24‏/11‏/2015

خلفية مهندسي مسيرة الدار البيضاء: امتصاص الغضب والمتاجرة بمآسي شعبنا.. لنجعلها يوما لإدانة إجرام النظام والقيادات النقابية البيروقراطية..

دعت القيادات البيروقراطية الأربع، "الاتحاد المغربي للشغل" و"الكونفدرالية الديمقراطية للشغل" و"الاتحاد العام للشغالين بالمغرب" و"الفدرالية الديمقراطية للشغل" (جناح المدعو العزوزي)، في نداء لها، الى تنظيم مسيرة بالدار البيضاء
يوم الأحد 29 نونبر 2015 ل"مواجهة تجاهل الحكومة لفتح حوار جدي ومسؤول على أساس المذكرات المطلبية المرفوعة لها"، حسب نص النداء. إنها خطوة سياسية خادعة تهدف الى تأمين "الاستقرار" وإزاحة الغضب والتوتر واحتواء الوضع المشتعل، وبالتالي لعب دور الإطفائي للجم النضالات المتفجرة، التي خلفها الهجوم المدمر والجهنمي للنظام على قوت الجماهير الشعبية وعلى مستقبل أبنائها. وكيف لا وتاريخها حافل بالتواطؤ والتآمر والخيانات والصفقات السرية والعلنية ضد مصالح العمال والفلاحين الفقراء وعموم المفقرين. تاريخ لم تكن فيه القيادات الأربع سوى إحدى أدوات النظام الديكتاتوري للسيطرة على الحركة العمالية بالأساس وحراسة مصالحه.
إن حديث القيادات الأربع من خلال ندائها وندواتها عن "الوحدة الميدانية للطبقة العاملة و"وحدة الحركة النقابية المغربية" و"حماية الحقوق ومكتسبات الشغيلة وكرامتها" و"مواجهة تجاهل الحكومة لفتح حوار جدي".. مجرد حديث ديماغوجي منطلقه أسلوب النظام ومناوراته من أجل مواصلة تنفيذ مخططاته الطبقية، وليس لها من "خيارات" أخرى غير خدمة استقرار النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي وحل/تخفيف أزماته، وغير توفير الأجواء الملائمة للتمرير السلس والمرن لمخططات الأعداء المحليين والامبرياليين، والسهر على تنفيذ إجرامهم، بالتهدئة وامتصاص كل مظاهر التوتر والاحتقان والغضب، والتفعيل الشكلي والبهلواني للعبة "الحوار الاجتماعي" بين محترفي الجرائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومصاصي دماء شعبنا، والزج بالعمال والفلاحين الفقراء وكل المعدمين في المآسي وكل أشكال الفاقة والفقر، وجره الى العديد من سيناريوهات المسرحيات السياسية التافهة وأشكال الإفلاس المتتالية، وإغراقه في وحل الأزمات العميقة والمتنوعة.. إن القوى السياسية والنقابية المتواطئة لا تقل فسادا عن النظام وحواري النظام. إنها من حراسه ومن خدام شركات النهب والاستغلال باسم العمال وباسم المنتجين الحقيقيين للثروة.. فخدمتها للأعداء لا تقل عن خدمة الحكومات المستأجرة "بإسلامييها" و"ليبرالييها" و"يسارييها". فكلاهما، الحكومات والقيادات النقابية البيروقراطية المافيوزية، وجهان لعملة واحدة. والتاريخ يسجل إجرامها ومساوماتها وتخريبها وإجهاضها لاعتصامات واحتجاجات ونضالات العمال في المعامل والضيعات والشوارع والمتاجرة فيها، وبيعها لمناضلي 20 فبراير في مسيرة 06 أبريل 2014 بالدار البيضاء وخيانتها للانتفاضات البطولية للشعب المغربي وتجريم شهدائه على طول التاريخ النضالي لجماهير شعبنا. وكانت، أي البيروقراطيات النقابية، أحد وجوه القمع الأشد شراسة.. وهذه هي الحقيقة التاريخية التي سننشرها في كل حارة وكل معمل وضيعة. ولن نمل أو نكل من ترديدها مهما كان خطاب الوحدة/الوهم الاستهلاكي المعتاد، للتغطية عن الاصطفاف خلف البيروقراطية النقابية المافيوزية، الذي يوزعه الأشباح والمنبطحون والانتهازيون باسم الشعارات الثورية المفترى عليها. 
إننا في تيار البديل الجذري المغربي لا نتوقع من مناورات القيادات النقابية البيروقراطية المافيوزية الأربع، اليوم ومستقبلا، مجتمعة أو متفرقة، غير موقع الوسيط الفاسد والمتاجر السمسار بمصالح العمال والكادحين لصالح مخططات النظام ومصالحه الطبقية. 
لذا، فواجبنا بكل وضوح نضالي ومسؤولية تاريخية، وبلغة بسيطة دون لف ودوران، هو الحضور حيث حضور العمال وأبناء شعبنا والمساهمة في تأطير وتنظيم مقاومتهم ونضالاتهم المستميتة على أرضية مصالحهم الطبقية..
ولنجعل مسيرة يوم الأحد 29 نونبر 2015 بالدار البيضاء (التي أرادوا لها بخبث أن تتزامن واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني) محطة نضالية، بالقدر الذي ندين فيه إجرام النظام ومخططاته ندين فيه بالموازاة إجرام القيادات النقابية البيروقراطية المافيوزية وفضح خياناتها وانخراطها المكشوف (ألا يكفي التحالف مع الدرع النقابي لحزب الاستقلال وهو حزب أعلن جهرا تحالفه مع العدالة والتنمية، والمنصب على رأس حكومة النظام، لاستكشاف نفاق وخداع النقابات المفضوح) في مسار معاد لمصالح أغلبية شعبنا المفقر والمسحوق، وتعبئة الطبقة العاملة لمعركة محاربتها، أي محاربة القيادات النقابية البيروقراطية المافيوزية، ومناهضة إجرامها، والحضور في قلب هذه المعركة، باعتبار ذلك موقعها الحقيقي والطبيعي، وفضح كل مؤامرة تجعل من حضورها النضالي وتضحياتها ومقاومتها عتادا وقوة للمناورة بيد النظام الطبقي عبر نقابات الذل والعار والخيانة وأحزاب انتهازية وعميلة وطيعة ومتعاونة مع أعداء شعبنا. 
إنها المعركة الهادفة في أفقها الاستراتيجي للإطاحة بسلطة مستغليها وتجريدهم من كل مقومات هيمنتهم وسيطرتهم ونفوذهم من أجل خلاصها وتحرر شعبنا. وهذه هي المهمة المباشرة المطروحة اليوم على المناضلين الثوريين ومسؤوليتهم التي لا محيد عنها وسط جماهير المنتجين والمفقرين والمستغلين والأغلبية الساحقة التي يطحنها رأس المال لفتح أفق التحرر والانعتاق..
ونسجل بالمناسبة (29 نونبر) تضامننا المبدئي واللامشروط مع الشعب الفلسطيني ودعمنا لقضيته/قضيتنا في وجه إجرام وإرهاب الكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية..

تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق