إننا
نعيش أجواء ذكرى ثورة أكتوبر 1917
المجيدة،
الثورة العظيمة التي أنارت لأمم وشعوب
العالم الطريق نحو بناء مجتمع إنساني خال
من الاستغلال.
واستحضارا
لهذه المناسبة الفارقة في تاريخ البشرية،
وفي علاقة مع ما يمليه علينا حاضرنا
المغربي من مسؤوليات جسيمة اتجاه الجماهير
الشعبية، وفي مقدمتها الطبقة العاملة
وعموم الفلاحين الفقراء، سأقدم بعض النقط
الجوهرية التي تنسجم وروح الثورة البلشفية
في بعديها الاستراتيجي والتكتيكي حتى
تحقيق الثورة المغربية المظفرة.
1-
النظرية
الثورية:
من
خلال تتبع حركية المجتمع المغربي، تتضح
أهمية امتلاكنا المنهج المادي الجدلي في
تحليلنا للواقع المغربي، وهو امتلاك
تؤطره مرجعيتنا الماركسية البينينية،
التي كانت دائما نبراس الثوريين الروس
في بدايات القرن العشرين، حتى تحقيق
ديكتاتورية البروليتاريا.
انه
التحليل الملموس للواقع الملموس، أو "لا
ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية".
2-
الممارسة
الثورية:
يتحتم
على المناضلين الثوريين في كل مواقع
تواجدهم وبامتلاكهم للنظرية الماركسية
البينينية كمرشد للعمل وليس كدوغما، وفي
علاقة جدلية كما وضحنا أنفا، التجذر وسط
الجماهير الشعبية وعلى رأسها الطبقة
العاملة المغربية أينما تواجدت وتواجد
الفعل النضالي (جمعيات،
نقابات، مقرات العمل، الأسواق والأحياء
الشعبية...)
كما
تعليمهم والتعلم منهم، بمحاربة الأنا
التي انغرست وتربى عليها عبر أجيال الشباب
المتعلم والمناضل والبعيد كذلك عن العمل
اليدوي كما استيعاب تجارب الشعوب والعمل
على إكسابهم الوعي الطبقي الثوري، دون
أن يفوتني التذكير بضرورة الاشتغال وفق
ممكنات الواقع وليس إمكانات النظرية،
انه تكتيك من بين تكتيكات البلاشفة الروس
التي أدت إلى انتصار ثورة أكتوبر الخالدة.
3-
التنظيم
الثوري المكافح:
لابد
من الإشارة إلى أنه يجب الاستفادة من دروس
وعبر ثورة أكتوبر وما تلاها، حيث أن مجموعة
من التنظيمات والأحزاب الماركسية التي
لم تستوعب المنهج المادي، من خلال غياب
عنصر الدراسة لاكتساب العلم الذي هو أساس
كل معرفة علمية، وسيادة المنهج المثالي
في أوساط الفئات (عمال،
فلاحين فقراء، بورجوازية صغيرة)
التي
تبنت الماركسية بشكل عفوي وبسبب أزمة
مستفحلة داخليا وعلى ضوء تطور خارجي
(الثورة
البلشفية، الثورة الصينية، الحركات
التحررية أواسط القرن العشرين)،
وليس بسبب تطور داخلي، ولهذا ولدت
مثالية.
"وكما
المناشفة والاشتراكيون الثوريون عشية
ثورة أكتوبر، يؤمنون بأن روسيا لم تنضج
بعد لقيام الثورة الاجتماعية وبأن الثورة
السياسية هي وحدها الممكنة، ويفسرون ذلك
بأن الجماهير لم تصل بعد إلى المستوى
الكافي من الثقافة لكي تتمكن من استلام
الحكم.
كما
أنهم يعتقدون أن على روسيا أن تمر بمراحل
التطور السياسي والاقتصادي التي عرفتها
أوربا، وتخرج في النهاية إلى النظام
الاشتراكي الكامل، لذا، كان من الطبيعي
أن يتفقوا مع الطبقات المالكة على ضرورة
مرور روسيا أولا في طور برلماني يحوي بعض
التعديلات على الديمقراطية الغربية"
(جون
ريد، "عشرة
أيام هزت العالم").
كذلك
فان "ماركسيينا"
المغاربة
ينحون إلى نفس التحليل والممارسة التي
تبحث في القضاء أولا على الفساد والاستبداد
وفي إطار ملكية برلمانية، في أفق الاشتراكية
كما رفاقهم المناشفة الروس.
25-10-2004
شارك هذا الموضوع على: ↓