كل الشهداء المغاربة شهداء الشعب المغربي.. فلم يتوقف شعبنا المكافح عن تقديم الشهيد/ة تلو الشهيد/ة من أجل تحرره وانعتاقه..
كثيرا ما نحتفي بالشهداء المعروفين (زروال وسعيدة ورحال...)، لهم كل المجد والخلود؛ لكننا نستحضر كل الشهداء.. إنه دم واحد وقضية واحدة وهدف واحد...
وأكثر من ذلك، نستحضر كل المعتقلين السياسيين المناضلين.. فكما ضحى الشهيد بحياته، يضحي المعتقل السياسي المناضل بحريته ومستقبله، وحتى بحياته...
الشهيد والمعتقل السياسي وجهان لعملة واحدة، وكذلك المناضل؛ مشاريع معتقل أو شهيد.. ربما لعملتنا ورمزيتها ثلاثة وجوه...
ومن يحتفي بشهيد دون آخر، أو بمعتقل سياسي دون آخر، فكأني به يرسم حدود "القبيلة". وللدقة، فإنه يرسم خطة الهزيمة (سياسيا) والرذيلة (أخلاقيا)..
الواجب النضالي، وبكل مبدئية، يفرض دعم ومؤازرة كافة المعتقلين السياسيين دون تمييز، باعتبار قضية الاعتقال السياسي قضية طبقية؛ وبالتالي دعم ومؤازرة عائلاتهم.. ويفرض أيضا المساهمة في صيانة تضحيات ومنجزات الشهداء، كل الشهداء، بدون تمييز...
الواجب النضالي هو خدمة قضية، قضية شعب، وليس خدمة فلان أو علان، أو قبيلة دون أخرى..
إن إعلان الانتماء لهذا الشهيد أو ذاك، أو لذلك المعتقل السياسي أو ذاك، أو لذلك المناضل أو ذاك، يفرض تبني مواقفه ومواصلة دربه والانخراط في معاركه..
فلا معنى إعلان الانتماء لشهيد أو معتقل سياسي أو مناضل، وفي نفس الوقت ممارسة ما يناقض توجه الشهيد أو المعتقل السياسي أو المناضل..
فليس ذلك غير التوظيف الفج للشهيد أو المعتقل السياسي أو المناضل، بل الارتزاق بكل المعاني الحقيرة..
وماذا عن شهيدنا زروال ذي 23 ربيعا فقط؟
الشهيد زروال رمز ثوري لكل الثوار؛
الشهيد زروال صبار في حلق النظام؛
الشهيد زروال ثورة..
الشهيد زروال آزر المعتقلين السياسيين والمناضلين، من منطلق الانتماء إليهم والتعبير عن مواقفهم، بل من منطلق تمثيلهم خير تمثيل؛ وخدم قيد حياته الشهداء (قبل أن يلتحق بقافلتهم) وناصر شعبا منتفضا ورافضا للركوع والخنوع، وذلك أحد أسباب اعتقاله ثم استشهاده...
والانتماء للشهيد زروال، أولا وأخيرا، يعني شيئا واحدا، وهو الانتماء الى الثورة. ومن لا ينتمي الى الثورة بالواضح لا ينتمي الى الشهيد زروال..
من يكرم الشهيد يتبع خطاه...
المجد والخلود للشهيد زروال ولكافة الشهداء في الذكرى 45 لاستشهاده..
قبر الشهيد زروال غير معلوم، لكن عنوانه معلوم...
عنوان الشهيد زروال هو قلوب كل المناضلين الثوريين، فعلا وقولا..
شارك هذا الموضوع على: ↓