28‏/03‏/2017

مرة أخرى، الريف الأحمر...

إن التطورات المتلاحقة التي تعرفها منطقة الريف تعد تأكيدا لما رسخه النظام القائم منذ الانتصار المدوي لأول جيش من الفلاحين والمهمشين على أعتي قوة
امبريالية إبان التدخل الاستعماري بالمغرب وإعلان مبادئ الجمهورية الريفية سنة 1921 بقيادة الثائر محمد بن عبد الكريم الخطابي. لقد شكلت معركة أنوال نقطة تحول في تعاطي النظام مع منطقة الريف، إذ شكل جزء من تحالف القوى الاستعمارية لتصفية الثورة القادمة والقضاء على جذورها. لقد كان لمنطقة الريف اسوة بباقي مناطق المغرب الأخرى النصيب الأوفر من القمع ومختلف أشكال الإبادة. وقد وصلت همجية النظام في 1958/1959 الى دفن أبناء الريف أحياء، وقس على ذلك. وهو ما أشار اليه محمد بن عبد الكريم الخطابي في رسالته المنشورة في كتاب "دار بريشة أو قصة مختطف". وهو ما يؤكده اليوم كذلك الأحداث الأخيرة والحصار المفروض على منطقة الحسيمة والنواحي. 
إن أحداث 26 مارس 2017 تأكيد على الاستمرارية ورفض أشكال الوصاية التي لجأ اليها النظام عبر أبواقه الرسمية باسم شعارات تنمية الريف وما شابه ذلك. إن خروج التلاميذ والطلبة وعموم المهمشين يوم 26 مارس يؤكد مرة أخرى أن الشعب المغربي يأبى الخضوع والرضوخ للأمر الواقع، واقع الذل والبؤس والقهر، رغم سنوات التضليل وبيع الأوهام باسم أوراش التنمية المزعومة. وللأسف، يتم تهريب موارد شعبنا ونهبها تحت غطاء تنمية افريقيا والاستثمار بها. وتبقى مستشفياتنا مخربة وكذلك مدارسنا، وتتوسع العطالة والسكن غير اللائق وكل أصناف البؤس وهدر الكرامة... 
فلا تكاد تنتهي انتفاضة شعبية حتى تتفجر أخرى.. إنه حالنا وحال أبناء أوسع الجماهير الشعبية في ظل النظام القائم. 
إنه تعميم الجهل والقمع والاضطهاد في انتظار ميلاد قيادة ثورية للطبقة العاملة كفيلة بنقل نضالات شعبنا وتضحياته من شكلها الحالي العفوي الى شكلها المنظم لدك أركان هذا النظام.



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق