منذ بداية انتشار وباء كورونا و الجميع يطرح أسئلة بديهية
لكن وباء كورونا عرى و فضح كل هذه التراهات و بشكل تدريجي، حيث استغلت الأنظمة هذه الظرفية و لازالت طبعا في سبيل الهجوم على الإنسان و سلبه إنسانيته بأبعاد و تفاصيل أشد شراسة.
ففي المغرب كما كل دول العالم لجأت الدولة إلى المقاربة القمعية و الزجزية في تدبير هذه الجائحة، و ذلك بهدف تعويم النقاش بل و جعله يتجه في العموميات عوض أن يناقش القضايا المهمة.
و الأكيد أن بعض أنصار الوثنية المبتذلة، سيطلون علينا بنقاشاتهم العقيمة لكي يدافعوا بشراسة و يبرروا للعالم جبنهم.
و لكن الحقائق مهما حاولنا تزييفها فإنها تظل عصية و عنيدة أمام كل محاولات التدجين، حيث أن جائحة كورونا كشفت و بالملموس أن هذا النظام الرأسمالي برمته مركزا و هامشا في تدبيره للجائحة لا يسعى أكيد لتحقيق المناعة الجماعية(مناعة القطيع) بل أن شغله الشاغل هو كيفية تجديد دمائه و تحقيق و جني الأرباح (استخلاص فائض القيمة). و قد ظهر ذلك جليا خلال فترة الحجر الصحي حيث تم تعطيل حركة الإقتصاد التحتية و التي أثرت في المغرب على عموم الكادحين و الذين يتعاطون مع هذا الإقتصاد التضامني، مقابل استمرار حركة الإقتصاد الفوقي في نشاطه.
و كشف الوباء أيضا و عرى طبيعة الخدمات الإجتماعية (الصحة، التعليم، الشغل) بالمغرب. و هذا بطبيعة الحال هو نتاج موضوعي لعقود من الهجوم على هذه الخدمات و الإتجاه نحو تسليعها و خوصصتها. هذا الهجوم الذي لازال مستمرا بشتى أبعاده.
و بالرجوع أكيد لمسألة اللقاح، فإن مجانيته لا تعني بالضرورة أن الأنظمة الرأسمالية تحب الإنسان و تسعى لحمايته من كل الأخطار. و من يفكر هكذا عليه أن يعيد قراءة المفاهيم الأساسية المشكلة للنظام الرأسمالي. فهو بالتأكيد مجال للتنافس و جني الأرباح على حساب الأرواح.
أما الربح الفعلي الذي حققته هذه الأنظمة فيتجلى في اخراس الإنسان ومنعه بأساليب مختلفة من التعبير عن مواقفه و آراءه، و كذلك تجديد أساليب القمع و التضييق على كافة الذوات المناضلة و النوعية في محاولة يائسة لتمرير رسائل مشفرة إلى الجماهير مفاذها أن القمع باق و يتمدد.
و مادام الهجوم مستمرا..........فالمقاومة مستمرة