عندما قتلك النظام رفيقي رحال يوم 13 أكتوبر 1979، أعلنت ميلادك شهيدا، شهيد شعب وشهيد قضية. والآن بعد أن قتلك "رفاقك" (بعض "رفاقك")، مرة كل سنة، بل مرة كل لحظة، بماذا نسميك؟ ماذا عن "رفاقك" الهاربين والتائهين...؟
إن ثمن قتلك كان مغريا وباهظا في أعين هؤلاء "الرفاق"، خاصة أن الجريمة لم تتطلب منهم سوى تناسيك وقضيتك وتضحيتك بحياتك وشبابك وطموحاتك.. لم يتطلب منهم الأمر غير "الغرق" اللذيذ في متاهات الحياة القذرة.. لقد خانوك بدون خجل، لقد باعوك للعدو بدريهمات (من الدرهم) ملطخة بدمك الزكي.. لقد صاروا "أبطالا" و"شجعانا" فوق جثمانك الطاهر..
لقد قادوا مسيرات الخنوع والانبطاح، ونظموا ندوات تقديم البيعة والولاء.. لقد نسجوا خيوط/مؤامرة "المصالحة والإنصاف".. لقد أنصفوا رفاقهم/أتباعهم.. لقد علموهم كيف يخونون، وكيف ينبطحون..
لا تقلق رفيقي، فلست الشهيد الوحيد "المنسي".. لست الشهيد الوحيد المقتول من طرف "رفاقه"..
فمن تصفية جيش التحرير والمقاومة المسلحة الى اغتيال مصطفى مزياني، مسافات من الخيانة والغدر.. أبطال ورقية تعيش وأبطال حقيقية تموت وتقتل..
نعم، خيانة "الرفاق" أشد مضاضة (على المرء) من وقع الحسام المهند (كما قال الشاعر).
لكن، لنقلق نحن.. نحن رفاقك المستمرين على دربك، درب الشهداء..
لنقلق نحن.. لأننا عندما نستشهد، سننسى مثلك تماما وسنقتل مرة كل سنة، بل مرة كل لحظة من طرف أشباه الرفاق وأشباه المناضلين..
إننا المنسيون قبلك وبعدك، رفيقنا الشهيد..
ما أبشع أن تعرف مصيرك المأساوي.. ما أفظع أن تراقب الأنذال تقضم لحمك..
لكن، رغم ذلك، سنواصل المشوار.. وعندما نستشهد أو نعتقل، لنا اليقين أن أبناء شعبنا الأوفياء سيواصلون المشوار..
لقد تبين النضال الأحمر من "النضال" الأصفر..
لنا ثقة كبيرة في أبناء شعبنا وفي المناضلين المخلصين لقضية شعبنا..
يوجد دائما مناضلون مخلصون.. يوجد دائما مناضلون بعيدون عن الأضواء البراقة.. يوجد دائما مناضلون "مجهولون".. يوجد دائما متضامنون صادقون.. يوجد دائما أبناء شعبنا..
نحن أصحاب قضية.. لن يفاجئنا الاعتقال أو الاستشهاد..
الزنزانة قبر، والقبر زنزانة..
نحن ولدنا لنناضل ولنقاتل.. ولدنا لنصمد ولنستمر..
إنه "قدرنا"، لحسن الحظ أو لسوئه..
الأمر سيان..
شارك هذا الموضوع على: ↓