2015/01/09

خريبكة // عمال الوساطة الفوسفاطيين يضربون عن العمل، ويجسدون اعتصام ومبيت ليلي أمام إدارة OCP، والقمع هي الإجابة الوحيدة.


يستمر الاجرام المنظم الذي يقوده "المجمع الشريف للفوسفاط" التابع لـ"الهولدينغ الملكي" في حق الطبقة العاملة، من امتصاص لدمهم بأبشع
الطرق اللانسانية وصولا للطرد والتشريد، ويبقى المثال البارز ما يعانيه عمال الوساطة بالمجمع.

ولابد من الإشارة إلى الخطر المحدق الذي يهدد الطبقة العاملة جراء شركات الوساطة التي انتشرت كالسرطان في كل القطاعات (الصناعة، الزراعة، المناجم، الصيد،...)، بعدما أضحت جل الشركات تعتمد عليها في توفير اليد العاملة، حيث أن عمال الوساطة لا تربطهم أي عقود عمل مع الشركة التي يعملون بها، الشيء الذي يؤدي إلى الإجهاز على العديد من الحقوق والمكتسبات انتزعتها الطبقة العاملة عبر تضحيات جسام على مر عقود، وأغلبهم يعمل لسنوات دون ترسيم أو تغطية صحية وكذلك الغياب التام للضمان الاجتماعي والتقاعد، بل حتى الحد الأدنى للأجور لا يحصلون عليه، ومن جانب آخر يستغل أرباب العمل شركات الوساطة في تشتيت لحمة الطبقة العاملة وإضعاف ديناميتها النضالية وزرع التفرقة بين العمال، فشركات الوساطة تغير العمال لديها باستمرار، الذين يجدون أنفسهم بدون ارتباط قانوني مباشر مع من الشركات التي يعملون بها، ما يجعلهم يبقون بعيدين عن النقابات ونضالات باقي العمال.

إلا أن عمال الوساطة الفوسفاطيين فطنوا للحيف المضاعف الذي يتعرضون له جراء شركات الوساطة أو شركات الريع كما يصفونها، حيث خاضوا العديد من المعارك مطالبة بدمجهم في المجمع (OCP)، وقد نجح العديد منهم في انتزاع مكتسب الدمج مثل عمال "SOTREG". إلا أن العديد منهم لازال يعاني الطرد والتشريد، ولعل المثال البارز استمرار طرد 32 عاملا في البستنة، بدعوى انتهاء الصفقة مع شركة الوساطة، واستمرار توقيف الكاتب العام للنقابة و 11 عاملا الذين كانوا معتقلين سابقا. هذا إلى جانب الاعتداءات المتتالية التي يتعرض لها العمال، أبرزها حالة العاملة "سمية البوعناني" التي تعرضت للاعتداء على يد مسؤولي شركة "F6"، دون أي رد الاعتبار لكرامة العاملة المسلوبة، وكأن العمال في نظرهم ليسوا انسان ولا يملكون أي حق في العيش بإنسانية، ناهيك عن الإنذارات المتتالية التي توجه للعمال بعد رفضهم الركوع أمام جبروت الباطرونا، متشبثين بمطالبهم العادلة والمشروعة.

وكل هذا بتواطؤ مختلف مؤسسات النظام، من قوى القمع التي جعلت من نصرة الباطرونا ضدا على مصالح العمال عملا لها، بحيث تستمر في قمع نضالات العمال، في انتهاك سافر للحق في الاضراب والتنظيم ولو في الحد الأدنى للمدونة المشؤومة التي وضعوها بأنفسهم. وصولا "للمجلس الوطني لحقوق الانسان" الذي تدخل ليلعب دور الاطفائي، مقدما الوعود الكاذبة والزائفة، أبرزها الوعد بإرجاع المعتقلين الإحدى عشر للعمل، والذي لم يلتزم به أمام جبروت الشركة.


وعلى أرضية هاته المشاكل، سيقدم العمال تحت لواء اطراهم "نقابة عمال الوساطة الفوسفاطيين"، على تنظيم محطة نضالية عبر خوض اضراب عن العمل لمدة 48 ساعة قابل للتمديد انطلاقا من يوم الأربعاء 7 يناير 2015 على الحادية عشرة صباحا مرفوقا باعتصام صحبة العائلات أمام إدارة الشركة بخريبكة. وقد عرفت المحطة النضالية حضورا وازنا للعمال وعائلاتهم تخللته وقفات نضالية، إلا أن إدارة الشركة تستمر في نهج سياسة الآذان الصماء، والاستنجاد بقوى القمع التي حطت بترسانتها أمام المعتصم وحاصرت المحتجين.




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق