2017/07/20

أحمد بيان// مناورات العدل والإحسان لا تنتهي.

نقرأ في بيان لجماعة العدل والإحسان بتاريخ 16 يوليوز 2017 حول الاعتداء على
المسجد الأقصى ما يلي: "ندعو كل الأمة والشعب المغربي إلى التحرك العاجل والواسع من أجل أقصانا الأسير والمهدد من قبل العصابات الصهيونية بكل ألوانها وأطيافها.
كما نتطلع إلى مواقف واضحة من دول وحكومات وهيآت ومنظمات العالم تدين هذا الاعتداء على المقدسات في القدس".
يظهر مليا، خاصة من خلال النص الكامل للبيان، مدى الحماس الذي يسكن الجماعة تجاه المسجد الأقصى، وهو غير ذلك بالنسبة للحسيمة والريف وقضايا الشعب المغربي الكبرى. فالدعوة للمشاركة في مسيرة الحسيمة ليوم 20 يوليوز 2017 يعني للجماعة الركوب على الحدث وتوظيفه، وبالتالي فلا داعي لها، رغم ما يعنيه ذلك من خذلان "للرفاق" الفضلاء. 
إننا لا ننتظر دعوة الجماعة ولا مشاركتها. وسواء دعت الى المشاركة أم اقتصرت على غير ذلك من الصيغ الغامضة والمراوغة، فإنها لا تتردد في الركوب على الأشكال النضالية لشعبنا وتوظيفها. وذلك ما حصل في مناسبات كثيرة، ومنها 20 فبراير (و"برد الطرح" فيما بعد)، ويحصل الآن مع الانتفاضة المستمرة بالريف ("برد الطرح" مرة أخرى).. وما يحز في النفس هو الرهان على الجماعة و"التوقيع" لها على بياض.. فرغم انصياعها لأوامر النظام المتجلية في أسلوب "الكر والفر" في الزمن والمكان المناسبين، لم ينفك البعض عن معانقتها والترحيب بها والترويج لها على حساب المناضلين.. وقد وصلت "عبقرية" التواطؤ حد قضم لحم المناضلين المر من أجل صيانة لحم الجماعة الغض.. إن مناوراتها الفجة لا تخفى على العين المتفحصة والعقل السليم.. والعين التي لا ترى ذلك عين اصطناعية والعقل الذي لا يتبين هذه المناورات عقل متكلس أو متواطئ.. 
والى جانب هذا، فالجماعة "تتطلع الى مواقف واضحة من دول وحكومات وهيآت ومنظمات العالم تدين هذا الاعتداء على المقدسات في القدس". إنها تنتظر مناصرة "الدول والحكومات"، فعن أي "دول وحكومات" تتحدث؟ لا ريب أنها تعني كل الأنظمة الرجعية، ومن بينها النظام القائم بالمغرب، وتعني كذلك الامبريالية، وبالاسم المكشوف الولايات المتحدة الأمريكية..
وكيف يا ترى يدخل تنظيم سياسي هذه حاله ضمن حسابات أو خانة التحالفات أو التنسيقات (أو أي صيغة أخرى) التي قد يراهن عليها تنظيم يساري يتطلع بالفعل الى الثورة على نظام رجعي؟! 
أما إذا عدنا الى الجرائم المقترفة في حق رفاقنا من طرف القوى الظلامية والى المخططات التخريبية التي نفذتها لفائدة النظام، فللحديث معاني ودلالات أعمق..
إن مناورات القوى الظلامية لا تنتهي، كما جرائمها... أما الريف، فليس في حاجة الى دعوتكم ولا الى "دعواتكم"...



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق