* اعتراف ونقد ذاتي:
كانت انتفاضة 20 فبراير 2011 المجيدة كما كانت انتفاضات شعبية سابقة وأخرى لاحقة (شهداء ومعتقلون سياسيون ومشردون...). بالفعل، كانت انتفاضة 20 فبراير 2011 في سياق سياسي مختلف.
كانت "كذبة" أبريل 2011 (وقبل أبريل وبعده)، أي "الربيع العربي"، "كذبة" هزت المشاعر وحركت المواجع وكشفت الأسرار والهواجس وعرت الهشاشة وفضحت الشعارات البراقة، وفضحت العجز أيضا... إنها محطة سلبيات وإيجابيات... ويصدق عليها رب "كذبة" نافعة...
وكانت أيضا الذكرى، الذكرى السابعة... كان التراكم... كان التاريخ... كانت الذاكرة... كانت الدروس... لكن، كان التخليد باهتا وكان الغياب... وكان التخاذل... وكانت الحسرة والألم... وغابت الاستفادة والاستيعاب... ولم يتجسد الحلم بعد...
والآن، ندرك عربا وغير عرب (لا يهم)، أن ربيعنا لم يأت بعد. إنه ربيع قادم، أي ثورة قادمة في جميع الأحوال، ثورة وطنية ديمقراطية شعبية...
ندرك الآن، أننا كنا دون مستوى اللحظة التاريخية، أي أننا دون طموحات وآمال شعوبنا...
ندرك الآن، أننا متجاوزين من طرف أعدائنا ومن طرف شعوبنا أيضا...
ندرك الآن، أننا في وادي وشعوبنا في وادي أخرى...
ندرك الآن، أننا "الوهم" وأن شعوبنا الواقع القائم المقاوم...
شعوبنا تقدم التضحيات تلو التضحيات، وتبدع الصمود تلو الصمود، وتنجز المقاومة تلو المقاومة: استشهادات واعتقالات وتشريد ومضايقات...
ونحن، دائما، الشعارات والبيانات والمقالات واللجن...
ونحن دائما الهامش...
ونحن العالم الافتراضي...
ونحن دائما الجري وراء "السراب"، الجري الى الخلف...
ونحن دائما الحروب الطاحنة والصراعات القاتلة داخل الدائرة الواحدة...
* البديل الجذري:
كفى من الجري الى الخلف، فرادى وفرادى (وليس جماعات)...
لنؤسس قنوات معانقة الأمام، أي معانقة شعبنا، وخاصة عمال شعبنا وفلاحي شعبنا الفقراء...
لنعترف بأخطائنا وبحقيقتنا، وذلك مصدر قوتنا في مواجهة أعدائنا وفي مواصلة مشوارنا...
لن يخجلنا قول الحقيقة أو رفع شعار الحقيقة...
ليستمر من يعشق الوهم في رفع شعارات الوهم، ولنستمر نحن في عشق الواقع من خلال التفاعل مع الواقع والتأثير فيه والتأثر به، في ماضيه وحاضره ومستقبله...
إنها التجربة النضالية الصريحة والمريرة... فلم نعد ننتظر ثمار العاطفة، كما لم نعد نلاحق "خيوط الدخان" أو ننتظر جحافل الظلام والشوفين...
إن المناضل مناضل، فكرا وممارسة... والنضال ممارسة مبدئية لا تخضع لحسابات "من معي" أو "من ضدي"... إن المناضل يبحث عن المناضل... وقد يستشهد أو يرحل مناضلا صلبا وصامدا وفي نفسه مرارة العزلة والوحدة والحصار...
لنبن صرح البديل الجذري تحت "نيران العدو"...
لنبن الحقيقة على صخرة الواقع...
ولننقش اسم البديل الجذري على جدار الحقيقة...
كانت 20 فبراير 2011 (وما قبلها)، وكانت الحسيمة، ومنطقة الريف عموما، الأقرب إلينا من حبل الوريد... وها هي جرادة... وماذا بعد؟
إن حال جرادة لن يكون أحسن من حال الحسيمة أو زاكورة أو بوعرفة أو البيضاء أو مراكش أو تازة أو صفرو...
فلم يعد يخفى على أحد طريق الخلاص، طريق المستقبل...
يدنا ممدودة الى كل المناضلين المخلصين لقضية الشعب المغربي ولقضية عماله وفلاحيه الفقراء ولكافة المضطهدين طبقيا...
وحروبنا ضد عدونا الطبقي الواحد، النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، وضد حواريه من أحزاب سياسية وقيادات نقابية وجمعوية وبيادق ضالة وتائهة باسم "اليمين" تارة وباسم "اليسار" تارة أخرى، وحتى باسم الثورة المفترى عليها...
وكل ذكرى انتفاضة 20 فبراير، وكل لحظة، نحن مخلصون لقضية شعبنا ولمبادئنا ومواقفنا الثابتة...
شارك هذا الموضوع على: ↓