10‏/10‏/2017

حسن أحراث// آه من ألم الإضراب عن الطعام!!

قد لا يتمثل المعاناة والعذاب من سمع أو يسمع عن الإضراب عن الطعام..


وقد لا يحس ألم الإضراب عن الطعام من خاض يوما أو أياما معدودة فقط.
الإضراب عن الطعام، سواء داخل السجن أو خارجه، ولأيام أكثر من معدودة، وحتى لسنوات، محنة حقيقية، بل أكبر من المحنة. الإضراب عن الطعام في هذه الحال أقسى من الألم ومن العذاب ومن المعاناة.. 
ومن يعشق المقاومة والنضال، من خلال الإضراب عن الطعام أو أي شكل نضالي آخر، يعني أنه يعشق الحياة؛ وليست أي حياة، إنها الحياة الكريمة، الحياة الجميلة، حياة العز والنبل والشهامة..
أن تخوض الإضراب عن الطعام عن اقتناع من أجل قضية عادلة يعني أنك أكبر من أن تخضع لواقع الذل أو أن ترضخ لإجرام النظام.
أن تخوض الإضراب عن الطعام لا يعني أنك ترفع التحدي وحدك، أو أنك أناني أو مغامر أو انتحاري..
لا، لا، أبدا..
كم يفرح المضرب عن الطعام عندما يلتحق رفاقه بمعركته.. كم يتقوى بقوتهم.. وكم يسعد بحضور العائلات وتفهمها وابتسامتها، بل وانخراطها في الدعم والمؤازرة.. فزغرودة أم أو رفيقة أروع هدية وأجمل سمفونية تشنف الأسماع الرهيفة..
وأذكر معركة الشهيدين الدريدي وبلهواري؛ كم فرحنا، كم امتزج في أعيننا المفتوحة دائما الفرح الطفولي بالفرح النضالي، عنما أضرب مناضلون آخرون بسجون أخرى.. كم اهتزت مشاعرنا فخرا عندما أضرب عن الطعام معتقلون سياسيون بالسجن المركزي بالقنيطرة (ابراهام السرفاتي وبعض الرفاق) ومعتقلون سياسيون آخرون بسجن لعلو بالرباط (عبد الرحمان بنعمرو وبعض الرفاق)..
لكن، كم امتعضنا عندما أوقفوا إضرابهم عن الطعام..
نحن من أحس عن قرب الأثر السلبي لتوقيف معاركهم.. كنا في بداية المعركة، وكنا قاب قوسين أو أدنى من النصر.. بل لمسنا النصر بأيدينا..
لكن، بعد الفتور داخل السجون وخارجها، سقط العبء ثقيلا على أجسادنا النحيلة.. وصارت عائلاتنا تواجه مصيرها بكل تبعات التنقل من سجن الى آخر ومن مدينة الى أخرى، في انتظار تشييع جثاميننا..
فصارت الشهور سنوات.. ست سنوات، ست سنوات وزيادة..
انتصرت المعركة أخيرا، وما كان إلا أن تنتصر بكثير من الوفاء والإخلاص والصدق..
لا تتركوا المضربين عن الطعام لوحدهم.. لا تتركوا عائلاتهم..
ليس في الأمر حسابات، مع أو ضد.. كلنا معنيون داخل السجن وخارجه..
لنفجر المعارك داخل السجون وخارجها.. لنكن مبدئيين.. نحن الى جانب كافة المعتقلين السياسيين.. لنناضل من أجل إطلاق سراحهم جميعا..
لنختصر المسافات، لنقلص الفوارق..
ستنتصر المعارك العادلة لا محالة.. كلنا ثقة في أبناء شعبنا..
أما من خان، داخل السجن أو خارجه، فقد خان نفسه أولا وأخيرا..
والقضية أكبر وأبقى..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق