09‏/04‏/2018

البديل الجذري// مزيدا من الصمود أيها الرفاق.

إننا نعيش اليوم مرحلة جزر غير مسبوقة، مرحلة سنوات رصاص متجددة؛ فلنتوقع الأسوأ... لقد نتج عن ذلك تذمر ملموس في صفوف بعض المناضلين المخلصين،
خاصة و"فشل" العديد من التجارب الثورية ومحدودية تأثير وأثر محاولات نهوض جديد لمواصلة المعركة التي خلفت إرثا متميزا مخضبا بدماء الشهداء وعرق المعتقلين السياسيين وكفاحات العمال والفلاحين الفقراء وعموم أبناء شعبنا المسحوقين؛ بالإضافة الى غياب، بل تخاذل وانبطاح بعض رموز "اليسار" وانخراطها الى جانب النظام في طمس الحقيقة والإجهاز على المكتسبات والحقوق، ووأد الذاكرة كرصيد لشعبنا يشهد على الجرائم المقترفة باعتبارها جرائم ضد الإنسانية... 
إن النظام من خلال الحرب الطبقية التي تستهدف الجماهير الشعبية المضطهدة، وفي مقدمتها الطبقة العاملة، يسعى الى بسط كامل هيمنته على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويوفر فرص تخفيف آثار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية عنه وعن القوى الاستعمارية من خلال تصريفها على كاهل العمال والمسحوقين وفتح آفاق جديدة لتراكم رأس المال على حساب معيشة شعبنا، ولا يتردد في اللجوء الى كافة أساليب القمع والتضليل لتكريس نفس الأوضاع القائمة وإعادة إنتاجها في صور أكثر بشاعة. وما ساعده على التقدم في حربه الشرسة هذه هو الارتباط الوثيق لمصالحه بمصالح الإمبريالية والرجعية والصهيونية المهيمنة على الصعيد العالمي، وبالتالي مصادرته لكل ثروات شعبنا وخوصصتها وامتلاكه لوسائل الإعلام المؤثرة وتكنولوجيا التضليل والتجسس وإحصاء أنفاسنا؛ إنها مرحلة جزر حقيقي. وهو ما يؤكد موقفنا الثابت من النظام القائم، كنظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي، ويدحض زيف الشعارات المرفوعة ومزاعم حواري النظام، من أحزاب سياسية وقيادات نقابية وجمعوية، من مثل العهد الجديد واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية والإنصاف والمصالحة... فأي إنصاف وأي مصالحة والشهداء يتساقطون الواحد تلو الآخر وسجون الذل والعار مليئة بالمعتقلين السياسيين والانتفاضة الشعبية تلو الأخرى (الحسيمة، زاكورة، بوعرفة، جرادة...) والقمع الأسود لا يتوقف...
إنها فعلا مرحلة جزر حقيقي، حيث تساقط الكثير من "الرموز" التي كانت واقفة في وجه النظام، والبحث المخزي لبعض القوى السياسية المحسوبة على اليسار على موطئ قدم في المربع الذهبي للنظام بأي ثمن، دون إغفال الشتات السائد في صفوف المناضلين من مختلف التجارب النضالية. ونود الإشارة الى أن انتفاضة 23 مارس 1965 تكاد تكون الانتفاضة الشعبية الوحيدة التي ساهمت بقوة، الى جانب عوامل أخرى داخلية وخارجية وشروط ذاتية وموضوعية، في إفراز ذات مناضلة طبعت المرحلة بتضحيات مشهودة وخلفت رصيدا نضاليا عظيما؛ والمقصود هنا الحركة الماركسية اللينينية المغربية. ولماذا لا نجعل من الانتفاضات الشعبية اليوم نبراسا وحافزا لجمع شمل المناضلين ذوي الأيادي النظيفة المخلصين لقضية شعبهم؟ فأمام هذا الوضع الصعب، حيث احتداد الصراع الطبقي، يجب على المناضلين المبدئيين الصمود ومواجهة المخططات الطبقية للنظام، كل من موقعه وحسب إمكانياته واقتناعه، في تواصل نضالي مع المعنيين المباشرين بالتغيير، وفي مقدمتهم العمال. إن المناضل حقيقة هو من يرفع التحدي في ظل الواقع الصعب. أما غير ذلك، أي في ظل واقع مريح، فالكل يمكن أن يدعي النضال وأن ينتحل صفة المناضل، وقد حصل ذلك في أكثر من مناسبة. إن ما يميز المناضل الثوري عن باقي "الكائنات" البهلوانية التي تدعي الثورية والنضال، ومنها بالخصوص أسماء بورجوازية صغيرة مكشوفة، هو الصمود النضالي والنفس الثوري الطويل والتشبث الواعي والمسؤول بالمرجعية والتصور والموقف حتى النصر أو الاستشهاد؛ وهو ما تعلمناه واستوعبناه كدروس فعلية في علم/قاموس التضحية، من رموزنا الشهداء عبد اللطيف زروال وسعيدة المنبهي ورحال جبيهة وبوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري... والحديث هنا عن المناضل، ليس بالمعنى المفرد، فالفرد لا يصنع التاريخ. المقصود بالواضح التنظيم السياسي الثوري. ومن مسؤوليات المناضل المساهمة في بناء هذه الأداة الثورية، مفتاح تقدم الفعل النضالي والاستفادة من تراكم التضحيات في اتجاه وضع حد لمعاناة شعبنا، من اضطهاد واستغلال لخيراته... 
فأن يصمد المناضل اليوم في وجه التردي الحالي، بمعنى خوض معركة البناء تحت نيران العدو في ظل اختلال الموازين، خطوة عملاقة نحو المستقبل النضالي لشعبنا. إن النظام يستهدف كبرياء المناضل وصموده. إنه يسعى الى تخريب ذات المناضل وتدميرها، بما يجعل منها أداة ترهيب لباقي المناضلين القابضين على الجمر، ويرمي إلى تقديم المناضل كذات طيعة ومساومة وخائنة، بهدف ضرب مصداقيته وخلط الأوراق وتسميم العلاقات الرفاقية عبر تجنيد العناصر المشبوهة للقيام بكافة المهام القذرة، وبالتالي فسح المجال أمام المرتزقة المحترفين وفلول القوى الشوفينية المحمية والقوى الظلامية المتورطة في اغتيال المناضلين لاستكمال الإجهاز على المكتسبات وعلى الإرث النضالي لأبناء شعبنا... 
لنفشل مناورات النظام المفضوحة؛ 
لنهزم مساعي النظام لاجتثاث أثر المناضلين من خلال صمودنا الأسطوري وتماسكنا؛ لنؤازر المعتقلين السياسيين وعائلاتهم؛ 
ولننخرط بفعالية ومسؤولية في كل معارك شعبنا، تأطيرا وتنظيما؛ 
لنعر أوهام النظام ووسائله في التغليط، ومن جعل منهم نضال وتضحيات شعبنا "أبطالا" في حماية النظام/الإجرام، وأتقنوا لعبة الإبقاء على الضحية ضحية؛ 
لنفضح أعداء الطبقة العاملة وأعداء كل الكادحين بصراحة تامة وعلى المكشوف؛ 
لنبين للجماهير بأن السبيل لتحقيق المطالب هو الثورة وأن النظام بحكم طبيعته الطبقية ومهمته في العمالة للامبريالية والصهيونية ليس بمقدوره أن يكون ديمقراطيا ولو بالمضمون البرجوازي، وليس بمقدوره تحقيق مطالب شعبنا؛ 
لنتخط العموميات والعبارات المبهمة؛ 
لنحول الثورة من الشعارات ومن التطلع الفكري إلى حركة فعلية وواقعية للجماهير الشعبية؛ 
إنها مهامنا الملحة، كمناضلين ثوريين ماركسيين لينينيين..
كفى من التيه السياسي وزرع اليأس وتبذير الجهود في المسارات المسدودة...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق