21‏/07‏/2023

CAMARADE ML // ملحمة أنوال..بعض من دروس تاريخنا المشرق..


في الواحد من شهر أبريل سنة 1921 حط الجنرال بيرينجر الرِّحال بجزيرة النكور المحتلة، منتشيا ببعض "الانتصارات" الجزئية التي تحققت في شفشاون (1920). 

استُقبل الجنرال من طرف صديقه سيلفستري و نفرٍ من العملاء عن الحزب المسمى آنداك "أصدقاء اسبانيا".

كان تفاؤل الجنرالين سيلفستري و بيرينجر كبيرا جدا، فكتب الاخير إلى مدريد "يمكن اعتبار مشكل الحسيمة في متناول اليد". 

لم يكن سيلفستر فيرناندز، الجنرال الاسباني المفرط في التفاؤل، لم يكن يعرف أنه سينهزم شر هزيمة في الريف قبل أن يُقتل في ملحمة أنوال على أيدي أبطال المقاومة في درس قل نظيره في التاريخ المعاصر.

الرسالة الأولى من المستعمر الاسباني كانت يوم 13 أبريل 1921، أسبوعين فقط على قدوم بيرينجر، و ذلك بإطلاق قنابل مدفعية على سوق أجدير إنطلاقا من الجزيرة المحتلة النكور.

جاء رد المقاومة سريعا و فعالا بإطلاق وابل من رصاص البنادق نحو قوات المحتل المرابطة بالجزيرة.

لم يأبه الجنرالان للاندار القوي، فيما كان أبطال المقاومة و جيش التحرير بالريف يعدُّون العدة لمفاجئة العدو منذ اجتماع نهاية أبريل (1921) بالجبال المطلة على الحسيمة و الذي أفرز عبد الكريم قائدا لمقاومة الريف، لتبدأ ملحمة تاريخية استمرت لسنوات.

بدأ عهد المفاجآت بهجوم 01 يونيو 1921 لبضع مئات من المقاومين (حوالي 300) على نقطة دهار أوباران الاستراتيجية  و التي كانت تضم عشرات المئات من جنود المستعمر الاسباني. ألحق المقاومون ببنادقهم التقليدية البسيطة خسائر فادحة بالعدو. فقد قُتل نصف جنود الحامية العسكرية و استولى المقاومون على معدات حربية و أسلحة متنوعة،  فدخل سيلفيستري التاريخ  "كأول جنرال إسباني يخسر مدافعه في أفريقيا".

هو الدرس الأول في حرب العصابات إذن و أول اندحار حقيقي لجيش الاستعمار في الريف باعتراف الاسبان أنفسهم و ضمنهم المؤرخ ريكاردو دي لا ثييربا.

كان وقع الهزيمة ثقيلا على جنود الاحتلال الاسبان و عاملا رئيسيا في تقويض معنوياتهم. 

في الجانب الاخر كان جيش عبد الكريم يزداد عُدةً و عددا و بدأت خبرات التنظيم و تكتيكات حرب العصابات تظهر إلى الوجود.

الاستراتيجية العسكرية الاسبانية اعتمدت خلق نقاط مراقبة جبلية عبر الحاميات العسكرية المسلحة بشتى أنواع العتاد الحديثة لضمان التمدد الافقي و العمودي اللازمين لاحتلال الريف.

أما تكتيكات المقاومة فاعتمدت على وحدات قتالية تتبع أسلوب المفاجئة، الدقة في اختيار الاهداف، و التركيز على امتلاك عنصري الزمان و المكان اعتمادا على سرعة التحرك لمباغثة العدو نظرا لعدم تكافؤ الفرص و لقلة المعدات و بساطتها.

كان من بين الأهداف توجيه ضربات سريعة و حاسمة للنقاط الاستراتيجية التي يملكها الجيش الاسباني لتخريب خطوط الاتصال لديه و تحقيق أكبر الخسائر في خطوط التموين و بالتالي قطع الدعم اللوجيستي بين نقاطه.

هكدا  استرجع المقاومون ليلة 14، 15 يونيو 1921 تلال سيدي ابراهيم الاستراتيجية التي كانت تشكل الشريان الرئيسي لتموين منطقة اغريبن. فقُطع الماء عن هذه الاخيرة و عن حوالي 300 جندي اسباني. 

اصبح جنود المستعمر مجبرين على المرور عبر المسالك الوعرة جدا من إغريبن إلى أنوال (النقطة المركزية) لجلب الماء و التموينات الضرورية للجنود الثلاثمائة المرابطين بمنطقة دهار اوبران، فيما كان جنود عبد الكريم يحصنون مواقعهم بمنطقة سيدي ابراهيم. 

بدأ يتضح جليا بأن الحسيمة ليست في "متناول اليد" و بأن ثمن المعركة سيكون باهظا للاسبان.  

==

بعد إحكام المقاومة لقبضتها على منطقة سيدي ابراهيم و قطع خطوط الإمداد عن إغريبن، لم يبقى أمام الجنرال سيلفستري سوى خيار واحد لإمداد الجنود المحاصرين بالمؤونة و الماء: المرور عبر المسالك الوعرة المؤدية لإغريبن.

اتُّخد القرار، فانطلق صباح 17 من يوليوز 1921 رتل من مائتي رجل (اسبان) مستعملين عشرات الدواب لنقل الذخيرة و براميل المياه للجنود المحاصرين.

فحدث ما لم يكن في الحسبان، باغت المقاومون الجنود الاسبان، فكان للغة البارود الكلمة الحسم.

لم تكن رصاصات المقاومين تخطئ الهدف؛ بل أكثر من ذلك، الرصاصة برجل و بشيء من الدقة برجلين!

خسر المستعمر الاسباني، في محاولة فك الحصار هذه عددا مهما من الجنود و الذخيرة. تحدث #الكاتب_الفرنسي_كورسيل_لابروس عن 20 قتيلا، 60 جريحا و عن هلاك معظم الدواب. لكن الاهم هو الخسارة السياسية الثقيلة بعد الضربات المتتالية التي تلقاها المستعمر..

عاد ناجون إلى أنوال، فيما وصل آخرون مذعورين إلى إغريبن، لكن دون جدوى. فكمية الماء التي وصلت لم تفي حتى بكأس واحد لكل جندي. فهل تمت محاصرة #اغريبن؟ و إلى متى؟..

في اليوم الموالي فشلت محاولة ثانية في إحداث الاختراق المطلوب للوصول الى اغريبن. فتراجع الجنود الاسبان و هم يجرون أذيال الخيبة و الهزيمة تحت وابل من رصاص المقاومة.

سيحشد المستعمر الاسباني يوم 19 يوليوز حوالي 1000 جندي مدججين بأحدث أنواع السلاح في محاولة جديدة للدخول الى اغريبن تحت غطاء جوي لنهج تكتيك الارض المحروقة لكن و مرة أخرى دون جدوى. فقد انهار الهجوم و تصدى رجال المقاومة لجحافل الجنود الاسبان مستعملين الاسلحة التي غنموها في المعارك السابقة.

هكذا في كل مرة كان المقاومون يجسدون مقولة عبد الكريم "إن السلاح موجود عند العدو و ما على المرء إلا أن يسعى لأخده".

في اغريبن، كان جنود المستعمِرِ المحاصرون يحتضرون و قد  اضطروا إلى شرب البول من شدة العطش و حر الصيف (حسب نفس الكاتب الفرنسي كورسيل لابروس).

مع توالي الهزائم و الانتكاسات، استشاط الجنرال سيلفستري غضبا فهرع من مليلية ليقود بنفسه حملة ل 3000 رجل بهدف فك الحصار عن اغريبن التي اصبحت مكانا للاشباح تحيطه رائحة الجثت الخانقة، و الموت و البارود.

