2020/08/12

غشت شهر الشهداء

على أبواب الذكرى السادسة لاستشهاد رفيقنا مصطفى مزياني وذكريات
شهداء شعبنا الذين غيبوا في شهر غشت، بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري وعبد الحق شبادة وخلادة الغازي، نحاصر بأسئلة حارقة، ومن بينها أين بلغنا في السير على خطى الشهداء؟ 
 إن سقوط الشهيد مصطفى مزياني في 13 غشت 2014 دفاعا عن حقه المقدس في التعليم دون قيد أو شرط ومن أجل حقنا جميعا وحق أبناء الشعب المغربي عموما في تعليم عمومي شعبي ديمقراطي علمي قد أكد استمرار المعركة الطبقية التي لازالت متواصلة في الزمان والمكان ضد مشاريع النظام الهمجية التي طالت كل مناحي الحياة لأبناء الجماهير الشعبية، فمن مخطط طبقي مدمر الى آخر، تعددت المسميات والهدف واحد...
 تأتي الذكرى السادسة لاستشهاد الرفيق مصطفى في وضع استثنائي يتميز باشتداد القبضة القمعية للنظام القائم باسم كورونا-فيروس وملحقاتها، فتحولت شوارع مدننا الى ثكنات عسكرية. فلا لا يخلو أي زقاق من الأجهزة القمعية مهما كان لونها، أنزلت لتحصي أنفاس الجماهير الشعبية الممنوعة من كل شيء وأي شيء. جاء الدور على الاوكسجين وأصبحنا ممنوعين من الهواء... ممنوعين من الحدائق... ممنوعين من البحر... ممنوعين من الترفيه... ممنوعين من الكلام... ممنوعين من الاحتجاج...
وصدق علينا قول الشاعر: "يا قوم لا تتكلموا  
   إن الكلام محرم
 ناموا ولا تستيقظوا 
فما فاز إلا النوم". 
أقفلت الشوارع بكتل اسمنتية، تقف خلفها "حراس غلاظ شداد يفعلون ما يؤمرون". وحوصر أبناء شعبنا من الكادحين بلا قوت في بيوتهم / أكواخهم ...
إن إعلان الطوارئ في الجوهر حالة استثناء. وإنزال الجيش الى الشوارع يعيد الى الأذهان انتفاضة 14 دجنبر 1990 بفاس والمجازر المرتكبة آنذاك التي تحولت الشوارع الى مجازر. فما اشبه اليوم بالأمس. آنذاك قمع مباشر مع إعلان حظر التجوال واليوم تكميم الأفواه وطبخ القوانين في سرعة البرق لتلائم الخطوات الميدانية المتسارعة التي دخلت مراحلها النهائية بالحصار التام للمدن طنجة فاس مكناس والبقية تأتي.
إن النظام القائم وفي ظل الأزمة الراهنة يسارع الخطى لاستكمال هيمنته الطبقية، مراهنا في ذلك على الوضع العام دوليا وإقليميا. فلا صوت يعلو فوق صوت كورونا، المتنفس لأزمة الامبريالية العالمية وانعكاساتها محليا.
إن تواطؤ المقاولات السياسية من أحزاب وقيادات نقابية شكل عاملا داعما ومسرعا للمخططات الطبقية للنظام في إطار تصفية كل أشكال المقاومة التي كرستها الجماهير الشعبية في سيرورة نضالاتها وفي مقدمتها الطبقة العاملة في صمودها البطولي في العديد من المعارك، إذ تعتبر معركة امانور والتي تجاوزت السبعة أشهر بإضرابها المفتوح والاعتصام من داخل مقراتها طنجة تطوان الرباط. إذ تواصل إدارة الشركة وهي للتأكيد أحد فروع فيوليا المغرب والتي تضم امانديس طنجة تطوان وريضال بالرباط، التعامل بالآذان الصماء مع المعركة وفي تواطؤ مكشوف مع السلطات المحلية والقيادة البيروقراطية التي تعتبر نجاح هذا "النموذج" خطرا يهددها. بناء على الغليان الذي تعيشه المدينة العمالية فقد توالت التسريحات الجماعية وطرد العديد من المكاتب النقابية الحديثة العهد في المناطق الحرة كAPTIV   أو دلفي سابقا وكذلك SNB فولسفكن سابقا او حتى المكاتب القديمة العهد كما هو الحال لفندق المنزه وApm terminal ...
إن الشهداء الذين خضبوا شهرغشت، وكل الشهداء، قد رسموا لنا الطريق وعبدوه بدمائهم. فلنكمل المشوار.. صحيح الطريق مظلم وحالك.. فإن لم نحترق، أنا وأنت، فمن سينير الطريق؟




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق