09‏/08‏/2014

سيدي عيسى: قولٌ على هامش بطولة !


سيدي عيسى: قولٌ على هامش بطولة!
عندما يصبح مجرد طلب الحق في التعليم مرادفا لفقدان الحق في الحياة فاعلم أنك في بلد الاستبداد والحقوق المهضومة...
في كل بلدان العالم التي تعنى بالعلم والمعرفة وتعطي قيمة للفن والثقافة...يتم التشجيع والحث بكل الوسائل على طلب العلم من المهد إلى اللحد.
توفر كل الشروط الضرورية من بنيات تحتية وفوقية لأجل هذا الغرض داخل مشروع سياسي شعبي وديموقراطي. فيكون بذلك من حق كل مواطن الولوج إلى المرافق المخصصة لذلك من مكتبات ومعارض ومسارح ومتاحف وتوفير منح كافية للبحث...
في المغرب فقط، بلد الإستثناء، نسمع عن طالب يدخل في إضراب عن الطعام لمدة تزيد عن الشهرين لا لشيئ إلا لمطالبته بالتسجيل في الجامعة. ومع ذلك لا يحرك لأي مسؤول ساكنا، وكأن الأمر طبيعيا وعاديا!!!
وفي المغرب فقط، بلد الإستثناء،  ترفض جامعاته، المرتبة في أدنى السلم عالميا، تسجيل الطلبة بالرغم من عزمهم على طلب العلم حتى وإن كلفهم ذلك الدخول في إضراب عن الطعام، كطريق بطيئ لكنه أكيد...نحو الموت وليس نحو التسجيل!!!
وفي المغرب فقط، بلد الاستثناء، يصف وزير للتعليم العالي أن إجازة جامعاته لا تصلح لشيء، بل خطرا محدقا على البلد!!!
وفي المغرب فقط، بلد الإستثناء، يطير وزراؤه لذرف الدموع (التماسيح) على طالب والاستهزاء من طالب آخر!!!
هو ذا زمن الإنحطاط الذي كشف عنه المزياني مصطفى، المسجى على السرير في موته السريري وهو يحاذي موته الحقيقي. إختار الطريق الوعرة بجرءة لكي يبرز إلى السطح الوجه الحقيقي للسياسة التعليمية التي تنهجها البلاد. لكنه كشفها في بعدها البشع الذي يبرز بوضوح أنها لا تهتم بالطالب العادي "ولد الشعب" والذي يوجد منه الكثير. كشف نية توجهها نحو الخوصصة "الحلم المنتظر" والهادف إلى المزيد من التمييز بين مغربين، أحدهما مؤهل فكريا والآخر مؤهل عضليا!!
نشكرك، يا مصطفى على شجاعتك...
 نحييك، يا مصطفى على صلابتك...
لقد أثبتت بأن جسمك صخرة رغم وهنه...
وأن قناعاتك سندان تنقسم عليه كل التكالبات.
نغار منك أيها الجسد الجائع
عنفوان أبيك الستيني وتحديه...يهيبنا  
سواقي دموع أمك التي تنهمر بلا انقطاع، تبللنا، لا بل  تغرقنا...خجلا!
...
لكل ذلك يا مصطفى...وللمستقبل أيضاً، نريدك بيننا
فضلا منك، لا تتركنا وحيدين...
عُد يا مصطفى...تشبث بخيط الحياة!
لا تدعني أكتب الحزن...لفراقك!

فأنا يا مصطفى أهاب العوم في بحر دموع أمك...أمي!!



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة