بقيت
عالقة بالادهان طريقة الاحتجاج الخاصة
لثلاث متظاهرات أوكرانيات دخلن المنتجع
للاحتجاج على منتدى دافوس سيء الدكر، فقد
وضعت أولى
المتظاهرات على جسدها النصف
عاري عبارة “الأزمة، تصنع في دافوس”،
بينما حملت متظاهرة أخرى لافتة تقول
“الفقراء، فقراء بسببكم”، أما الثالثة
فرفعت شعار “العصابة تحتفل في دافوس”.
يتعلق
الأمر بأهم مؤتمر اقتصادي عالمي ، على
الأقل بالنسبة للامبريالية و حلفائها،
و ينعقد سنويا بالمنتجع السويسري الشهير
دافوس بقيادة أثرياء العالم و بمباركة
امبريالية صهيونية رجعية.
و
ليست شعارات المنتدى سوى واجهة براقة
للدعاية لسياسات المؤسسات المالية
العالمية و مظهر يغطي الاهداف الحقيقية
للمنتدى؛ فعدد الجياع و الفقراء في العالم
يزداد كل سنة و هم من يشكل الأغلبية
الساحقة، فيما تحتكر الثروة التي ينتجها
العمال و المضطهدون حفنة قليلة من الاغنياء
الدين يملكون الشركات التي تراكم الأرباح
في مسلسل لا ينتهي من الاستغلال البشع
للطبقة العاملة.
فقبل
موعد المؤتمر الاخير المنعقد من 20
الى
23
يناير
2016
بأيام،
أصدرت منظمة أوكسفام الانجليزية تقريرا
بعنوان "اقتصاد
في خدمة 1%"
يفيد
بأن ثروة 62
شخصا
فقط تساوي ما يملكه النصف الأشد فقرا في
العالم.
و
أفاد التقرير بأن الثروة التي راكمها 1%
من
أثرياء العالم حتى سنة 2015
تفوق
ما يملكه 99%
الباقين.
و
أشارت أوكسفام الى أن 9
من
10
مؤسسات
توجد ضمن شركاء دافوس "لديها
وجود في جنة ضريبية واحدة على الاقل".
التقرير
قدم فعلا لمؤتمر دافوس، و لكنها مجرد كدبة
، مثل كل خدع الرأسمالية التي
تلجأ كعادتها لاستخدام المساحيق و إيهام
الرأي العام العالمي بأن المؤتمر "يتدارس
المشكلات الاقتصادية و السياسية الصعبة
التي تواجه العالم و كيفية حلولها".
إن
الأمر مختلف تماما، فدافوس هو أحد قنوات
الثالوث الرأسمالي، الصهيوني، الرجعي
لتكريس السيطرة الطبقية على ثروات الشعوب
و توفير الامكانيات اللازمة لمزيد من
النهب و الاستغلال و مراكمة الارباح.
فكيف
دلك و ما هي حقيقة منتدى دافوس؟
يعتبر
المؤتمر فضاءا لالتقاء 1500
من
ممثلي الشركات العالمية العملاقة، أي
53%
من
مجموع المشاركين (2800
مشارك
سنة 2016).
يفتح
باب المشاركة غالبا للشركات متعددة
الاستغلال، التي ينبغي أن لايقل مدخولها
السنوي عن 5
مليار
دولار كل سنة، مثل:
اكسون
موبيل (340
مليار
دولار كرقم معاملات سنوي)،
بريتيش بتروليوم (268
مليار
دولار)،
فولكسفاكن (197
مليار
يورو)،
نستليه (96
مليار
دولار)،
غوغل (66
مليار
دولار)،
رونو (41
مليار
يورو)،
نايك (31
مليار
دولار)،
مايكروسوفت (22
مليار
دولار)،
فايسبوك (12
مليار
دولار)،
و مثلها شركات أخرى تحقق مداخيل و أرباح
خيالية.
ادن
جزء مهم من الحضور يخص الأثرياء من مالكي
و مدراء الشركات التي تستغل العمال عبر
فروعها في معظم، أو كل، دول العالم.
يحضر
المنتدى أيضا رؤساء صندوق النقد الدولي،
البنك العالمي، منظمة التجارة العالمية،
ثم مؤسسات مالية عالمية من ضمن رموزها
العائلة الصهيونية المعروفة بإسم "روتشيلد"
و
التي تملك أبناكا و تروستات ضخمة في نواحي
عدة من العالم (خاصة
أوربا و أمريكا).
و
لدافوس صفة عضو ملاحظ في "المجلس
الاقتصادي و الاجتماعي"
لإحدى
أهم أدوات الامبريالية لتكريس مزيد من
السيطرة على الشعوب؛ أي "الأمم
المتحدة".
و
يحضر طبعا رموز الانظمة الرجعية و حليفاتها
الصهيونية و الامبريالية، و على رأسهم
بعض من رموز النظام القائم بالمغرب.
و
من ضمن الأهداف التي يشتعل عليها المنتدى
:
1-
وضع
الخطط و الستراتيجيات على المستوى
الاقتصادي و السياسي لتأبيد السيطرة على
الثروات عبر كل بقاع المعمور.
2-
إغراق
الشعوب بالقروض لأجيال، و هو ما يتيح
للمؤسسات المالية جني أرباح لا تحصى تعود
لنسبة الفوائد الضخمة المطبقة على القروض
(خدمة
الدين).
مع
العلم أنه لا فائدة تدكر للقروض الممنوحة
على هاته الشعوب مع أنها هي المؤدي الحقيقي
لها في آخر المطاف.
المستفيد
طبعا هو البرجوازية (التي
تحصل على الصفقات و المشاريع)
ثم
أديالها الرجعيون.
2-
و
بالمقابل تمرير مخططات البنوك العالمية
التي عنوانها الرئيس هو حدف النفقات
العمومية لفتح المجال للبرجوازية للسيطرة
التامة على هاته القطاعات، و بالتالي
مزيدا من النهب و امتصاص الدماء.
3-
اعطاء
الامتيازات اللازمة للمستثمرين لتسهيل
المزيد من استغلال الشعوب و نهب ثرواتها:
مثل
خلق المناطق الحرة للتصدير (جنات
ضريبية)،
توفير البنية التحتية اللازمة لشحن و
استيراد البضائع (موانئ،
طرق سيارة، و كل ما يخص اللوجيستيك...)،
توفير اليد العاملة الرخيصة، حتى لا نقول
المجانة، إلخ.
4-
تحرير
التجارة و الاسواق و إلغاء جميع الحواجز
لتمكين الشركات من بيع منتجاتها في جميع
بقاع العالم بدون رسوم.
نفس
الشيء يسري على استيراد المواد الفلاحية
و الاولية و المعدنية.
6-
الحفاظ
على الانظمة التابعة لتمرير هاته السياسات.
7-
رصد
كل الامكانات للتأثير على الشعوب و جعلها
مجرد مستهلك رديئ لمنتجات و خدمات
الرأسمالية (من
وجبات الماكدونادز السريعة حتى شراء
السيارات باللجوء الى القروض لضعف
الامكانات).
مع
العلم ان من بين الوسائل المستعملة أيضا
هو خلق بؤر التوثر باستمرار و شن حروب
طاحنة للاستيلاء على النفط، المواد
الأولية، بيع الاسلحة...
و
مصادرة ثروات الشعوب.
و
إضافة الى المؤتمر العالمي المركزي
السنوي، تم خلق منديات إقليمية فرعية
لتسهيل الوصول الى الاهداف المشار إليها
و غيرها.
و
في هدا الاطار انكب منتدى دافوس الاقليمي
من سنة 2002
حتى
سنة 2005
في
الاردن على دراسة ما يسمى مستقبل "
مشروع
الشرق الاوسط الكبير"
الاقتصادي
و السياسي للابقاء على اقتصادت الدول
التابعة مرتبطة بعجلة الرأسمالية ثم
الحفاظ على الحلفاء أي الصهيونية و الانظمة
الرجعية العربية.
كما
يدكر أن النظام الاردني تكلف برعاية
مشاريع خلق منطقة تبادل حر بين الرجعيات
العربية و الصهاينة الى جانب مناقشات
اللجنة الرباعية المشؤومة و تبني الاتفاقية
الخيانية المسماة "خارطة
الطريق"
و
التي تقضي ببيع ما تبقى من أرض فلسطين بعد
أوصلو.
كما
عقدت اجتماعات اقليمية أيضا برعاية النظام
الرجعي المصري تحت عنوان "السلام
و الرفاهية في الشرق الاوسط"
لتشجيع
الاستمرار في التطبيع و ضرب المقاومة
الفلسطينية.
من
جهة أخرى لا تتوانى جلسات المنتدى في
الدعوات لاحترام البيئة.
مع
أن الواقع يثبت العكس تماما فقد دمر الثلوت
البيئة خاصة الماء و الهواء.
وتعتبر
الرأسمالية عبر شركاتها المسؤول الرئيسي
عن التلوث لاستعمالها أساليب مضرة كثيرا
بالبيئة.
و
يؤدي التلوث البيئي الى الزيادة في نسبة
الاصابة بأمراض السرطان و الجهاز التنفسي
و أمراض كثيرة أخرى و تدمير الطبيعة و
الكائنات بشكل عام.
تكلفة
المنتدى:
فلنبدأ
بالميزانية العامة للمنتدى التي تثير
الاستغراب و لا يمكن للمرء إلا أن يصاب
بالجنون عند الاطلاع عليها:
200 مليون
يورو سنويا، أي أن أثرياء العالم و رموز
الامبريالية و حليفاتها الرجعية و
الصهيونية يخصصون أكثر من 2
مليار
درهم كميزانية لمؤتمر ينعقد لمدة 4
أيام
فقط!!!
مع
أن التقرير المالي لسنة 2013،
2014
يقول
بأن نصف الميزانية تقريبا يخصص لأداء
أجور الموظفين، و هم من الاثرياء طبعا و
منهم مؤسس المنتدى مند 1971
(يخصص
مليار درهم سنويا لأداء الأجور!!).
لكن
أول ما يتبادر الى الدهن هو السؤال التالي:
لمادا
كل هدا البدخ في تبدير ثروات خيالية لمؤتمر
ينعقد ل 4
أيام
في السنة فقط؟
و
الجواب هو بكل بساطة:
لأن
حكومات الأنظمة المشاركة و الشركات هي
من يؤدي رسوم الاشتراك و بالتالي مداخيل
المنتدى بشكل كلي.
يعني
أن الجماهير الشعبية هي التي تدفع الثمن
في آخر المطاف سواء عبر الضرائب المباشرة
و غير المباشرة أو عبر بيع قوتها العضلية
لأرباب الشركات الدين يدفعون أجرا زهيدا
جدا و يستحودون على فائض القيمة.
و
من جهة أخرى تخصص هاته الاموال الطائلة
لهدا الملتقى لانه من بين من يقرر مصير
الشعوب و ثرواتها و كيفية تقسيمها عبر
اغراقنا بالقروض و تنزيل المخططات الطبقية
و عبر توفير كل الشروط اللازمة للرأسمال
العالمي لاستغلالنا.
و
تؤدي الشركات (من
عرق جبين العمال)
60 ألف
يورو كرسوم اشتراك سنوية ثابتة.
لكن
تكاليف أخرى تؤدى على حسب أهمية المشارك
و درجة ثرائه!!
ابتداءا
من 100
ألف
يورو (
بالنسبة
لدرجة Industry
partners) وصولا
الى 400
ألف
يورو سنويا (بالنسبة
ل Strategic
partners) (حسب
نيويورك تايمز).
الرسوم
المرتفعة تعطي الحق للمشاركة في حفلات
العشاء و الاجتماعات الخاصة!!...
و
كانت ال CNN
قد
قدرت الكلفة الدنيا للمشاركة ب 40.000
يورو
سنويا فيما تحدثت لوموند مؤخرا (2016)
عن
78.000
يورو
كاشتراك سنوي.
و
باعتبار النظام الرجعي القائم بالمغرب
أحد أفضل التلامدة المطيعين الجيدين
لمقرات المؤسسات المالية العالمية، فإن
رئيس حكومته (النظام
الرجعي)
يحضر
المؤتمر.
كيف
لا و حجم المديونية يناهز 80
مليار
دولار، أي ما يقرب 80%
من
ال PIB.
كيف
لا و النظام يسخر، مند فجر الثمانينات،
في إطار سياسات التقويم الهيكلي الطبقية،
كل الامكانات لتنزيل المخططات التي تمليها
هاته المؤسسات و التي تمرر طبعا على كاهل
جماهير الشعب المغربي.
و
للحصول على مزيد من القروض لسد العجز
البنوي المتفاقم في الميزانية (التي
لا يستفيد منها الشعب)،
يلتزم النظام القائم بتسريع وتيرة
"الاصلاحات"،
أي المخططات الطبقية التي يمليها البنك
العالمي و صندوق النقد الدولي.
أي
بشكل عام تسريع خوصصة القطاعات الحيوية
(على
رأسها الصحة و التعليم)،
و حدف ما تبقى من النفقات العمومية (الاجهاز
على ما تبقى من صندوق المقاصة و التقاعد،
فصل التكوين عن التوظيف)،
رفع الاسعار، إلخ.
و
تحت ضغط المؤسسات المالية و الشركات،
يجري العمل على قدم و ساق لتطبيق بنود
المقررات سالفة الدكر و من بينها خلق
المزيد من المناطق الحرة و توفير اليد
العاملة الرخيصة، أي تطبيق الميثاق الطبقي
للتربية و التكوين الدي يقضي بخوصصة
التعليم العمومي بحيث سيبقى محصورا في
التعليم الاساسي و توجيه الغالبية العظمى
لولوج التكوين المهني و دلك لتوفير يد
عاملة مؤهلة تستطيع الاشتغال عل بعض
الالات و الكمبيوتر و رخيصة (شبه
مجانية)
للشركات
المحلية و العالمية.
بمجرد
تخرج هؤلاء التلاميد من التكوين المهني
يمكن للشركات المعنية أن تتم مسلسل
التكوين، و لكن النظام هو من يدعمها (و
الجماهير الشعبية هي من يدفع)
بأداء
فواتير التكوين.
و
يصل مستوى الدعم الى 70%
كحد
أدنى من مبلغ الكلفة العامة.
مع
الاشارة الى ان القلة التي ستلج التعليم
الثانوي سيتم توجيهها أيضا نحو مكاتب
التكوين المهني لتوفير الاحتياجات الاخرى،
أي ميدان الادارة، المحاسبة، تسيير
الانتاج، اللوجستيك، إلخ.
و
يتم التخطيط للتخلص نهائيا من الحق في
التعليم الجامعي و العالي الدي يراد له
أن يصبح حكرا على أبناء البرجوازية.
أما
قطاع الصحة، فاستجابة النظام تمت عبر قطع
أشواط مهمة في خوصصته و قد أصبح العلاج
في المستشفيات العمومية أمرا شبه مستحيل
إن لم نقل مستحيلا و أخدت مكانه المصحات
الخاصة التي انتشرت في كل مكان و أصبحت
قطاعا مهما للاعمال تجني من ورائه
البرجوازية أرباحا طائلة التي تشكل الهدف
الرئيس بدل علاج المريض، و تبقى بالطبع
حكرا على المحظوظين.
إنه
الانصياع الحديدي لاملاآت المؤسسات
المالية العالمية و من ضمن قنواتها منتدى
دافوس.
وتغيب
تماما أي معطيات عن التكلفة السنوية التي
يؤديها النظام كرسوم مقابل المشاركة
السنوية في المؤتمر.
الاحتجاجات:
توازي
لقاءات دافوس السنوية مظاهرات و احتجاجات
تحمل المسؤولية للاغنياء على الوضع المزري
الدي يعيشه فقراء العالم الدين يشكلون
الاغلبية الساحقة.
المظاهرات
جابت مدن عالمية و عواصم رأس المال في كل
مكان.
و
من بين من شارك فيها حركة "Occupy
- احتل"
المعروفة
باحتلالها لشارع المصارف و المال في
نيوورك، أي "ويول
ستريت"
و
رفعها لشعار "الشعب
يريد اسقاط النظام".
و
كانت مجموعة أخرى قد اعتصمت (2012)
داخل
كوخ في دافوس...
إن
الهجوم الامبريالي الصهيوني الرجعي على
مكتسبات الجماهير الشعبية و أرضها و
ثرواتها توازيه نضالات مريرة تخوضها هاته
الشعوب في كل مكان.
و
لابد أن يكون النصر حليفها للتحرر من نير
الاضطهاد و الاستغلال، و لابد من غد مشرق
يدشن لمرحلة المرور الحتمي من الرأسمالية
للاشتراكية تم الشيوعية ليتحرر الانسان
من كل قيود العبودية.
28 يناير 2016
شارك هذا الموضوع على: ↓