أحدث الأخبار

2014/07/18

أحمد بيان: دعم القضية الفلسطينية أم دعم القوى الظلامية؟

أحمد بيان: دعم القضية الفلسطينية أم دعم القوى الظلامية؟

مسيرة يوم الأحد 20 يوليوز 2014:
دعت جماعة العدل والإحسان يوم 15 يوليوز 2014، من خلال ذراعها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، الى تنظيم "مسيرة وطنية شعبية بالرباط الأحد 20 يوليوز 2014 انطلاقا من باب الأحد على الساعة 11:00 صباحا" (عن بلاغ للهيئة). ويوم 17 يوليوز 2014 دعت كل من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إثر ندوة صحافية، "كافة التنظيمات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية وكافة أبناء الشعب المغربي، الى المشاركة الواسعة في المسيرة الشعبية التي ستنظم يوم الأحد 20 يوليوز الجاري ابتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا انطلاقا من باب الأحد بالرباط" (عن تصريح صحافي للمجموعة والجمعية، ولنسطر على "الدعوة الى المشاركة").
إن ما يفهم من التصريح الصحافي للمجموعة والجمعية، أنهما يدعوان الى المشاركة في المسيرة التي دعت اليها جماعة العدل والإحسان، وليس الى تنظيم مسيرة شعبية. وهو ما لم يتم توضيحه في التصريح تفاديا للإحراج وإمعانا في الغموض المقصود وخلط الأوراق. وسنصبح لا محالة أمام تهم الإقصاء والتشويش وحكاية البيضة والدجاجة، من دعا قبل غيره الى تنظيم المسيرة؟ ومن دعا الى المشاركة فيها؟
والأكيد، أن هذه الجهات، سواء دعت الى تنظيم المسيرة أم دعت فقط الى المشاركة فيها، بعيدة كل البعد عن خدمة القضية الفلسطينية. فعمالتها الطبقية للنظام وبعدها عن خدمة قضية الشعب المغربي يفضحان تهافتها على امتطاء القضية الفلسطينية وتوظيفها في حسابات سياسوية فجة واعتبارها فرصة للمزايدة واستعراض العضلات وربح النقط...
والخطير هو التحاق جهات أخرى بهذه الجوقة، ومنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (نداء المكتب المركزي: "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدعو مناضلاتها ومناضليها وعموم المواطنات والمواطنين إلى المشاركة القوية في المسيرة الشعبية التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي دعت اليها كل من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين وذلك الاحد 20 يوليوز 2014 انطلاقا من باب الأحد بالرباط على الساعة 11:00 صباحا"). إنها مغالطة فجة، فمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني لم تدعوان الى تنظيم المسيرة، بل دعتا الى المشاركة فيها، أي في المسيرة التي دعت اليها جماعة العدل والإحسان من خلال الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة. وبهذا تكون الجمعية قد دعت باحتشام الى المشاركة في مسيرة العدل والإحسان. ونعتبر هذه الدعوة دعما لجماعة العدل والإحسان وليس دعما للقضية الفلسطينية.
ومن بين الملتحقين كذلك خديجة غامري وعبد الحميد أمين وعبد الرزاق الإدريسي أعضاء سابقين في الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل، باسم التوجه الديمقراطي، وذلك من خلال نداء بالمناسبة، مما جاء فيه: "إننا بالخصوص ننادي إلى المشاركة القوية والحماسية في المسيرة الشعبية المنظمة يوم الأحد 20 يوليوز 2014 بالرباط والتي ستنطلق على الساعة 11 صباحا من ساحة باب الأحد". وستطول لائحة الملتحقين بدون شك...
إن هذه اللخبطة باسم دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني تخفي عجز هذه الجهات الملتحقة عن التصدي للرجعية والصهيونية والامبريالية وتفضح تعطشها لحضن القوى الظلامية الدافئ، حيث الأعداد الهائلة المحتمل، وكالعادة، أن تشارك في هذه المسيرة.
فهل نسيت أم تناست هذه الجهات الملتحقة ما حصل بالرباط إبان الوقفة التضامنية (الفلكلورية) ليوم 11 يوليوز 2014، عندما اقتحمت الوقفة جحافل العدالة والتنمية وغيرها من الفلول الظلامية، ليعلو صوت الموسيقى والشعارات "التكبيرية" (تكبيييييييييير)؟
وهل نسيت أم تناست هذه الجهات الملتحقة علاقة الجماعة بالولايات المتحدة الأمريكية عراب الكيان الصهيوني؟

إن من لا يستطيع رفع المذلة عن شعبه، بل إن من يقبل المذلة لشعبه، لا يمكن أن يرفعها عن شعب أو شعوب أخرى، ولو ادعى.. ومن يعشق القوى الظلامية ويغازلها، فليلتحق بها، وليترك القضية الفلسطينية بعيدا، فليست في حاجة الى "بهتانه ونفاقه"...

البديل الجذري: المعتقل السياسي مصطفى مزياني... نبراس يحترق/ضوء في العتمة!

البديل الجذري: المعتقل السياسي مصطفى مزياني... نبراس يحترق/ضوء في العتمة!

التحق مصطفى مزياني بالجامعة ككل أبناء جيله آملا في التحصيل والمعرفة، مفعم بالحيوية وحب الحياة، كله أمل في مستقبل تسطع فيه شمس الحرية ويشع منه نور العلم. منذ الوهلة الأولى انضم إلى الجهة التي وجد فيها ضالته، وتعكس طموحاته كمقهور. ولأول مرة أصبح قادرا على تبديد غموض شعور الحگرة والظلم، بأن اتخذ تصورا واضحا وشكلا واعيا قادرا على فهمه وتأطيره ضمن استراتيجية متميزة المعالم... تهدف القضاء على كل التمايزات والرفع من قيمة الإنسان أولا وأخيرا. فاتسعت أحلامه، وكبرت أمانيه، فاخترقت جدران الرجعية وكسرت قيود الفكر وأرست ترانيم الحرية في ذهنه وممارسته.
وبالطبع هو الوعي الذي يحارب ويحاصر من طرف زمرة من الماسكين بتلابيب القرار والمتحكمين بخيرات البلاد ونفوس العباد... والذين ليس في مصلحتهم أبدا أن تتغير الأوضاع. يقتاتون على الجهل، ويصفدون كل أحلام البسطاء ويغتالون أحلام الأبرياء.
وكضريبة على تبنيه هذا الوعي فقد حوصر وسجن... بعدما طرد من طاولة الدرس!
دخل عن وعي ومسؤولية في معركته البطولية... معركة الأمعاء الفارغة، لأنه يؤمن بشرعية القضية، لإيمانه بالغد المشرق، لإيمانه بأن الحرية لا تقدم على الأطباق الذهبية، لإيمانه أن طريقها تمر من تحت نيران القصف، معبدة بالمرارة والأشواك.
ونتيجة لذلك، أصبح وجهه نحيلا وأكثر طولا بعدما غطته الصفرة وكأن الدم لم يعد يُضخ بشكل كاف لكي يصل إليه، بل وكل أعضائه الأخرى، شاحب مثل من به سقم مزمن. عينان غارقتان داخل جحرهما الجاحظ لا ينفتحان إلا بمجهود وتثاقل.. على الذقن لحية ذات أسبوعين على الأقل... كل ذلك زاد من إبراز الضعف والوهن الذي يعاني منه... حتى أصبح جسدا ذابلا لا يقوى على الحراك.
يدخل في نوبات غيبوبة بشكل دوري، مؤخرا بدأت تطول وتتمدد مع مرور الوقت. ربما هي إشارات أو "ميساجات" واضحة من هذا الجسم الذي نخره التعب والجوع... قد يكون تنبؤ بقرب حدوث الفاجعة.
لا يقدر على النهوض، أُنهكت قواه وخارت من جراء هذا الصوم الطويل، صوم الموت، بعدما أتعبه التعسف والجور، بعدما جرد من كل حقوقه والذي كان آخرها الحق في طلب العلم...
وبعدما جرب كل شيء للمطالبة بحقه المشروع... قرر الإقلاع عن كل شيء من أجل حقه المشروع! متيقنا بأن التضحية والمعاناة، ثمن وضريبة الحق، ولا سبيل لذلك غير التضحية،
حتى أن شرب الماء والسكر أصبح يقرفه، ويشمئز منه، رائحته تثيره، فينتابه الدوار والغثيان... يتقيأ المرارة، إفرازات ذات ألوان مرجانية تارة وخضراء فاقعة تارة أخرى. مرارة الألم... مرارة الحق الذي ينتزع على حافة الموت!
من حضن أمه اختطفوه ومن ورائها عنّفوه ومن حنانها حرموه... سكبت دمعتها التي أحرقت وجنتها وجزوا قلبها حرقة على كبدها. من وسط رفاقه اعتقلوه، وفي المخافر عذبوه... وفي عتمة الزنزانة بكل ازدراء صلبوه. لكن جيش الرفاق سكان الزنازن الأقدمون بالأذرع احتضنوه وبالقبل حجبوه...
خلف القضبان، مصفدة يداه ومعصوبة عيناه.. لكن، عقله وقلبه ظلا حرين طليقين...
هي تلك معاناة الوعي حينما يتمرد!
فلنقاوم الإجرام من داخل الزنازن ومن خارجها..
ولنتوحد لخدمة قضية الشهيد والمعتقل.. قضية شعب..
تيار البديل الجذري المغربي

C.A.RA.M