26‏/01‏/2016

يوسف وهبي//لسعة في الذكرى الثالثة لاستشهاد محمد الفزازي بفاس.

"لسعة فلسعة نهب نثور"
ازداد الشهيد محمد الفزازي يوم 01/08/1990 بمنطقة ظهر السوق (مرنيسة) بإقليم تاونات. حصل على شهادة البكالوريا، شعبة الآداب موسم 2008/2009،
ليلتحق بعد ذلك بجامعة فاس- سايس شعبة الدراسات الانجليزية، حيث كان يتابع دراسته موسم 2012/2013 بالسداسية الخامسة، أصيب على مستوى الرأس والوجه وكسر بالرجل بعد التدخل الوحشي لقوى القمع يوم 14/01/2013 ، لينقل بعدها الى المستشفى الجامعي بفاس حيث تعرض للإهمال، ليعلن استشهاده، ميلاده الجديد يوم 26/01/2013.
" القمع لا يرهبنا والموت لا يفنينا، والجماهير الشعبية تحيي النضال فينا"، هكذا كانت تصدح حناجر مناضلي الحركة الطلابية موقع فاس- سايس وهم يخوضون معركتهم البطولية 2012/2013 دفاعا عن مطالبهم العادلة والمشروعة من داخل الأحياء الجامعية، المتمثلة في السكن والتغذية والنقل والحريات الديمقراطية، مطالب من أجل تعليم شعبي ديموقراطي يخول لأبناء الجماهير الشعبية التسلح بمقومات العيش وبكرامة وبما يخدم مصالح بنات وأبناء شعبنا. لكن النظام القائم أبى إلا أن ينازعها في تحقيق هذه المطالب العادلة، وينفذ مجزرة عن طريق قوى القمع الطبقي انتهت بقتل الطالب محمد الفزازي الذي نخلد اليوم الذكرى الثالثة لاستشهاده.
إن القمع المادي الدموي هو التعبير الصريح والمباشر عن العنف الطبقي الذي يمارسه النظام السياسي القائم ضد معارضيه الحقيقيين، وهم الجماهير الشعبية الكادحة وفي مقدمتهم الطبقة العاملة، بعد أن يلمس الدينامية النضالية الميدانية للاحتجاج على الأوضاع المعيشية الصعبة، وبعد أن يلمس كذلك إشكالات في تنفيذ مخططاته الطبقية بحق عموم الجماهير الشعبية. ويعتبر التعليم أحد حقول هذا الصراع، الذي وجد ويجد من خلاله النظام القائم عراقيل جدية في تنفيذ مخططاته التدميرية، والمتمثلة خصوصا في فتح هذا القطاع الحيوي أمام رأس المال، وما يستتبعه ذلك من تضبيع للأجيال المتعلمة وإفراغه من روح الإبداع والابتكار وتقنينه (من التقنية) بما يخدم رأس المال ومالكي وسائل الانتاج. لذلك، فإن المعارك النضالية المتفجرة عبر ربوع هذا الوطن الجريح لعموم الجماهير الشعبية وفي المقدمة طبعا الطبقة العاملة، ومن أجل تقدمها وبلوغ مراميها، تفرض بناء قوة سياسية وتنظيمية تستجمع هذا الصبيب النضالي وتسترشد بالنظرية العلمية لتلتف حولها أوسع الجماهير الشعبية المضطهدة.
من هذا المنطلق، كان الهجوم الوحشي على الجماهير الطلابية لجامعة فاس- سايس ومحاولة القضاء نهائيا على معركتهم النضالية.. ومن هذا المنطلق كذلك، تم اغتيال الطالب الشهيد محمد الفزازي.. حيث يتم صنع خرائط الإجرام في حق شعبنا وفي حق مستقبله السعيد..

المجد والخلود للشهيد محمد الفزازي.
المجد والخلود لكافة شهداء الشعب المغربي.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق