فبعد النهوض النضالي لشغيلة القطاع التعليمي لإسقاط "النظام الاساسي" ونجاح إضراباتها ووقفاتها، حيث أصيبت المؤسسات التعليمية بالشلل، هرولت القيادات الأربع الموقعة على اتفاق 14 يناير الماضي؛ ويتعلق الأمر بكل من الجامعة الوطنية للتعليم UMT، والنقابة الوطنية للتعليم CDT، والجامعة الحرة للتعليم UGTM، والنقابة الوطنية للتعليم FDT، للاستجابة لدعوة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، لعقد لقاء يوم الإثنين الماضي 30 أكتوبر 2023 بالرباط، بحضور وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، مع النقابات التعليمية الموقعة. وهو لقاء، واجتماع، لا يخرج عن قاعدة النسف والتشتيت لوحدة الشغيلة واضعاف معركتها بعد الإضرابات والاحتجاجات الناجحة. إنها المناورة من أجل إعادة ارتكاب الجريمة. وكيف لا وهي من وقعت على الجريمة وباعترافها.
فهكذا هم الخونة والبياعة لا شيء يقلقهم أكثر من الانتظام ورص الصفوف والفعل النضالي المنظم، والكفاحي، بعيدا عن توجيهاتهم، وعن اصطفافاتهم، وعن شعاراتهم، وبعيدا عن مهرجانات التصفيق لهم بوصفهم ممثلي القاعدة. فلا شيء يقض مضاجعهم أكثر من المبادرة الجادة بعيدا عنهم وعن مناوراتهم، وحساباتهم. وكل محاولة للانفلات من قبضتهم وقبضة النظام وأحزاب الذل، وكل القيادات الخائنة، تقوي من اجماعهم مع العدو بهدف تبادل الأدوار في مهمة لي عنقها، أي عنق المبادرة، واجهاضها في المهد.. لهذا يعد الوعي بهذه الحقيقة، وأخذها بالحسبان من طرف الشغيلة التعليمية في معركتها الجارية، بمثابة خطوة متقدمة في خوض معركة إسقاط "نظام المآسي" كما عبرت عن ذلك أصوات القطاع التعليمي. وهذا الوعي هو الذي لن يسمح بتفتيت وحدة المعركة، ووحدة الميدان، ويقطع الطريق على كل نزوع للهدم تحت أي مسمى كان، لإعادة إنتاج واقع التفييء والتفتيت والذي يهدد جسم القطاع ويعده للضعف والهزيمة.
إذا أي انتظارات ممن باعوا مصالح الشعب وتاجروا في النضالات والتضحيات، واسترزقوا بدماء الشهداء؟!
واهم من ينتظر اليوم أن تقف القيادات النقابية بكل مبدئية مع نضالات شغيلة قطاع التعليم.
إن القيادات الرباعية ( الجامعة الوطنية للتعليم UMT، والنقابة الوطنية للتعليم CDT، والجامعة الحرة للتعليم UGTM، والنقابة الوطنية للتعليم FDT) وكل قيادة بيرقراطية، ولو ممن لم يرضي عليها النظام اليوم، لا يمكن أن تخوض المعركة حتى النفس الأخير. بل كل بيروقراطية لن تحيد عن المناورة والمتاجرة والكولسة وهو أسلوب يصب في الكبح والقتل للفعل الجماهيري.. وهذه هي قاعدة تحرك البيروقراطية بشكل عام. والنظام يعرف جيدا هذه القاعدة ويعرف ضوابطها، بل يعتمدها في قتل الفعل النضالي واقباره.
إذا معركة اسقاط النظام الاساسي لا تقبل قيادات منبطحة وبياعة، ولا تحتاج نسخ تجارب الانبطاح والمناورات التي دأبت على نسف التضحيات وتفتيت صف شغيلة التعليم. ولا تخاض بوهم "فخر الانتماء" الذي إلتهم وعشعش في وعي الكثير من القواعد كل حسب انتماءاتها النقابية..
معركة إسقاط "نظام المآسي" يحتاج كسر كل الأوهام، وأخذ البيروقراطية كعدو حقيقي في ميدان المعركة، مهما كان لونها، وتقوية صفوف الشغيلة بالعمل القاعدي التحتي، وتسييد مبدأ الالتفاف حول المصلحة المشتركة لرجال ونساء قطاع التعليم، كما تحتاج لفتح الجسور بين المناضلين بعيدا عن حواجز إطارات لا يهمها سوى حسابات قياداتها وخدمة مشاريع أحزاب بعينها من أجل التقدم في ميدان المعركة تأطيرا وتوجيها وتنظيما.