2025/12/06

م.م.ن.ص// من مكناس إلى طنجة: سيناريو مأساوي واحد يتكرر.. والضحايا هم العمال

 

حرمان من الأجر لشهرين ورمي العمال للشارع، إثر ديون تقدر بملايين، هو جواب الرأسمالي على أزماته.. وعمال "نماطيكس" يقابلون هذه الجريمة برفع شعار

 "النضال والوحدة" بعد أن حولهم صراع أرباح العملاء إلى ضحايا.
وفعلا قوة العمال تكمن في وحدتهم، وهي الوحيدة القادرة على انتزاع حقوقهم. إنهم يكدحون لساعات طويلة، ينتجون ثروة تتحول إلى فائض قيمة، لينتهي بها المطاف في جيوب الرأسماليين. فأجر ثماني ساعات عمل، بل وأكثر، داخل جدران المعامل، لا يكفي لسد أبسط الحاجات اليومية. 
هكذا يحول العامل إلى آلة، ما إن تتعطل حتى ترمى للمتلاشيات. 
هذه هي الطبيعة الاجرامية للرأسمالية، وهذا هو حال العمال في وطن يضيق على أبنائه، بينما يفتح أبوابه على مصراعيها للعملاء واللصوص لينهبوا ثرواته. ها هي التجربة/الجريمة تعيد نفسها ودائما بطلها الرأسمالية. فكما حدث في "سيكوم - سيكوميك" بمكناس، حيث أُلقي بـ550 عاملة وعامل إلى الشارع، ليواجهوا لأكثر من أربع سنوات الجوع والتشرد والأمراض، ويعيشوا سنة ونصف كاملة تحت تقلبات الطقس في اعتصامهم البطولي، نرى اليوم في المنطقة الصناعية بطنجة إعادة إنتاج نفس المأساة، ونفس الآلام، ونفس التشرد. والبطل المتكرر في جريمة الاستغلال هذه هو رأس المال، بتواطؤ النظام وحمايته. 
يدخل عمال شركة "نماطيكس" (Namatex) في طنجة على خطى هذه السرقة الموصوفة، حيث حُرموا من مستحقات شهرين متتاليين. لقد حولهم جشع صاحب العمل إلى ضحايا في نزاع بينه وبين أحد زبائنه، ليقرر التخلص منهم باصبع على الزر، مهدرا سنوات من الكدح والتعب وكأنها لا شيء. إنه "الحل" الجاهز/الجريمة لإنهاء علاقة استغلالية طالما تميزت بأجور هزيلة وتلاعب بأبسط الحقوق. 
تلك هي المكافأة الدائمة للعمال عند أزمات رأس المال: الطرد والتشريد دون أجر أو تعويض! 
وكما تساءل أحد العمال باستغراب: "أين تذهب الأرباح التي يأخذونها من عرقنا؟" في إشارة إلى ما يشاع حول الديون المتراكمة على صاحب العمل التي تفوق 200 مليون سنتيم. وأضاف: "أم أن هذه مؤامرة تحاك ضدنا للتخلص منا بعد كل هذه السنوات؟" 
هذه الأسئلة الملحة تثقل كاهل العمال وهم يدفعون نحو مصير مجهول، لا يستبعدون معه مآس أكثر كارثية، خاصة في ظل غلاء المعيشة الصارخ بمدينة مثل طنجة مقارنة بباقي المدن. وفي خضم هذا الغموض المتعمد، يبقى الأمل والمنفذ الوحيد واضحا، كما يؤكد العامل نفسه: "طالما لا تعطى إجابات عن مصيرنا، فإن الحل هو النضال والتشبث بحقوقنا. وحدتنا هي الطريق الوحيد لانتزاع ما هو لنا." 
كل التضامن مع الطبقة العاملة 
كل الدعم لمعارك العمال




شارك هذا الموضوع على: ↓




↓للتعليق على الموضوع
تعليقات
1 تعليقات

1 التعليقات:

رسالة أقدم الصفحة الرئيسية