28‏/05‏/2019

حسن أحراث // الشهيد عبد الله لحجيلي: وهل ستكون الآخر؟!!

الشهيد عبد الله، أيها القريب الآتي من بعيد؛
لست الأول، ولن تكون الآخر. ستستشهد كل الأسماء...

وستشهد كل شهور السنة ميلاد شهيد، بل شهداء...
شهر ماي: من عبد الله موناصير الى عبد الله لحجيلي...
ستفتح "التحقيقات" لكي لا تغلق، وستنثر الوعود والشعارات طوفانا...
ففي بلدنا الحبيب، كل مواطن شريف مشروع شهيد؛ يكفي أن تقول "لا" صادقا وليس ادعاء أو تسليا أو مجاملة...
نستشهد داخل السجون وأقبية التعذيب وخارجها؛ نستشهد في المعامل والمناجم والحقول؛ نستشهد في الشوارع والأزقة المظلمة...
نستشهد لأننا نحب الحياة؛ نستشهد من أجل الكرامة والحرية...؛
نستشهد لأننا نرفض الذل والهوان والاستعباد...؛
نستشهد لأننا نصرخ في وجه الاستغلال والظلم ونقاوم الاضطهاد...؛
لكن، الى متى الاستشهاد؟ الى متى عد وتأبين الشهيد تلو الشهيد؟
البشاعة أن تعرف السبب، وأن تشيح دونه بحثا وتنقيبا عن التبرير والمشاجب؛
البشاعة أن ترفع الشعارات لتقول أو تكتب ما لا ولن تفعل اليوم أو غدا؛
البشاعة أن تتعايش مع البشاعة في صفوف الحزب والنقابة والجمعية وفي الفضاء العام والخاص؛
البشاعة أن تعرف الحقيقة المرة وتسكت عنها، بل وأن تساهم في طمسها؛
والبشاعة أن تصافح القاتل والقتلة، وتؤبن في نفس الآن القتيل/الشهيد وتعزي العائلة الصغيرة والكبيرة...
إنها شذرات من واقعنا البئيس، إنها حقيقتنا المؤلمة أيها الشهيد...
اشهد على قبحنا وتخاذلنا، كما شهد الشهداء من قبل وسيشهدون من بعد...
كم نخجل أمام تضحيتكم وعظمتكم!!
لا نكتب "الشعر"، ننحت "لا" على أجسادنا وفوق صخر أرضنا. إننا نوقع على "حتفنا"...
أكبر العزاء هو الصمود والوفاء للعهد ومواصلة درب الحقيقة والمقاومة...
من يناصر الشهيد يخدم قضيته ويحقق حلمه...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق