30‏/01‏/2021

Camarade ML // ميدلت.. تاريخ طويل من النهب و الاستغلال من مناجم أحولي و ميبلادن إلى الطاقة الشمسية و الريحية..


مما لاشك فيه أن جيل السبعينات من الماركسيين-اللينينين المغاربة
(و حتى الفرنسيين)يذكرون مدينة ميدلت جيدا و قد ارتبط هذا الاسم بالاضرابات البطولية التي خاضها عمال مناجم أَحولي و مِيبلادن خلال نضالاتهم ضد شروط الاستغلال القاسية التي كانت تفرضها الشركة الاستعمارية الفرنسية "بناروايا / PENAROYA"، و هي الشركة التي كانت تابعة لبنك باريس، بنك روتشيلد و بنك هولاندا و كانت تشتغل أساسا على استخراج معادن الزنك، الرصاص ثم النُّحاس. 

استنزفت هذه الشركة و وكلاؤها المحليون الثروات المعدنية للمنطقة عبر مسلسل طويل من النهب دام عشرات السنين منذ ان اكتشف الاستعمار الفرنسي ، عشية الحرب العالمية الأولى، معدن الرصاص نواحي ميدلت، فأقام سكة حديدية ربطت المدينة بشرق المغرب لشحن البضائع، كما كانت المدينة من أوائل المدن المغربية التي ستُزود بالكهرباء لتسهيل استغلال مناجمها. 

انسحبت هذه الشركة و بعدها ال BRPM ليتركا واقعا مأساويا و المئات من المعطلين كان مصدر عيشهم الوحيد هو العمل المؤقت في المناجم. 

أحولي و ميبلادن أصبحتا اليوم مدينتي أشباح و من بقي حيا من السكان و لم يقتله مرض السيليكوز (الناجم عن شروط العمل داخل المناجم) مازال يشتغل (كسُكَّان #جرادة) في التنقيب عن بعض المعادن و الاحجار الكريمة في المغارات لكسب قوتهم اليومي، و منهم من استشهدوا بعد انهيار المنجم على رؤوسهم.. 

بعد استنزاف الثروات المعدنية، تستثمر اليوم البرجوازية و الارستقراطيات العسكرية في الأراضي الخصبة و تستنزف الفرشة المائية للمنطقة عبر اقامة الضيعات الفلاحية الكبرى خاصة زراعة التفاح بحيث توفر منطقة ميدلت حوالي 60% من انتاج هذه الفاكهة على مستوى المغرب. 

و قد وفر النظام، عبر ما يسمى "مخطط المغرب الأخضر" أرضية خصبة للمستغِلين و في مقدمتها الدعم على الاستثمار ثُم انشاء أحد أكبر السدود وطنيا على بعد كيلومترات فقط من ميدلت. و يعاني العمال و العاملات شروطا مجحفة جدا في هذه الضيعات : هزالة "الأجور"، غياب شبه التام للتصريح في صناديق التقاعد و التغطية الصحية، الخ. 

و اذا كانت البرجوازية و رموز التحالف الطبقي المسيطر قد استنزفوا الثروات المعدنية للمنطقة و سيطروا على مقدراتها الفلاحية المهمة، فقد حان الدور على قطاعات أخرى: الطاقة الشمسية و الريحية.  

و مما لاشك فيه أن العديد منا سمع أو قرأ عن "مشروع نور ميدلت" للطاقة الشمسية. المرحلة الأولى من "المشروع" ستكلف، حسب موقعه الالكتروني (masen ma)، 20 مليار درهم. فيما سيصل حجم الاستثمار الاجمالي 40 مليار درهم. 

كيف سيتم تحويل هذه المبالغ الطائلة و من سيفوز بالصفقات؟ 

بطبيعة الحال ستستفيد مؤسسات النهب المالية العالمية بصفقة التمويل.

فحسب نفس الموقع فإن التمويل سيستفيد منه:

 - البنك الألماني KFW بحصة 761 مليون أورو. 

- البنك الاوربي للاستثمار : 375 مليون أورو. 

- البنك الافريقي للتنمية: 237 مليون أورو. 

- الوكالة الفرنسية للتنمية: 161 مليون أورو. 

- البنك الدولي: 112 مليون أورو.

و بطيبعة الحال ستُحول المشاريع لشركات متعددة الجنسيات بشراكة مع شركات للبرجوازية الكمبرادورية و من يدور في فلكها محليا. ليُفوت هذا المشروع الضخم لكونسورسيوم مكون من:

شركة EDF RENOUVELABLES (فرنسا)

شركة Masdar (الامارات)

شركة Green of Africa (المغرب) ، و هي الشركة التي تملك أسهمها مجموعة AKWA (لصاحبها #أخنوش) وَ Finacecom. 

اتضحت الصورة!

لننتقل الان الى الطاقة الريحية.  و التي لاشك ستثير انتباهك توربيناتها الريحية و انت تغادر مدينة ميدلت في اتجاه الراشيدية. المشروع خُصصت له ميزانية 2,5 مليار درهم و يديره كونسورسيوم “ناريفا- إنيل غرين باور” NAREVA (الهولدينغ الملكي، المغرب) - Enel Green Power (ايطاليا) اضافة ل"المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب" الذي سيشتري حضيرة الرياح بميدلت لمدة عشرين سنة (!! سيشتري الرياح و تكلفة الشراء ستمرر عبر فواتير الكهرباء على ماهل الفقراء). 

و يُدير الفرع الدانماركي ل SIMENS تموين المشروع بالتوربينات الهوائية انطلاقا من معملها الموجود ب"بالمنطقة الحرة للتصدير TAC" بطنجة و التي تستفيد من امتيازات ضريبة خاصة و بالدعم على الاستثمار و الاجور الرخيصة...

و بحسب بلاغ للكونسورسيوم فسيتم تمويل الشروع "من تدفقات رأس المال الخاص للمساهمين وبتمويل اقتراضي مقدم من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب". 

مما يعني الاقتراض و بالتالي فالفاتورة يؤديها الفقراء و لا أحد غيرهم. 

واضح اذن و بشكل جلي كيف تُوزع الصفقات و كيف تعاد أموال المؤسسات المالية لجيوب حفنة من البرجوازية. أما القروض فستؤديها كما العادة الجماهير الشعبية ، مقابل وهم التنمية و خلق فرص الشغل و الطاقة و الحفاظ على البيئة التي تدمرها هذه الشركات و غيرها...

رغم كل الثروات الهائلة التي توفرها المنطقة (كجميع مناطق هذا الوطن الجريح) فإن سكان ميدلت و المناطق المحيطة بها (ايملشيل، تونفيت، الريش...) يعانون في صمت. و لازالت خيام الرُّحل و منازل السكان الطينية المهترئة تشهد على ذلك غير بعيد عن ضيعاتهم و مشاريعهم الكبرى للطاقة الريحية و الشمسية... 





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق