24‏/04‏/2015

حسن أحراث // الشهيد محمد كرينة: غيابك القسري إدانة للإجرام والقبح والرداءة..


الشهيد كرينة:
كنت شعلة مخيفة حقا، كنت الكلمة القوية والممارسة العتيدة..
لقد سبقت زمانك كباقي الشهداء، ما أحوجنا إليكم اليوم..
لقد أزعجت نظاما بجيوشه/جلاديه وكلابه وقططه وخفافيشه..
كنت ستأتي على اليابس والأخضر..
لقد ربطت الخاص بالعام..
ربطت قضية الشعب المغربي بقضية الشعب الفلسطيني..
مزجت الدم المغربي بالدم الفلسطيني..
طبعا، لم تكن وحدك، أنت ابن قلعة "أنزا" العمالية (أكادير).. 
لذلك، لم يكن اغتيالك في 24 أبريل 1979، اعتباطيا أو عشوائيا..

الشهيد كرينة:
كنت شعلة مخيفة بالفعل، ومازلت شعلة مخيفة، وستبقى كذلك..
بل صرت مرعبا أكثر من ذي قبل..
أخفت النظام بالأمس، وترعبه الآن..
إنها حال كافة شهداء الشعب المغربي..
لقد جسدت المناضل المثال، المناضل النموذج..
إننا نكرمك شهيدنا ونتبع خطاك..
نعدك أن نرفع رايتك عاليا..
نعدك، كما نعد كافة شهداء شعبنا، ووعد الحر دين، بأن نواصل المشوار، من داخل السجن ومن خارجه، ومادمنا أحياء..

الشهيد كرينة:
إنك تخيف النظام اليوم، وتخيف أيضا "رفاق" الأمس..
لقد أصبحت "رفيقا" مزعجا..
لقد تنكروا لتضحيتك، كما تنكروا لتضحية المهدي وعمر وباقي الشهداء..
لقد تناسوا مواقفك وصمودك وقتاليتك..
لقد أنستهم الولائم الدسمة والهدايا المسمومة أشكال التعذيب التي أزهقت روحك الطاهرة ومزقت جسدك الفتي..
ولم يعد يهمهم غير صورتك على جدران "أعراسهم"/مؤتمراتهم..
ولم يعد يعنيهم غير اسمك في حفلات مواسمهم "الديمقراطية" (الانتخابات المزورة...)..

الشهيد كرينة:
إن استشهادك يدين إجرام النظام ويفضح مؤامراته المستمرة في الزمن والمكان..
إن استشهادك يدين كل من عانق التخاذل والانبطاح والتواطؤ والخيانة، وكل من تنكر للمبادئ والعهد والثورة..
إن استشهادك يدين القبح المستشري الآن في صفوف الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات..
إن استشهادك يدين الرداءة بكل ألوانها.. 
إن استشهادك يشهد على الإجرام والقبح والرداءة..

* سؤال له علاقة بالموضوع: 
كيف نقبل بحضور/زيارة الإرهابي والمجرم شمعون بيريز الى بلادنا في إطار مشاركته في اجتماع "مبادرة كلينتون العالمية للشرق الأوسط وإفريقيا" المزمع عقده بمراكش في 05 و07 ماي 2015، في أجواء ذكرى استشهاد المناضل محمد كرينة الذي قدم دمه المغربي الزكي هدية للشعب الفلسطيني البطل؟!!

* تعريف بالشهيد محمد كرينة (منقول عن موقع "كفاح تلاميذي" بتاريخ 22 مارس 2011):
شهداء كثر طالهم النسيان، شطبت أسماؤهم وتضحياتهم من كتب التاريخ الرسمي، فيما يرفع إلى مرتبة القديسين والأنبياء، الخونة ممن باعوا الأرض وأصحابها. حرصا منا على تاريخ نضال شعبنا وأبطاله الأمجاد نعرف بشهيد الحركة التلاميذية المغربية، محمد كرينة ذاك الذي فدى فلسطين بدمه، ونحن متيقنون أن تلك الدماء البريئة والطاهرة لن تذهب سدى، هي منارة تضئ طريقنا كشباب اليوم، ركيزة الغد.
ازداد الشهيد محمد كرينة سنة 1959 بأكادير وتابع دراسته الابتدائية بمدرسة المختار السوسي بأنزا وانتقل فيما بعد إلى ثانوية ولي العهد بأكادير. عندما أنهى الشهيد السلك الأول من الثانوي التحق بثانوية الخوارزمي بالبيضاء لدراسة الهندسة. حظي الشهيد بثقة زملائه الداخليين في الثانوية فأصبح المتحدث باسمهم. حصل في الدورة الأولى من السنة الدراسية 78ـ79 على تشجيعات مع تنويه خاص لنتائجه الدراسية. شارك في ذكرى إحياء يوم الأرض 30 مارس 1979 الذي دعت إليه الكنفدرالية الديمقراطية للشغل تضامنا مع الشعب الفلسطيني. تم اعتقال الشهيد بتاريخ 17 أبريل 1979 من داخل ثانوية الخوارزمي حيث دخلت قوات القمع إلى داخلية الثانوية منتهكة بذلك حرمة المؤسسة. بتاريخ 23 أبريل 1979 تم تقديمه للمحاكمة، طالب الدفاع بعرض الشهيد على الطبيب إلا أن النيابة العامة واجهت الطلب بالرفض وضمها لطلب الخبرة إلى حيث البث في جوهر القضية التي أجلتها المحكمة إلى غاية 30 أبريل 1979. بتاريخ 24 أبريل 1979 سقط الشهيد من جراء التعذيب الوحشي الذي مورس عليه.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق