17‏/06‏/2015

حسن أحراث // جولة جديدة من "الحوار"/التآمر الاجتماعي..


السيد "المحترم" رئيس الحكومة (المغربية) يدعو المركزيات النقابية لحضور الاجتماع المقرر عقده في 17 يونيو 2015 على الساعة العاشرة صباحا. ومن بين
المركزيات المعنية (حسب بلاغ لها)، الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل (جناح العزوزي). والسؤال الذي يطرح نفسه للوهلة الأولى: من هي المركزيات المدعوة "للحوار"/المؤامرة؟

جرت العادة أن تتم دعوة النقابات "الأكثر تمثيلية"، والأمر يهم والحال هذه وفق الانتخابات المهنية الأخيرة، كل من الاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل (جناح الفاتحي) والاتحاد العام للشغالين بالمغرب. لكن، هل الفدرالية الديمقراطية للشغل (جناح العزوزي) ضمن النقابات الأكثر تمثيلية؟.طبعا، لا..
من المسؤول هنا، السيد "المحترم" أم النقابة/النقابات؟
إنه من حق الجميع أن يفهم أن السيد "المحترم" يمهد لإشراك نقابة حزبه، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، التي لم تتوفق في الانتخابات المهنية الأخيرة من انتزاع صفة "النقابة الأكثر تمثيلية" (تصويت عقابي؟؟!!). وقد يبرر دعوة "نقابة العزوزي" بدعوى تحالفها مع المركزيتين الاتحاد والكنفدرالية..
لا يهم من سيحضر غدا (17 يونيو 2015) على الساعة العاشرة صباحا..
بدون شك، ستتهافت القيادات النقابية البيروقراطية/الفاشية على طاولة المؤامرة.. ستقوم بذلك تواطؤا وحفاظا على امتيازاتها.. إن الغريب بالمغرب أن القيادات النقابية تملك/تستثمر ما لا تملكه/تستثمره الباطرونا في الكثير من الحالات.. إن الغريب في المغرب أيضا، أن القيادات النقابية تنافس الباطرونا وتنازعها في مجالات استثمارية (استغلالية) عديدة..
لكن الأغرب بالمغرب، أن تجد من "يسبح بحمد" هذه القيادات النقابية!! وأن تجد من "يقدس" قراراتها الانفرادية ومواقفها المتخاذلة.. فمن المشاركة في المهازل الانتخابية الى الطعن في نضالات أبناء شعبنا (الانتفاضات الشعبية، آخرها 20 فبراير..) وتكسير المعارك البطولية وإجهاضها...
نقولها بالبنط العريض: "لا للولاء".. إنه الخط الأحمر، الخط الفاصل بين الجد/الكفاح واللعب/الانبطاح، بين مناهضة/محاربة البيروقراطية العميلة للنظام القائم والخضوع لها، بل وخدمتها، ضدا على المصالح الطبقية للطبقة العاملة وأوسع الجماهير الشعبية المضطهدة، وضدا على البعد الطبقي الكفاحي للنقابة..
إننا لا ننخدع للمظاهر/الشكليات أو للديمقراطية العددية الزائفة، فصفة "الأكثر تمثيلية" ممنوحة بالمكشوف للنقابات الأكثر ولاء وانبطاحا في إطار التوازنات والحسابات المفروضة رأسا من طرف النظام بغية التحكم في مآل/مصير الصراع الطبقي. إنها لعبة "تبادل الأدوار".. (فترة لك وفترة عليك)..
لنعد لما يسمى "بالحوار الاجتماعي".. إنه من البلادة الاعتقاد أن حيل الاجتماعات/المسرحيات المارطونية تنطلي على "ضحايا" الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية..
وربما السؤال الفاضح والمستفز هو: كيف يعقل أن تقبل النقابات "الأكثر تمثيلية" أو "أقلها" الخوض في حوار شكلي مبتذل "جديد"؟؟!! هل يعقل أن تنخرط النقابات في حوار وتتوقع /تنتظر منه انتزاع المكتسبات، في الوقت الذي بقيت جل "مكتسبات" حوار 26 أبريل معلقة؟؟!! 
بدون شك، يهم "نقاباتنا" (الأكثر تمثيلية والأكثر ولاء)، أو بالأحرى قيادات هذه النقابات "التبندير" أمام الكاميرات وعلى المنصات وطاولات الحوارات المغشوشة، بعيدا عن هموم الجماهير الشعبية المضطهدة..
إنه سؤال المصداقية، سؤال الحقيقة بالنسبة للبيروقراطيين و"للديمقراطيين" أيضا..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق