تأسيس لجن دعم المناضلين، وخاصة المعتقلين السياسيين، مبادرة نضالية
حميدة ومطلوبة. وتعتبر من بين الأشكال النضالية التي تدين الإجرام الذي يطال المناضلين (اعتقال أو تضييق أو استفزاز...) وتساهم في مؤازرتهم والتضامن معهم وعائلتهم وفك الحصار عنهم والتعريف بقضيتهم والتعبئة من أجل دعمهم وإطلاق سراحهم إذا كانوا وراء القضبان.
ولا يمكن إلا شكر من يتحمل هذه المسؤولية، باعتبارها تكليفا وليس تشريفا. وكثيرا ما أدى المناضلون المبدئيون ثمن إنجاز هذه المهمة النضالية الصعبة غاليا. علما أن الانخراط في معركة ما يفرض الوعي بمخاطرها وبالتالي الاستعداد لتحمل تبعات ذلك.
لكن، ورغم ذلك، لابد من تسجيل ما يجب تسجيله. ليس من باب المزايدة أو التشويش، بل من أجل التصحيح وقطع الطريق عن الانتهازيين الذين لا يفوتون أي فرصة خدمة لمصالحهم ومصالح أسيادهم؛ ودون إغفال زرع بيادق النظام للتحكم وتوجيه أي مبادرة نحو حتفها أو شكليتها...
ماذا أريد أن أقول هنا؟
أولا، مشاركة مجموعة من القوى السياسية والنقابية والجمعوية (وكذلك بعض الأشخاص) في مبادرات الدعم فقط من أجل التأثير في قراراتها بما يجعل منها آليات شكلية غير مؤثرة، أي شلها و"فرملة" أنشطتها وفعلها، أو بمعنى آخر قتلها في المهد؛
ثانيا، مشاركة مجموعة من القوى السياسية والنقابية والجمعوية (وكذلك بعض الأشخاص) في مبادرات الدعم فقط من أجل الإساءة الى المناضل (المعتقل السياسي، خاصة) من خلال تمرير مواقف سياسية لا علاقة لها بالمناضل المعني. ومن بين ما سجل بهذا الصدد وفي الآونة الأخيرة، توجيه الدعوة الى "رؤساء الأحزاب السياسية" و"الأمناء العامين للنقابات" و"الفرق/الكتل النيابية"، وذلك بصيغة عامة. فماذا ينتظر من هذه الأطراف فيما يتعلق بخدمة المعتقل السياسي المعني؟؟؟ إنها إساءة لا تغتفر... وهنا يتم توزيع/منح "المشروعية" لمن لا مشروعية لهم، إنه التوظيف السياسي الفج. وحتى إذا كان الأمر يهم فضح المعنيين المشار إليهم من خلال صمتهم وتواطؤهم، فكان من الأجدى التزام الوضوح والمسؤولية وتسمية الأشياء بمسمياتها وفي الحقول المناسبة. إنه الصراع الذي لا يرحم.
نعم، هناك معتقلون سياسيون يرحبون بذلك، والأمر يهمهم. لكن ماذا عن المناضلين الذي يتبنون مواقف سياسية مناقضة لمواقف مكونات لجنة الدعم التي نصبت نفسها لدعمهم، ودون استشارتهم في جل الأحيان؟؟؟
فلا السجن بجدرانه وزنازنه وقضبانه يمنع المناضل من تبرئة نفسه من أي انزلاق أو إساءة لا يخدمان قضية شعبه. إنها مسؤولية نضالية على عاتق المناضل سواء من داخل السجن أو من خارجه...
ثالثا، مشاركة مجموعة من القوى السياسية والنقابية والجمعوية (وكذلك بعض الأشخاص) في مبادرات الدعم فقط من أجل تسجيل الحضور والتعبير عن الذات واقتناص الفتات. وهنا تتجلى صور التفاهة والبشاعة والحقارة...
رابعا، مرحبا بلجن الدعم المناضلة التي تحترم نفسها والمناضل الذي تدعمه، وما أحوجنا الى هذه اللجن التي تضع المسافة المناسبة بين مواقفها ومواقف "الضحية". إنها لجن دعم بالفعل، لأنها محكومة بما هو مبدئي ومسؤول...
خامسا، وأخيرا، لا للجن المصنوعة سواء من طرف النظام أو من طرف حواريه. لا للجن التي تكيل بالكثير من المكاييل. لا للجن التي تتهافت على أسماء دون أخرى. لا للجن التي تبحث عن الكاميرات والأضواء... ومن يرغب في وضع النقط على الحروف، لدينا ما يكفي من الأسماء التي تعاني في صمت وأكثر من غيرها، ولا متضامن أو داعم من "الشلة" المحترفة الحاضرة فوق المنصات...
نعم للنضال...
نعم لدعم المناضلين والتضامن معهم ومع عائلاتهم...
لا للارتزاق...
شارك هذا الموضوع على: ↓