13‏/08‏/2015

اغتيال الشهيد الرفيق مصطفى مزياني حقيقة ثابتة يعريها الحضور المسؤول وسط نيران المعركة

 يوم 13 غشت 2014  بالمركب الاستشفائي الجامعي بفاس، أعلن الميلاد الجديد  للشهيد المناضل الثوري الماركسي اللينيني مصطفى مزياني، بعد 72 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام الذي انطلق يوم 03 يونيو 2015 إثر القرار الجائر
لإدارة كلية العلوم ظهر المهراز القاضي بتوقيفه عن الدراسة ومنعه من اجتياز الامتحانات بسبب نشاطه  داخل المنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وانتمائه للفصيل الماركسي اللينيني النهج الديمقراطي القاعدي. (انظر نص البلاغ الذي أصدره تيار البديل الجذري على الرابط تحت عنوان بارز: تيار البديل الجذري المغربي*** جريمة أخرى يقترفها النظام*** مصطفى مزياني: شهيد آخر ينضاف الى قافلة الشهداء).
الحقيقة الثابتة والتي لا تقبل الجدال هي أن مصطفى مزياني  تعرض للاغتيال الممنهج والمنظم من طرف النظام ونفذتها أجهزته المتعددة بطريقة ملؤها السادية والإجرام.
منذ أن قرر الشهيد مصطفى مزياني الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام مرفق باعتصام والمبيت أمام مقر إدارة كلية العلوم ظهر المهراز، ما فتئت هذه الأخيرة تستعمل  كل الوسائل والأساليب الماكرة لإجباره على توقيف معركته النضالية، وأبرزها محاولة إقناعه/تركيعه بتقديم طلب استعطاف للمجلس التأديبي من أجل إعادة النظر في قرار الطرد الجائر. لكن إيمان مصطفى بعدالة ومشروعية مطلبه من جهة، وإدراكه لمحاولة تركيعه ودفعه لإضفاء المشروعية على مجلس الكلية المشبوه من جهة أخرى، خصوصا وأن معركته البطولية لعبت دورا كبيرا في فضح جزء من مؤامرة 24 أبريل، كل ذلك جعله يرفض كل صيغ المساومة ومحاولات تكسير الإضراب عن الطعام.
يوم 05 يونيو 2014 تدخلت قوى القمع بالمركب الجامعي ظهر المهراز تحت جنح الظلام ومن بين أهدافها كان اعتقال الرفيق مصطفى مزياني، لكنه تمكن من الإفلات بفضل الطلبة الذين قاموا بنقله إلى مكان آمن تفاديا لوقوعه في أيدي النظام.
ومع توالي أيام الإضراب عن الطعام، وفي ظل ارتفاع درجة الحرارة في شهر يونيو، ستعرف الحالة الصحية للشهيد تدهورا خطيرا، بحيث بدأت تنتابه آلام حادة في كل أنحاء جسمه مصحوبة بحالات الإغماء وتقيؤ الدم. وفي ظل انعدام أي إمكانية لنقله لمكان آمن لتلقي الإسعافات الضرورية، استغل النظام هذا الوضع للانقضاض على الرفيق واعتقاله بعد نقله للمركب الاستشفائي الجامعي يوم 07 يوليوز 2014. 
وهذا تقرير تفصيلي لمدونة مغرب النضال والصمود حول تطورات معركة الشهيد تحت عنوان: "مصطفى مزياني: من الطرد السياسي إلى إضراب بطولي عن الطعام وصولا إلى الزنزانة". إنه تقرير يبرز بالحجة والدليل وبلغة الميدان من واكب معركة الشهيد حقيقة ومن حاول الركوب عليها فقط. والتقرير عبارة عن عمل مبني على المتابعة وتغطيات المدونة منذ انطلاق معركة الشهيد، والموجود على الرابط التالي: مصطفى مزياني: من الطرد السياسي إلى إضراب بطولي عن الطعام وصولا إلى الزنزانة.
ومن أهم مقاطعه "صدر يوم 31 ماي 2014 قرار للمجلس التأديبي بكلية العلوم ظهر المهراز - فاس، أقل ما يقال عنه هو امتداد للمحاكمات الصورية التي تعرض لها المعتقلون السياسيون، امتداد لمكاتب المخابرات والأجهزة القمعية من داخل الكلية، حيث كان القرار كالآتي:
"انعقد مجلس كلية العلوم في شكل مجلس تأديبي في دورته 06 ماي 2014، وبعد المداولة، فإن مجلس كلية العلوم ظهر المهراز يقرر ما يلي:
•       إقصاء كل من عبد النبي شعول ومصطفى مزياني مما تبقى من السنة الجامعية 2013/ 2014 مع عدم اجتياز الامتحانات، وعدم استفادتهما مستقبلا من أي ترخيص استثنائي "Dérogation".
•       إقصاء الطالب محمد أمريش من اجتياز امتحانات الدورة العادية."
وحسب زعم إدارة الكلية فالقرار ناتج عن شكاية تقدم بها أحد أساتذة الكلية المسمى "العراقي"، والذي كان يشغل منصب "عميد كلية العلوم"  في السابق، والكل على علم بشروط الوصول لهذا المنصب وما يتطلبه من علاقات وخيوط، وكيف يكتسب صاحبه خبرة التواطؤ الملزم والتام مع الأجهزة القمعية، وهو ما عكسته شكاية تستقي روحها من الماضي القريب  -ماضي العلاقات مع محاضر "الضابطة القضائية"  - لتشابهها بالتهم الملفقة/المفبركة التي يحاكم بها المعتقلون السياسيون عبر ربوع هذا الوطن الجريح." 
"وهذا يحيلنا إلى حقيقة أساسية، هي كون قرار الطرد هو قرار سياسي بامتياز، لا علاقة له بالشكاية. وما يزيد من تأكيد هذا الطرح هي الظرفية التي جاء فيها هذا القرار، فليست المرة الأولى التي يناقش فيها الطلبة من داخل المدرجات، وليست المرة الأولى التي تحصل"المشاحنات" الخفيفة مع الأساتذة، وليست المرة الأولى التي يتقدم فيها أحد الأساتذة بتقرير في حق الطلبة والمناضلين والتي في الغالب لا تأخذ مجراها، لكن المميز في هاته المرحلة هي الهجمة الشرسة التي يشنها النظام وحلفاؤه في حق الموقع، وما رافق ذلك من مؤامرات كانت أبرزها مؤامرة يوم 24/25 أبريل 2014، كما أننا نتساءل: لم التأخير في الإعلان عن القرار، حيث صدر يوم 03 ماي ولم يتم الإعلان عنه إلا بعد مرور ما يناهز الشهر (31 ماي)؟؟؟ إضافة إلى كون الشكاية تعود ليوم 20 مارس.. ما الغاية من وراء هذا التأخير؟؟؟ كل هذا يحيلنا على أن الإدارة كانت تراقب التطورات التي لحقت المؤامرة، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة لشن هجومها".
وهذا "ما يؤكد أن الطرد هو طرد سياسي هو استهداف لنشاط الاتحاد الوطني لطلبة المغرب". "وبطبيعة الحال لم تبق الجماهير الطلابية مكتوفة الأيدي أمام هذا القرار الجائر، فقد جسدت العديد من الأشكال النضالية، تظاهرات، إضرابات طعامية، اعتصامات، المبيت الليلي... توجت بالإضراب عن الطعام المفتوح الذي يخوضه الطالب "مصطفى مزياني" والذي انطلق يوم 03 يونيو 2014، كان مصحوبا باعتصام أمام إدارة الكلية نهارا، ومبيت ليلي "بمخيم المهمشين" بالساحة الجامعية رفقة الجماهير الطلابية. وعرفت الحالة الصحية للطالب تدهورا خطيرا جراء تداعيات الإضراب عن الطعام، حيث بدأ يتعرض إلى اغماءات متتالية، مع تقيؤ الدم. لكنه رغم كل ذلك لم تحرك إدارة الكلية الساكن، بل تشبثت بقرار "المجلس التأديبي" الصادر في حقه، اللهم الاتصال بسيارة الإسعاف كلما تعرض للإغماء. فلم يبق من خيار غير الاستمرار في المعركة رغم كل المعاناة، والتصعيد بامتناع عن شرب الماء والسكر، وبعدما بدأت قضيته تأخذ بعدا وطنيا، وبدأت قاعدة المتضامنين تتوسع، ستعمد أجهزة القمع إلى اقتحام المركب الجامعي ظهر المهراز ليلة السبت 05 يوليوز لفض الاعتصام واعتقاله. غير أن يقظة الطلبة حالت دون ذلك. أما حالة الرفيق مصطفى مزياني فقد ازدادت سوء. ففي يوم الاثنين 07 يوليوز تعرض لحالة إغماء دامت لمدة ساعات، مع نوبات من الألم الحاد، الشيء الذي فرض نقله للمستشفى على وجه السرعة، لتبدأ هناك فصول أخرى من التعذيب.". 
وكما يبدو واضحا من هذا الفيديو"(رابط الفيديو : لحظات إغماء الرفيق مصطفى مزياني ونقله الى المركب الاستشفائي CHU)، الذي يؤرخ للحظة نقل الشهيد على متن سيارة الإسعاف للمستشفى، الإصرار الكبير من طرف أحد المسؤولين بإدارة كلية العلوم -الكاتب العام الخاضع كليا لسلطة وزارة الداخلية- على نقل الشهيد إلى المستشفى بحيث يقول في الشريط القصير "خليو السيد يمشي يداوا، راهوم غادي يتهلاو فيه"، فيما إصراره كان من أجل تقديم الرفيق  للبوليس، وهو ما حدث فعلا، إذ مباشرة بعد وصوله الى المستشفى كانت عناصر المخابرات في استقباله بفرض حراسة مشددة على غرفة تواجده وليتم تصفيده مع السرير، وبعد استيقاظ الرفيق من الغيبوبة وجد نفسه رهن الاعتقال بدون سابق إنذار في نفي وتكذيب لتصريح النائب العام لدى محكمة الاستئناف المعبر عنه  أمام وفد الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع فاس-سايس بعد استفساره، بحضور أب الشهيد، الذي أكد أن مصطفى مزياني ليس في حالة اعتقال. طبعا النظام لم يكن ليخلي سبيل الرفيق أمام حجم المعركة النضالية التي كان يخوضها والتي تقف حجرة عثرة أمام استمرار النظام في تنفيذ مخططه الإجرامي تجاه الحركة الطلابية بظهر المهراز واليسار الجذري على الخصوص، وتم تقديم الرفيق للاستنطاق بعد نقله إلى ولاية القمع بفاس وهو في حالة صحية حرجة، إذ انطلق الاستنطاق من المستشفى وهو ممدد على السرير وبعدها في دهاليز التعذيب والإجرام بالولاية ورغم أن قواه منهارة ولا يقوى على الكلام. أصدروا في حقه صك اتهام خطير عنوانه العريض  "القتل العمد". وبعد تقديمه لمحكمة الاستئناف وهو على كرسي متحرك لا يقوى على الحركة، أمر قاضي التحقيق بإيداعه السجن المحلي عين قادوس يوم 11 يوليوز 2014 حيث كان يمكث باقي المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 أبريل.
رغم كل الضغوطات الممارسة عليه من داخل السجن السيء الذكر لإيقاف معركة الأمعاء الفارغة، إلا أنه أصر على مواصلة المعركة إلى حين الاستجابة لمطلبه بإلغاء قرار الطرد وإطلاق سراحه.
بتاريخ 16 يوليوز 2014 (أزيد من 40 يوما من الإضراب عن الطعام) تدهورت الحالة الصحية للشهيد مصطفى مزياني، مما فرض على إدارة السجن نقله إلى مستشفى ابن الخطيب المعروف ب"كوكار" وأرجعوه في نفس اليوم إلى السجن.
يوم 19 يوليوز 2014 أنهارت الحالة الصحية للرفيق بشكل مهول بسبب الانخفاض الكبير في معدل السكر وباقي العناصر الضرورية لتغذية الجسم، مما أدى إلى توقف بعض أعضائه الأساسية عن العمل وأصاب الاختلال جهازه العصبي. وهذا ما توقفت عنده مدونة مغرب النضال والصمود في حينه كما تشير مقاطع التغطية على الرابط: «تطورات خطيرة جدا في قضية المعتقل السياسي مصطفى مزياني المضرب عن الطعام لما يناهز 50 يوما»، حيث جاء فيها "بلغ هذا اليوم المعتقل السياسي مصطفى مزياني 48 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام، حيث عرفت حالته الصحية تدهورا خطيرا للغاية، فلم تمر إلا أيام قليلة على نقله للمستشفى..، ليتم هذا اليوم نقله مرة أخرى لمستشفى "ابن الخطيب كوكار" وهو في حالة ما بين الحياة والموت، بعدما تعذر على الطبيب من داخل السجن القيام بأي شيء اتجاهه، فقد انخفضت نسبة "الغليكوز" في الدم بشكل مهول جدا 0.6 غرام..، ناهيك عن تقيئه بعد شربه مباشرة. وقد صرح الطبيب أنه مهدد في أي لحظة بفقدان البصر أو الإصابة بالقصور الكلوي، واحتمال الاستشهاد قائم جدا، ما استدعى نقله خارج أسوار الزنزانة، كما أن ضغط الرفيق منخفض أيضا".. وهو ما ذهب إليه تصريح أب الشهيد على الفيديو في حينه ( رابط الفيديو: أب الرفيق مصطفى مزياني يضرب عن الطعام ويصرح: "ولدي غادي يموت وأنا مابقيت لا خايف ولا حشمان"). ليظل الشهيد معتقلا بمستشفى ابن الخطيب (المعروف بمستشفى كوكار) بدون أية عناية أو تدخل طبي وهو مقيد اليدين إلى السرير بواسطة الأصفاد رغم دخوله في غيبوبة مطولة في مشهد سادي، وترك ليموت روديا رويدا عن طريق القتل البطيء. وهذا رابط  صور تظهر بشاعة الجريمة التي ارتكبها النظام في حق المعتقل السياسي المناضل الشهيد مصطفى مزياني: "صور تظهر بشاعة الجريمة التي يرتكبها النظام في حق المعتقل السياسي مصطفى مزياني".  
وما يثبت أن عملية الاغتيال كانت مقصودة ومدبرة هو معرفتهم الجيدة أن مستشفى ابن الخطيب غير مؤهل تماما لاستقبال مثل حالة الشهيد نظرا لافتقاره للأطر ذات الاختصاص، كما أنه لا يتوفر على الأجهزة الضرورية لذلك. ووفق شهادة أب الشهيد وعائلته والرفاق والمناضلين الذين زاروه بعد صراع مرير مع إدارة المستشفى وأجهزة المخابرات وقوى القمع المرابطة بالقاعة، فإن الرفيق كان قد فقد عدة وظائف، وهو ما أشارت له تغطية يوم 31 يوليوز 2014 على مدونة مغرب النضال والصمود بقولها "بعد زيارة لعائلة الرفيق مصطفى مزياني له بمستشفى ابن الخطيب (كوكار) بفاس، أكدت أن الوضعية الصحية لابنها خطيرة للغاية، فهو لم يعد يبصر، كما أنه فقد القدرة على الكلام، ناهيك عن عدم القدرة على المشي منذ عدة أسابيع، ليصبح بذلك أشبه بجثة هامدة، ليقف الرفيق عند حافة الشهادة التي قد يعتنقها في أي لحظة. ولحدود الساعة لازال والد الرفيق مرابطا بالمستشفى بعد الفاجعة التي أصابته جراء حالة ابنه..". على الرابط " عاجل وخطير جدا من فاس: المعتقل السياسي مصطفى مزياني يفقد حاسة البصر وهو على حافة الشهادة بعد 60 يوم من الاضراب عن الطعام". 
في أجواء الصمت والتجاهل الحقوقي المكشوف كما أشار لذلك  الكاتب العام السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان الرفيق حسن أحراث في مقالة له تحت عنوان: " المناضل مصطفى مزياني في خطر / أين المبدئية في التعاطي مع حقوق الإنسان ؟؟" بأسئلته الواضحة والصريحة قائلا "المناضل مصطفى مزياني على عتبة الاستشهاد والجهات المسؤولة عن وضعيته تصم آذانها وتتجاهل جريمتها "الموصوفة". إنها تنتظر حصول الفاجعة لتدبج بيانات الحقيقة مبرئة نفسها ومعلنة مسؤولية غيرها. إنها عادتها القديمة.
هل يطالب المناضل مصطفى مزياني بالمستحيل؟ إن مطلبه المشروع يفرض على الجميع التضامن معه ودعمه، كل من موقعه..
فهل ننتظر أن يتوسل إلينا وأن يقدم إلينا طلبات المؤازرة؟ هل نحاسبه على مواقفه؟ هل نبتزه أو نقايضه...؟
هل خلقت حقوق الإنسان للبعض دون الآخر؟ هل الحق في الحياة يعني البعض دون الآخر؟
أين المبدئية؟" والمنشور  على صفحات مدونة مغرب النضال والصمود على  الرابط: المناضل مصطفى مزياني في خطر / أين المبدئية في التعاطي مع حقوق الإنسان ؟؟
ويوم السبت 01 غشت 2014 نشر موقع canaltetouan.com خبر/فضيحة من عيار الإجرام السياسي المفضوح، على لسان أحد "الحقوقيين" مفاده أن محمد الصبار رئيس "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" قد قدم له "وعدا بالتدخل لدى الأجهزة الطبية يوم الاثنين إذا بقي الطالب حيا" في تعبير صريح بان المؤسسة الرسمية لحقوق الإنسان وكل أذيالها لا تقيم وزنا لحقوق الإنسان أيام العطل كأن التاريخ يعري المنتهك لحقوق الإنسان مثلما يعري الصامت عن انتهاكات حقوق الإنسان ومدعي الدفاع عن حقوق الإنسان..  في وقت كان أب الشهيد يقدم للرأي العام الفيديو تلو الآخر وينشره المناضلون على اليوتوب، يشير من خلالها للحالة الصحية الحرجة والخطيرة لابنه والآخذة في التدهور كما هو الحال يوم الاثنين 04 غشت 2014 أمام مستشفى ابن الخطيب بفاس في خضم الإضراب الرمزي عن الطعام لأب الشهيد، والموجود على الرابط: ( أب الرفيق مصطفى مزياني يضرب عن الطعام ويصرح: "ولدي غادي يموت وأنا مابقيت لا خايف ولا حشمان")

موازة مع الوقفة النضالية بمدينة أوطاط الحاج التي دعت لها عائلة الشهيد عبر بلاغها المنشور على الرابط: (عائلة المعتقل السياسي مصطفى مزياني *** تانديت دائرة أوطاط الحاج- اقليم بولمان *** دعوة)  والموجودة تغطيتها على الرابط التالي تحت عنوان: ( تقرير حول الوقفة التي دعت لها عائلة المعتقل السياسي مصطفى مزياني بمسقط رأسه أوطاط الحاج ). 
وبعد أن تأكد النظام من أن الرفيق مصطفى مزياني يموت ببطئ وأنه  فقد أغلب أعضائه الحيوية والضرورية للحياة، وذلك عن طريق التقارير الطبية السرية، قام بنقله إلى المركب الاستشفائي الجامعي (C.H.U) يوم 04 غشت 2014 حيث ظل رهن الاعتقال والأصفاد مازالت بيديه، لتعلن مدونة مغرب النضال والصمود: من أجل بديل جذري على الرابط التالي  "عاجل وخطير من فاس: مصطفى مزياني يحتضر وينقل لغرفة الإنعاش" ما يلي: "في تطور خطير لقضية المعتقل السياسي مصطفى مزياني المضرب عن الطعام منذ 63 يوما، نقل قبل قليل على وجه السرعة وهو في حالة احتضار من مستشفى ابن الخطيب "كوكار" الى المركب الاستشفائي الجامعي (C.H.U) بعد أن فقد القدرة على  الرؤية والسمع والكلام وكذا فقدانه السيطرة على عدة وظائف بيولوجية منها التبول بشكل لا إرادي... هذا وقد ضرب على مركب (C.H.U)  حصار  قمعي وتعتيم رهيب عن حالة الرفيق بحيث تعرض أبوه للتهديد والوعيد ومنع من زيارته. نذكر أن أب الرفيق قد دخل هذا اليوم في إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 12 ساعة وقابل للتصعيد في حالة عدم الاستجابة لمطالب ابنه". 
وبعد نقل الرفيق الشهيد الى المركب الاستشفائي الجامعي تبين أن خيوط الأمل في انقاد حياة الرفيق صارت منعدمة وأن النظام كان يلعب على عامل الزمن لتوفير شروط إعلان جريمته، ليعيش المناضلون الحاضرون الى جانب العائلة في معمعان المعركة التاريخية وضعا خاصا يترقبون فيه العدو واليوم الذي قد يعلن فيه استشهاد الرفيق مع حالات من الصدمات اليومية في صفوف الحضور المناضل والمتعاطف والزوار كما بينت ذلك عدة أشرطة على اليوتوب مثل الشريط المنشور على الرابط التالي: ( فيديو من المستشفى: انهيار وصدمة وألم أثناء رؤية الرفيق الغالي مصطفى مزياني في غرفة الإنعاش بالمستشفى).
مع استمرار التواطؤ والصمت والترقب ومحاولة العدو استمالة العائلة عبر عناصر مشبوهة بتسخير إمكانياته المادية واللوجيستيكية لذلك والمقال المنشور على صفحات مدونة "مغرب النضال والصمود: من أجل بديل جذري" تحت عنوان "مناضل جذري: مشاهد مؤلمة من زيارة للرفيق الغالي مصطفى مزياني." توقف على هذه الحقيقة بالقدر الذي توقفت على الحضور المناضل وعلى حجم المعانات (الرابط: مناضل جذري: مشاهد مؤلمة من زيارة للرفيق الغالي مصطفى مزياني). 
وإن عملية نقل الشهيد إلى المركب الاستشفائي الجامعي لم تكن سوى حيلة مفضوحة من النظام الذي حاول من خلالها إبعاد شبهة الاغتيال عنه وإخفاء خيوط العملية الإجرامية في حق الشهيد. وهذا ما تبين يوم الجمعة 08 غشت 2014 بعد نبأ استنفار الأجهزة القمعية بمدينة أوطاط الحاج وكل مؤسسات النظام والاتصال بأب الشهيد من طرف الأجهزة العليا ومحاولة استمالته لتقبل الخبر. وهذا ما أكد له ولكل المتتبعين عن قرب أن مسألة إعلان وفاته/استشهاده من طرف العدو هي مجرد وقت لا غير (رابط الخبر: ما سر الاستنفار الذي تعرفه المدينة الهادئة أوطاط الحاج؟).. 
ويوم 13 غشت 2014 مساء وفي خبر على صفحة "مغرب النضال والصمود: من أجل بديل جذري"  أعلن عن استشهاد الرفيق البطل مصطفى مزياني (رابط الإعلان عن الشهادة:  "عاجل جدا من فاس: مصطفى مزياني ينضاف لقافلة شهداء الشعب المغربي الأبرار" ).   
بعد إعلان استشهاد الرفيق، خرجت وزارة الصحة المغربية ببلاغ حاولت من خلاله التهرب من تورطها ومسؤوليتها الثابتة والمباشرة في جريمة الاغتيال، ومما جاء في البلاغ: "وقد بذلت الفرق الطبية  مجهودات كبيرة من أجل إنقاذ حياة مصطفى مزياني، مستعينة بكل التجهيزات الطبية والخبرات، لكن إصراره على مواصلة العزوف عن الطعام وما ترتب عنها من مضاعفات، قوضت إمكانية إنقاذه" (الرابط: بلاغ صحفي لمندوبية وزارة الصحة بفاس بعد وفاة السجين مصطفى مزياني).
فكيف يعقل أن تعجز وزارة الصحة بأكملها على إنقاذ مضرب عن الطعام، بينما حالة الشهيد مصطفى مزياني لم تكن هي الأولى من نوعها من جانب طول مدة الإضراب عن الطعام. وأن أغلب حالات المضربين عن الطعام التي فارقت الحياة كانت بسبب الإهمال الطبي المتعمد، بينما تمت معالجة باقي الحالات سواء في فترة الثمانينات أو التسعينات وسواء مع 20 فبراير ومعارك السجون. وعلى نفس المنوال كانت كل تصريحات أجهزة النظام المتورطة في عملية القتل الممنهج والاغتيال بالدم البارد للرفيق الشهيد في محاولة منها التملص من مسؤوليتها في الجريمة كما هو الحال في تصريح  الداودي وزير التعليم العالي الموجود على الرابط التالي: ( الداودي: الجامعة غير مسؤولة عن وفاة مزياني وجُهل من يسعون للركوب على ملفه)، وكذا تصريح مصطفى الرميد وزير العدل الموجود بدوره على الرابط: ( الرميد: وزارة العدل ليست مسؤولة عن وفاة المزياني ).  
في حين أن قرار اغتيال الشهيد مصطفى مزياني كان قرارا سياسيا، وكل المؤشرات والأدلة تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي هو من أصدر القرار وانطلقت عملية التنفيذ من داخل كلية العلوم إلى المركب الاستشفائي الجامعي ثم سجن عين قادوس ومستشفى ابن الخطيب ثم المركب الاستشفائي الجامعي.
إنها الجريمة.. إنها المؤامرة.. إنها طبيعة النظام.. وإنه الوعي إنها المسؤولية كما عبر عن حق مقال تيار البديل الجذري المعنون بــ"المعتقل السياسي مصطفى مزياني... نبراس يحترق/ضوء في العتمة!". لأن الرفيق" دخل عن وعي ومسؤولية في معركته البطولية... معركة الأمعاء الفارغة، لأنه يؤمن بشرعية القضية، لإيمانه بالغد المشرق، لإيمانه بأن الحرية لا تقدم على الأطباق الذهبية، لإيمانه أن طريقها تمر من تحت نيران القصف، معبدة بالمرارة والأشواك..". (الرابط: المعتقل السياسي مصطفى مزياني... نبراس يحترق/ضوء في العتمة!).

مغرب النضال والصمود: من أجل بديل جذري

   13 غشت 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق