2020/03/16

حسن أحراث// أن نتذكر في بحر النسيان بعمق "CORONAVIRUS".. . ذكرى رحيل أمنا السعدية الدريدي (17 مارس 1990)

أن نتذكر والبحر هادئ، أمر عادي؛

أن نرفع الشعارات الباردة والمكررة في الشارع ولو ممطرا أو في المقرات المكيفة، أمر منعش؛
أن نسبح في المسابح والشواطئ المحروسة، أمر ممتع؛
أن ننظم الندوات الروتينية والاحتفالات الشكلية، تقليد صار متجاوزا ومملا.
رجاء، لا تغرقوا في بحر النسيان..
بحر النسيان ليس كباقي البحار؛ فضاء رحب، فخ يأتي على اليابس والأخضر.
عشاق بحر النسيان كثر، منهم الجبناء والخونة والمرتدين والمتملقين سرا وعلانية..
اليوم، والبحر هائج (الى كثير الهيجان) والجو عاصف، يتم الفرز..
اليوم، وانتشار "CORONAVIRUS" (COVID-19)، يوم التحدي؛
اليوم، يجب أن نقاوم؛
اليوم، يجب أيضا أن نتذكر؛
اليوم، أن نحيا أو نموت..
هناك معتقلون سياسيون منسيون، هناك مضربون عن الطعام محاصرون..
هناك عمال مضربون، عمال امانور..
هناك عمال مطرودون، العمال الزراعيون..
لسنا خارج التاريخ، لسنا خارج الحاضر..
نحن الحاضر والتاريخ في ماضيه ومستقبله..
نحن المبدئية والإيجابية..
نتحمل المسؤولية اليوم وغدا..
أن نتذكر أمنا السعدية الدريدي اليوم، اليوم حيث الحديث عن كورونا وليس غير كورونا، يعني أننا الماضي والحاضر والمستقبل..
يعني أننا مناضلون حاضرون..
ويعني أننا شعب مكافح ووفي..
ذاكرتنا أقوى من أمواج وفخاخ بحر النسيان..
ذاكرتنا تعصى على تطويع النظام وخدام النظام..
أن نتذكر أمنا السعدية بن رزوق اليوم، يعني أننا الى جانب كافة الأمهات والعائلات، والى جانب كل الشهداء والمعتقلين السياسيين ومنهم المضربين عن الطعام، والى جانب العمال المضربين والمطرودين، والى جانب كافة المضطهدين والمقهورين، والى جانب ضحايا النظام باسم وباء "كورونا"..
إن السعدية الدريدي (السعدية بن رزوق) أم كافة المعتقلين السياسيين، مجموعة مراكش (1984) والسجن المركزي بالقنيطرة ولعلو بالرباط وعين برجة وغبيلة بالدار البيضاء... لقد ناضلت من أجلنا جميعا. وتذكر أمهاتنا تضحياتها وجرأتها ووقوفها الى جانب كافة المعتقلين السياسيين. وأذكر بدوري احتضانها لنا قبل الاعتقال.. فبيتها كان بيتنا وفراشها فراشنا.. ولا أخفي كم تلذذت طبخها الشهي...
طبعا، لم تكن وحيدة؛ لقد كان الى جانبها كل أمهاتنا، وفي مقدمتهم أمنا الباتول، أم الشهيد مصطفى بلهواري.. لقد قاومن جميعا إجرام النظام وامتداداته المختلفة وبؤس القيادات النقابية والجمعوية..
أن نتذكر، وللتاريخ، يعني أننا صامدون..
أن نتذكر، يعني أننا حاضرون..
أن نتذكر، يعني أننا نقاوم..
فمهما تلاطمت أمواج بحر النسيان، فلن ننسى..
ذاكرتنا عصية على النسيان، اليوم وغدا...
المجد والخلود لأمنا السعدية وأمنا الباتول وكافة أمهاتنا..
الخزي والعار للجلادين والانتهازيين والمتخاذلين..



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق