يتذكر الشعارات الثورية المرفوعة وعلى رأسها شعار "الشعب يريد إسقاط النظام". لكن ماذا بعد؟
مصر الآن بعسكرها وتونس بظلامها!! وقاسمهما المشترك استفحال البؤس الاقتصادي والاجتماعي وتشويه الديمقراطية... قد تختلف الجزئيات السياسية من مصر الى تونس، إلا أنه نفس المآل الذي تصنعه الامبريالية والصهيونية والرجعية؛ أي تكريس الفشل وسرقة الثورات عبر إجهاضها والالتفاف على شعاراتها ومطالبها واحتضان البهلوانات التي تقمصت صور الرموز والزعماء...
هل نفرح الآن لتجربتي الجزائر والسودان؟
من أغاني الشيخ إمام "كل ثورة وحنا دايما فرحانين". من حقنا أن نفرح لفرح رفاقنا وشعوبنا، لكن لنعمل على قطف ثمار تضحياتنا، كتجسيد لاستمرار فرحنا.
لقد صار الفرح بالنسبة لنا استثناء. ولحظات الفرح كسحابة عابرة. أما الثابت فهو الأعداد الهائلة من الشهداء والمعتقلين السياسيين والمشردين...
إن تجربتي الجزائر والسودان تؤكدان مرة أخرى (المرة الألف) أنه في غياب الأداة السياسية المنظمة والمؤطرة من موقع طبقي، أي غياب الحزب الثوري، حزب الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء، فلا أفق غير ما نعيشه اليوم بتونس ومصر (أحسن الأحوال)، وقد يكون المآل سيئا، بل أسوأ؛ وذلك وفق ما يرضي الأطراف الخارجية على أرضية تقسيم المواقع ومنابع الثروة والتحكم فيها حسب موازين القوى. 
لنعد النظر في أولوياتنا كثوريين (التحليل الملموس للواقع الملموس)؛ ولنعمل موحدين وثابتين، وكلنا فرح وأمل، على ترجمتها على أرض الواقع... إنه التحدي اليوم وغدا...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق