16‏/05‏/2015

البديل الجذري // مقاطعة الانتخابات المهنية (اللجن الثنائية...)


لم نكن في حاجة الى قرار بعض القيادات النقابية البيروقراطية بشأن مقاطعة تخليد العيد الأممي للعمال (فاتح ماي)، لنحدد موقفنا من هذه المافيات
المسيطرة على الساحة النقابية بتواطؤ مع النظام القائم والأحزاب الإصلاحية والرجعية (الظلامية والشوفينية...). لقد شكل قرارها الخياني والعبثي أحد أساليب الالتفاف على مصالح الطبقة العاملة وعموم المأجورين، في ظرفية تاريخية حبلى بالنضالات والتضحيات (شهداء، معتقلون سياسيون، معارك العمال والفلاحين الفقراء واستمرار دينامية انتفاضة 20 فبراير، ومن خلالها دروس الانتفاضات الشعبية المجيدة السابقة عنها، على أكثر من واجهة نضالية...). 

وقد سبق أن سجلنا في تيار البديل الجذري المغربي (C.A.RA.M.) أن "ما يحصل الآن في الساحتين السياسية والنقابية يطرح أمام المناضلين الجذريين أكبر التحديات على جميع واجهات الصراع بما فيها الواجهة النقابية من أجل تجذير المقاومة الميدانية والالتحام بالقواعد التحتية لبناء قاعدة تحتية صلبة ومعبأة وصهر الفعل النضالي بالحركات الجماهيرية المناضلة والمقاومة في صراع مع البيروقراطية التي تعد أحد أطراف الصراع والمواجهة مع النظام.. وإن أي تنازل عن المعركة مع البيروقراطية أو الاصطفاف معها، سواء داخل المركزيات النقابية أو على واجهات أخرى للفعل النضالي، لن يكون إلا خطوة في اتجاه التسليم بإجرام العدو وقبول الصمت على جرائم النهب والاستغلال وتعبيد الطريق أكثر للقوى الرجعية والإصلاحية وكل الانتهازيين والظلاميين للعبث بمستقبل شعبنا وبتضحياته". لقد تجاوز التعاون الطبقي بين القيادات النقابية البيروقراطية والأحزاب الرجعية والإصلاحية كل الحدود. وقد وصل تنكرها لالتزاماتها، أبسط التزاماتها، حد الفضيحة، ولدرجة أحرجت، بل أزعجت المدافعين عنها والمرتبطين بها، بهذا الشكل أو ذاك أو من هذا الموقع أو ذاك. وبالتالي ما هو المطلوب آنيا وتفاعلا مع اللحظة التاريخية التي يعرفها واقع الصراع الطبقي ببلادنا؟ 
لقد بات من الضروري إحداث القطيعة مع هذه القيادات العميلة ومواصلة الصراع الحاد والضاري ضدها.
ولأن المشاركة في مسلسل "الانتخابات المهنية" (انتخابات اللجن الإدارية المتساوية الأعضاء ومناديب العمال) يمر بالضرورة عبر تقاسم الأدوار والتنسيق معها ونيل رضاها، ولأنه من الوهم أو التواطؤ الرهان على إمكانية خدمة الطبقة العاملة وعموم المأجورين من خلال هذه "المؤسسات" الممنوحة والآليات الشكلية المتحكم فيها في ظل موازين القوى المختلة لصالح النظام وحلفائه، فلا مناص من مقاطعة هذا المسلسل، ترشيحا وتصويتا، وهو موقف سياسي يتجاوب وما تستدعيه هذه الظرفية السياسية من فضح لمخططات النظام الطبقية ومؤامراته. علما أنه (أي المسلسل الانبطاحي) وجه آخر لعملة ما يسمى بالمسلسل الديمقراطي (الانتخابات الجماعية والتشريعية) المؤطر بالدستور الممنوح. وسيكون ذلك خطا فاصلا، خطا أحمرا بين من يخدم فعلا مصلحة الطبقة العاملة والشعب المغربي قاطبة وبين من يزكي التواطؤ والتعاون الطبقيين (بالواضح أو المرموز) مع النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي.
إننا في تيار البديل الجذري المغربي (C.A.RA.M.)، نسجل أن مسلسل الانتخابات المهنية والحمى المرافقة له حلقة أخرى في سلسلة المؤامرات التي تحاك ضد الطبقة العاملة وعموم المأجورين، وندعو الى:
- مقاطعتها، ترشيحا وتصويتا؛
- مواصلة الصراع ضد القيادات النقابية البيروقراطية، باعتباره في الأول والأخير، صراع ضد النظام وحلفائه من أحزاب سياسية طيعة وإطارات التضليل والتزييف؛
- التجذر وسط الطبقة العاملة وعموم المأجورين والشعب المغربي قاطبة ومواصلة النضال والتضحية من أجل انتزاع المزيد من المكتسبات وصيانتها في طريق ثورة شعبنا الوطنية الديمقراطية الشعبية... 
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق