تطل علينا العريضة تلو الأخرى من أجل المؤازرة والتضامن.
وبغض النظر عن المعنيين بالمؤازرة والتضامن، على مستوى الاستحقاق النضالي، يمكن ملاحظة ثلاث خلفيات سياسية خطيرة. علما أن أصحاب هذه العرائض جهات وأطراف سياسية تقتات في جل الحالات على المعاناة والمأساة وتصطاد الملفات "الباردة" وتبتعد عن القضايا "الساخنة". وندعو من يشكك في الأمر الى بذل قليل من الجهد لتحديد المواقع الطبقية للأبطال الورقية، وليس ذلك فقط، بل ليتفحص صفحات سجلاتها (شققها/فيلاتها ومدارس أبنائها وأرصدتها وأجورها...).
- الخلفية الأولى: تضمين العرائض مواقف سياسية "تحرج" الكثير من المناضلين. فرغم مبدئية التضامن والمؤازرة مع ضحايا القمع السياسي، وخاصة المعتقلين السياسيين، لا يمكن تبني مواقف سياسية تتناقض مع مواقف الموقع على العريضة.
- الخلفية الثانية: عزل المناضلين المبدئيين بدعوى عدم تضامنهم. حيث يتم وضعهم بين السيء والأسوأ، فإما تبني مواقف سياسية لا تعنيهم أو عدم المؤازرة والتضامن كموقف مشين.
- الخلفية الثالثة: تجاهل العديد من المناضلين، وخاصة المعتقلين السياسيين؛ والصمت تجاه قضايا عمالية حارقة، مثال معركة عمال امانور بطنجة وتطوان والرباط؛ والدعوة بالمقابل الى توقيع عرائض على علاتها لحالات مستجدة بغض النظر عن أهميتها وأحقيتها. فكيف يمكن تفسير التوقيع على هذه العرائض البئيسة في ظل وضع سياسي مُتجاهل من طرف الجهات والأطراف السياسية صاحبة عرائض الابتزاز...
إن عرائض الابتزاز لا تختلف عن "نضال" الواجهة، أي "نضال" العناقات وأخذ الصور وتقديم التصريحات الصحافية أمام البرلمان بالرباط لفائدة المنابر المشبوهة وغيرها.
إننا نرفض عرائض الابتزاز. أما مواقفنا النضالية المبدئية فثابتة اليوم وغدا...
إننا نرفض "نضال" الواجهة. ونحمل مسؤولية النكوص الراهن للمطبعين مع الواقع الموبوء باسم النضال، وهو ليس بنضال. لا نتهرب من المسؤولية، وليس ذلك من شيم المناضلين، لكننا ندعو الرفاق وكافة المناضلين الى تجاوز سقف القوى الإصلاحية التقليدية والحديثة.. ونُذكّر بالأفق الرجعي لهذه القوى المتخاذلة بكل تلاوينها...
شارك هذا الموضوع على: ↓