أكثر من أربعين يومًا مرت على اختفاء مركب الصيد الساحلي "بنجلون" المتخصّص في صيد الخيط، وعلى متنه 18 بحّارًا، قبالة سواحل مدينة الداخلة، دون أن تتحرك
أجهزة النظام المعنية لإنهاء حالة الغموض أو تقديم إجابات واضحة لأسر الضحايا.
منذ 13 فبراير 2025، انقطعت إشارة جهاز التتبع (VMS) التابع لمركز السلامة البحرية ببوزنيقة، فيما كان المركب على بعد 55 ميلًا بحريًّا جنوب غرب الداخلة، لتبدأ رحلة معاناة الأهالي بين تقاذف الروايات الرسمية: من فرضيات الاختطاف إلى إشاعات "تمرد البحارة"، وصولًا إلى احتمال اصطدامه بإحدى السفن العملاقة العابرة للمنطقة.
هذا التخبط الرسمي ليس سوى انعكاسًا لسياسة التهميش المُمنهج التي تطال حياة العمال المغاربة، خاصة في القطاعات الخطرة مثل الصيد البحري. تُطرح هنا أسئلة مُقلقة:
- ما جدوى وجود أنظمة تتبع مثل (VMS) إذا لم تُترجم بياناتها إلى عمليات إنقاذ فورية عند الحوادث؟
- هل تمتلك سفن وطائرات الإنقاذ المغربية القدرة على التدخل السريع، أم أن وجودها "شكلي" كتغطية إعلامية؟
- لماذا تُحشد الوسائل الجوية (مثل الهليكوبتر) لإنقاذ الأجانب، بينما يُترك العمال المغاربة رهينة الصدفة والانتظار؟
الواضح أن حياة الصيادين المغاربة تُعامل كـ"بضاعة قابلة للفقدان"، فيما تُحاط السفن الأجنبية بسياج من الحماية. هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما دامت منظومة السلامة البحرية تعاني من ثغرات هيكلية، وغير معنية بتغيير الواقع.
كارثة "بنجلون" ليست مجرد حادثة عابرة، بل صفعةٌ أخرى تكشف التمييز الطبقي في التعامل مع الكوارث، ونسخة اخرى للتعامل مع زلزال الحوز. فهل سيكون ضحايا هذا الاختفاء وقودًا يحرك الراكد ليُلزِم النظام على التحرك الجاد لإعادة الاعتبار لحياة العمال، أم سيُطوى الملف كالعادة تحت ذريعة "الصعوبات اللوجستية"؟!
2025/03/22