بعد المحاولة الاولى لخروج الثلاثة آلاف جندي من أنوال، تصدت لهم المقاومة بكل حزم فأصيب الجنود الاسبان بالرعب رغم كثرة عددهم. حاول سيلفيستري لم الشمل و تنظيم صفوفه لكن دون جدوى، حيث فشل أمام طوفان الرصاص و عزيمة المقاومين الذين يخبرون جغرافيا الارض بكل تفاصليها الدقيقة. 

فشلت المحاولة تلو الأخرى و هكذا سقطت اغريبن! 

ثم أٌعطيَ الامر لما تبقى فيها من جنود اسبان للانسحاب باتجاه أنوال. و كما كان منتظرا، استقبلهم المقاومون بطلقات الرصاص #فقتل_أغلبهم_و_لم_يصل_إلى_أنوال_سوى_عشرة_جنود من بينهم ضابط واحد.

و هكذا حصلت هزيمة عسكرية و سياسية جديدة للاسبان، و درس جديد من دروس #حرب_العصابات في #الريف حيث أن كل شبر كان يكلف المستعمر معركة. و لم تتمكن المقاومة من إيقاف زحف الاسبان و حسب بل ألحقت بهم الهزيمة تلو الاخرى رغم الفرق الشاسع في العدد و الامكانات المادية و اللوجيستية و العتاد و المؤونة. 

بعد #دهار_اوباران، #سيدي_ابراهيم ثم #اغريبن...أتى الدور إذاً على #أنوال...

==

"الكفاح الحقيقي هو الذي  ينبثق من وجدان الشعب لأنه لا يتوقف حتى النصر" عبد الكريم الخطابي

بعد خضوع اغريبن، أصبحت أنوال قاب قوسين أو أدنى من السقوط. 

بأنوال فقط، كان للجيش الاسباني 6500 رجل، لكن بمعنويات متدهورة جدا، غالبيتهم الساحقة مذعورة ترتعد من شدة الخوف. فشبح الموت و لعنة الهزائم المتتالية التي حلت بهم في الريف أصبحت تطاردهم باستمرار.

لم يعد هدف المستعمر الزحف على منطقة بني ورياغل برمتها، بل أعاد النظر في بنك الأهداف لتقتصر على التواجد بأنوال في أحسن الاحوال. 

الجنرال سيلفستري لم يكن أفضل حالا من جنوده المحبطين، فهاهو يرسل في 21 يوليوز ساعده الايمن إلى مليلية طلبا للمساعدة لفك الحصار عن أنوال.

و بعد ساعات فقط، أبرق (سيلفستري) إلى وزير الحربية مستغيثاً : " إن منطقة أنوال التي أتواجد بها محاصرة كليا من طرف الأعداء، و أمام هذا الوضع الخطير جدا و المقلق فمن العاجل إرسال وحدات دعم إضافية. سأعمل كل ما في وسعي للخروج من هده الوضعية". (الترجمة لي).

في ذلت الان كان المقاومون متحصنين بشكل جيد في المناطق المحيطة بأنوال مستعدين تمام الاستعداد للمعركة القادمة، و كانت أسلحتهم توجه القصف الناري  بشكل منتظم نحو أنوال المحاصرة.

ازداد سيلفستري تخبطا، فأرسل في المساء طلب نجدة مستعجل لقصف قرى بني ورياغل و بَقِيواَ بهدف تخفيف الحصار على أنوال.

في منتصف الليل استدعيت القيادة العسكرية للاجتماع و على رأسها قائد القوات المحلية الكولونيل موراليس (الذي سيُقتل في المعركة أيضا)، فتقرر الانسحاب من أنوال في اليوم الموالي ابتداءا من الساعة السادسة صباحا.

أعطي الامر بأن يبقى القرار سريا و أن يتم الخروج و كأن الجنود متوجهين للمعركة و ليس منسحبين. لكن الخبر انتشر ساعات فقط بعد الاجتماع، حيث علمت الاغلبية بأن ساعة الانسحاب قد حلت، فيما كان الجنرال سيلفستري يجهز سيارة خاصة لنقل ابنه، الملازم الشاب، الى مليلية هروبا من جحيم المعركة المحتملة. 

على الساعة 11 صباحا من اليوم الموالي بدأت الدفعات الاولى من الجنود الاسبان و الاليات و العتاد بالخروج من أنوال تحت رحمة النيران الغزيرة للمقاومة، بحيث انقض المقاومون على آلاف الجنود المنسحبين، فعم الذعر صفوفهم، و أصبح الفرار هو الوسيلة الوحيدة للرد.

لم يكن أبطال المقاومة يصدقون حجم التقدم السريع الذي حققوه في ظل الفوضى العارمة التي عمت جنود العدو و أمام انهيارهم السريع تحت وطأة الهجوم.

بات رجال سيلفستري عاجزين عن التقدم أو التراجع وسط الحصار المطبق الذي ضربته المقاومة عليهم. فسقط عدد كبير من جنودهم قتلى، وتسلل  الرعب و الذعر كل عناصر الجيش والضباط المسؤولين الذين انتحر عدد منهم اتقاءا لعار الهزيمة و خوفا من القتل أو الوقوع أسرا في قبضة المقاومين. أما الفارون فكانت بنادق المقاومة تحصدهم حصاد الهشيم.

قال عبد الكريم في مذكراته، التي نقلها الكاتب الصحفي روجر ماتيو، "في كل مكان، تناثرت جثث القتلى، و ذاعت أصوات الجرحى و هم يصرخون طلبا للعفو…".

غنم الريفيون في معركة أنوال (حسب نفس المذكرات) أكثر من 200 مدفع و 20.000 بندقية، الملايين من كارتوشات الرصاص و الدخيرة ، الأدوية، الشاحنات، ناقلات الجنود، إلخ.

قال عبد الكريم عن مكاسب المعركة (في المذكرات) "لقد وفرت لنا اسبانيا كل ما احتجناه لتجهيز جيش قوي و خوض معركة على نطاق واسع".

كانت الهزيمة العسكرية للاسبان قاسية جدا، و الهزيمة السياسية أقسى.

اضطر الاسبان لترك 700 أسير ورائهم، و كان عليهم أن ينقلوا أكثر من 15.000 من القتلى و الجرحى من بينهم الكولونيل موراليس الذي سقط قتيلا في أرض المعركة و سمح عبد الكريم (و هو الذي كان يعرفه حق المعرفة) بنقل جثته لمليلية. 

و فيما اختفت آثار الجنرال سيلفستري نهائيا مند الساعات الاولى للهجوم، تقول الكثير من الروايات بأنه انتحر، فيما قال أزرقان (مساعد عبد الكريم الخطابي) : "إبان الانسحاب من أنوال، أرسلت سيارة للجنرال سلفستري من منطقة الدريوش. و في الوقت الذي كانت السيارة تأخد مكانها، وجهت لها قديفة أردت سيلفستري قتيلا. تمت العملية على بعد 7 كيلومترات من أنوال. فاحتجزت السيارة في نفس المكان.". (عن كتاب "حرب الريف" لكورسيل لابروس).

قدم جنود الاستعمار الاسباني إذن أسوأ مثال في الحرب و انهاروا أمام بسالة المقاوم الريفي رغم التفاوت الصارخ في الامكانات عدة و عددا… إنها عبرة، عبرة لكل المناضلين الساعين لاستكمال مهام التحرر الوطني!

==

"انتصار الاستعمار ولو في أقصى الأرض هزيمة لنا، وانتصار الحرية في أي مكان هو انتصار لنا".- محمد بن عبد الكريم الخطابي

كانت رائحة البارود تعم كل مكان. فداحة الخسائر أرعبت قيادات الجنود الاسبان ممن بقي حيا بعد مقتل الجنرال سيلفستري، الكولونيل موراليس و غيرهم. 

حاول الكابيتان پولو تجميع ما تبقى من الجنود، لكن دون جدوى. كان الهدف الوحيد لكل جندي هو الفرار بعيدا عن جحيم المعركة على أمل الوصول أحياءا إلى مليلية، أو على الأقل إلى دار الدريوش. 

في طرقات الدريوش لم يتبقى من 2700 رجل انطلقوا من المنطقة سوى 1300 محبطين لاذوا بالفرار و هم يجرون أذيال الخيبة و الهزيمة. 

يقول كورسيل لابروس في كتابه "حرب الريف" تعبيرا عن هلع جنود المستعمر : «لقد كان كل الريف يتقلص تحت أحذية عساكر ألفونسو 13 ».

 شهادات أول الناجين ممن استطاعوا الوصول إلى مليلية كرست جو الرعب القائم في مدينة لم يعد بها سوى 1800 رجل جلهم دون تدريبات عسكرية. 

لم تكن في مداخل المدينة على بعد عشرة كيلومترات أي دفاعات تذكر. 

الإشاعات أطبقت المزيد من الحصار على حوالي 50 ألف نسمة داخل مليلية، بعدما أشيعت أخبار مفادها أن مشاة المقاومة قادمون مشيا على الأقدام نحو المدينة. 

في غمرة أجواء الهزيمة القاسية التي لحقت بجنوده، سيحل يوم 23 من يوليوز الجنرال برينجر بمليلية في محاولة للملمة هول الجراح.

وصلت مع بريجنر ناقلات من الجنود و المؤونة في محاولة لتشكيل دفاعات في مداخل مليلية. 

في 29 من نفس الشهر (يوليوز) سيكتب برينجر لوزير الحرب طلبا للاستغاثة، إذ لم يكن بمقدوره فك الحصار عن حوالي 3000 جندي بمنطقة العروي. لم يكن في حوزة هؤلاء الجنود مؤونة تذكر، سوى بضع عشرات من أكياس الرز. 

« العطش، الجوع، الحرارة المفرطة، و رائحة الجثث النثنة جعلت من هذا المكان جحيما حقيقيا فُقد فيه 419 رجلا خلال اسبوعين فقط". 

هكذا يلخص كورسيل لابروس وضع الجنود الاسبان المحاصرين في العروي. 

في 5 غشت لقي الملازم بريمو دي ريفيرا حتفه متأثرا بجراحه. و بعد يومين فقط، سيصاب الجنرال نافارو بلغم ناري. 

في مليلية اجتمعت القيادة العسكرية تحت إمرة برينجر فقررت عدم التدخل لفك الحصار عن الوحدات المحاصرة بمنطقة العروي!

لقد راهن بريجنر على تدخل وساطة لدى عبد الكريم للسماح بسحب الجنود دون قتال و دون أسلحة. 

في اليوم 11 من غشت ستبدأ وحدات الاسبان في الخروج من العروي خاوية الوفاض. ففاجئهم المقاومون من بني بويحيى و المناطق المجاورة ببوابل من الرصاص و القنابل، فكانت الهزيمة مجددا. هزيمة قاسية أودت بحوالي 2000 رجل من جنود المستعمر و سجن المئات منهم... 

هكذا و في بضعة أيام فقط فقد المستعمر الاسباني من الأرض و العتاد و المكانة السياسية ما كسبه خلال سنوات طويلة. 

فقد الاسبان ما بين 10 الاف و 14 ألف قتيل، 20 ألف بندقية، 400 مدفع رشاش، و الالاف من الاجهزة و الذخيرة العسكرية و المؤن. 

الهزيمة الطاحنة كانت لها اثارا مدوية على المستوى السياسي. لقد سقطت حكومة مدريد فشكل أنطونيو مورا مجلس وزراء موحد لتدبير الأزمة. 

باختصار، لقد شلت حرب العصابات التي قادها عبد الكريم في هذه المرحلة في الريف قدرة المستعمر الاسباني على الحركة. لقد ان الاوان لطلب نجدة الفرنسيين و النظام القائم بالمغرب لضرب القوة المقاومة التي شكلها عبد الكريم بعد انتصارات الريف المتتالية. 

في المقابل يبقى السؤال مطروحا: لماذا لم يتم تمدد مقاومي الريف نحو مليلية لدحر المستعمر بشكل نهائي؟




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق