10‏/12‏/2023

حسن العبودي// في ذكرى الإعلان على "الميثاق العالمي لحقوق الانسان" الدوس على "الأمم المتحدة"


على أبواب ذكرى يوم  اعلان الامم المتحدة على "ميثاق العالمي حقوق الإنسان" تم تفعيل، لأول مرة لما يزيد عن ثلاثين سنة، المادة (99) من ميثاق الامم المتحدة.

وهي أقل سلاح دبلوماسي في يد الجنرال الاممي دون جيش، أو ما يعتبره أغلب المهتمين والمتخصصين، بالقانون الدولي، أقوى مادة بيد الأمين العام للأمم المتحدة، للضغط على مجلس الأمن الدولي لتفادي كارثة إنسانية في غزة، نظرا لمنسوب الدماء والأرواح في صفوف الأطفال والنساء، والقصف المستمر وغياب المأوى والمواد الضرورية لاستمرار الحياة..


والمادة (99) من الميثاق التي تعطي الحقّ للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين، لم تستطع أن تشعل ولو شمعة على قطاع غزة ولا أن توفر قبرا لطفل شهيد.  


والعار الدولي ليس فقط في تمزيق ما يعد أقوى مادة في ميثاق الأمم المتحدة باستعمال الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض/الفيتو، تزامنا مع ذكرى إعلان الميثاق العالمي لحقوق الانسان، وما ترسله من إشارات سياسية للمهتمين بالشأن السياسي، والدبلوماسية، وتضع المؤسسات الدولية كصفر على "اليسار"، بل في رد مندوب الكيان الصهيوني بقول أن البرتغالي انطونيو غوتيريش يشكل خطرا على الأمن العام، وأن فترة ولايته ستغلق. وهو تحد صارخ، ورسالة توضح، لمن يهمهم الأمر دوليا، أن الأمم المتحدة هي الكيان الصهيوني وأمريكا. 

وقد لا نستغرب إذا وضع يوما انطونيو غوتيريش في مصحة الأمراض العقلية مصحوبا بدعاية عالمية بتكلفة امريكية تليق بوضعه الاعتباري.


 ان ما حدث ويحدث يعطينا دلالة أن النظام العالمي ومؤسساته الدولية، الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، في انهيار مستمر، وكل هذا يجري فوق جثث ما يزيد عن 17000 شهيد وشهيدة وأغلبهم من الأطفال والنساء، (70 في المئة من الأطفال والنساء والمراهقين حسب العديد من المواقع الاخبارية) وما فوق مليون مشرد دون مأوى، دون ماء، دون طعام، دون واط واحد من الطاقة لإنقاذ طفل حديث الولادة..

إن الإشارة لنداء الأمين العام لا يعني رهانا على مجمع العفن الملطخ بالدماء اللصيقة باللصوص العالميين، وعلى لاعبي القمار على الارواح، في كازينوهات تحت سقف المؤسسات واللقاءات والمؤتمرات الدولية، بل لوضع الأمور في نصابها، لكشف تلك الصورة التي يخلفها الكثير من السياسيين المتواطئين، والأحزاب والمنظمات الجبانة، عند اخفائهم لعمق الحقيقة من خلال عمليات يقوم بها "علماء" الدعاية والإعلام، وفي محاصرتهم لكل نقد جذري وواضح للواقع الدولي الحالي.

 ولأبرز أن كل ما تحقق من مكاسب مرحلة النصر السوفياتي على المستوى الدولى بما في ذلك الإعلان على "الميثاق العالمي لحقوق الإنسان" تدوسه اليوم أقدام الإمبرياليات،  امبريالية الشرق وامبريالية الغرب، والانظمة الخاضعة لهما، في كل رقعة جغرافية من هذا الكوكب، في عملية مظلمة تحدث فيها ابشع صور انتهاك حقوق الانسان، حيث يستمر القتل والخطف والتعذيب بازدياد، ويعاد ضبط الحريات وفقا لتوجه وقع عليه الاجماع يقضي بجعل الموت والقتل حياة تزحف على الأحياء، والهمجية خيار وخطط موضوعة، ومدروسة بكل عناية، تنفذ للتخلص من أكبر عدد من سكان الأرض. 


أصبحت جل أنظمة العالم اليوم أرضا هائلة من الفقر والبطالة، والحروب، والغزو، وتدمير الإنسان والطبيعة، ونهب الممتلكات، وانتهاك حقوق الإنسان بمفهومها البرجوازية. وتنبثق سريالية غير مفسرة من الدعاية الخشنة للإمبريالية، تحت حجة خطر الارهاب، وخطر الشيوعية.. وهي هي الارهاب، وناشرة الإرهاب وهي هي من تنزع من الافراد كل ما وفروه لسنوات من الكدح، وتوسيع المسافة بين من يملكون ومن لا يملكون. 


إن النظام العالمي اليوم أنغمس، وفي سعي اكثر شراسة، وعلى المكشوف،  لتحقيق الربح بالموازات مع توسيع دائرة الفقر والبطالة والحروب.

وما يجري الآن من صراع  بين المقاومة في غزة والقطاع وداخل أراضي 48 من جهة، ومنظومة النهب الدولي وأدواتها في شخص الأنظمة الإقليمية ذات المصالح المتباينة من جهة ثانية، أزال كل الأقنعة امام جبروت التدمير الممنهج ونشر المستور.. وفي النهاية المزيد من التغول والكراهية والحقد.. ويبقى الشعب الفلسطيني يسطر أسمى معاني الصمود ولن ينكسر..


إن معسكر العدو معزز ولم يعد أرشيف الماضي وما تبقى على رفوف المؤسسات الدولية يزعجه، وكل ما يزعجنه ويجعل عروشه تهتز هو صمود شعب على أرضه وهو يواجه الموت وهو يرفض الاقتلاع.


إنها الرسالة التي يجب أن تشكل درسا لباقي شعوب العالم، لتضع آخر حفنة تراب على قبر شعار "النضال الديموقراطي" و"حقوق الإنسان" البرجوازيين، الذي سوقت له قوى الردة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.  






شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق