18‏/07‏/2014

البديل الجذري: المعتقل السياسي مصطفى مزياني... نبراس يحترق/ضوء في العتمة!

البديل الجذري: المعتقل السياسي مصطفى مزياني... نبراس يحترق/ضوء في العتمة!

التحق مصطفى مزياني بالجامعة ككل أبناء جيله آملا في التحصيل والمعرفة، مفعم بالحيوية وحب الحياة، كله أمل في مستقبل تسطع فيه شمس الحرية ويشع منه نور العلم. منذ الوهلة الأولى انضم إلى الجهة التي وجد فيها ضالته، وتعكس طموحاته كمقهور. ولأول مرة أصبح قادرا على تبديد غموض شعور الحگرة والظلم، بأن اتخذ تصورا واضحا وشكلا واعيا قادرا على فهمه وتأطيره ضمن استراتيجية متميزة المعالم... تهدف القضاء على كل التمايزات والرفع من قيمة الإنسان أولا وأخيرا. فاتسعت أحلامه، وكبرت أمانيه، فاخترقت جدران الرجعية وكسرت قيود الفكر وأرست ترانيم الحرية في ذهنه وممارسته.
وبالطبع هو الوعي الذي يحارب ويحاصر من طرف زمرة من الماسكين بتلابيب القرار والمتحكمين بخيرات البلاد ونفوس العباد... والذين ليس في مصلحتهم أبدا أن تتغير الأوضاع. يقتاتون على الجهل، ويصفدون كل أحلام البسطاء ويغتالون أحلام الأبرياء.
وكضريبة على تبنيه هذا الوعي فقد حوصر وسجن... بعدما طرد من طاولة الدرس!
دخل عن وعي ومسؤولية في معركته البطولية... معركة الأمعاء الفارغة، لأنه يؤمن بشرعية القضية، لإيمانه بالغد المشرق، لإيمانه بأن الحرية لا تقدم على الأطباق الذهبية، لإيمانه أن طريقها تمر من تحت نيران القصف، معبدة بالمرارة والأشواك.
ونتيجة لذلك، أصبح وجهه نحيلا وأكثر طولا بعدما غطته الصفرة وكأن الدم لم يعد يُضخ بشكل كاف لكي يصل إليه، بل وكل أعضائه الأخرى، شاحب مثل من به سقم مزمن. عينان غارقتان داخل جحرهما الجاحظ لا ينفتحان إلا بمجهود وتثاقل.. على الذقن لحية ذات أسبوعين على الأقل... كل ذلك زاد من إبراز الضعف والوهن الذي يعاني منه... حتى أصبح جسدا ذابلا لا يقوى على الحراك.
يدخل في نوبات غيبوبة بشكل دوري، مؤخرا بدأت تطول وتتمدد مع مرور الوقت. ربما هي إشارات أو "ميساجات" واضحة من هذا الجسم الذي نخره التعب والجوع... قد يكون تنبؤ بقرب حدوث الفاجعة.
لا يقدر على النهوض، أُنهكت قواه وخارت من جراء هذا الصوم الطويل، صوم الموت، بعدما أتعبه التعسف والجور، بعدما جرد من كل حقوقه والذي كان آخرها الحق في طلب العلم...
وبعدما جرب كل شيء للمطالبة بحقه المشروع... قرر الإقلاع عن كل شيء من أجل حقه المشروع! متيقنا بأن التضحية والمعاناة، ثمن وضريبة الحق، ولا سبيل لذلك غير التضحية،
حتى أن شرب الماء والسكر أصبح يقرفه، ويشمئز منه، رائحته تثيره، فينتابه الدوار والغثيان... يتقيأ المرارة، إفرازات ذات ألوان مرجانية تارة وخضراء فاقعة تارة أخرى. مرارة الألم... مرارة الحق الذي ينتزع على حافة الموت!
من حضن أمه اختطفوه ومن ورائها عنّفوه ومن حنانها حرموه... سكبت دمعتها التي أحرقت وجنتها وجزوا قلبها حرقة على كبدها. من وسط رفاقه اعتقلوه، وفي المخافر عذبوه... وفي عتمة الزنزانة بكل ازدراء صلبوه. لكن جيش الرفاق سكان الزنازن الأقدمون بالأذرع احتضنوه وبالقبل حجبوه...
خلف القضبان، مصفدة يداه ومعصوبة عيناه.. لكن، عقله وقلبه ظلا حرين طليقين...
هي تلك معاناة الوعي حينما يتمرد!
فلنقاوم الإجرام من داخل الزنازن ومن خارجها..
ولنتوحد لخدمة قضية الشهيد والمعتقل.. قضية شعب..
تيار البديل الجذري المغربي

C.A.RA.M



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق