لا يصلح العطار ما أفسده الدهر، لأن المساحيق لا تخفي التجاعيد، بالرغم من تزيينها ، فقليل من الوقت كاف لإظهار الحقيقة ساطعة مرتفعة على البهتان و الكذب .
مثلما أشعة الشمس لا تحجب بالغربال، كذلك هي الحقيقة لا يمكن سترها ،أو طمسها ، فكونها مستمدة ،و مستندة، و مدعمة من قوة الواقع ، و دلائله التي تقدمها الأحداث و الوقائع ، و المعطيات التي يستحيل تفنيدها أو دحضها، مهما كانت الوسائل، و الأساليب المستعملة من طرف ممثلي النظام القائم محليا .
فمهما بلغ استعداد، و استنفار ،كل الأجهزة القمعية السرية و العلنية ،المسخرة من طرفه ، و بلطجيته من حياحا ،و عملاء ، و برݣاݣا ، و كل من يجنده لتنفيد المهام و الأدوار القذرة الوسخة ، للإيقاع بالمناضلين، و عزلهم عن المتضررين ،من الساكنة التي انهارت منازلها، و لإبعاد الجمعية المغربية لحقوق الانسان كذلك ، حتى يضمن عدم الانفجار ، فالوضع يمكن أن تشعله معركة السكن ، و لكي يمنح الفرصة لكل من يروج لحلوله الفاسدة و المغشوشة .
و مهما علا شأن هده الأجهزة القمعية الزائفة و طغيانها و تجبرها و سلطتها ،على المظلومين، و المقهورين ، و المحرومين ، المشردين قسرا ، أولئك البسطاء ، الفقراء الذين يراد تهجيرهم في الظلام ، بعد أن انهار المنزل الذي كان يأويهم في حي الأمل / الملاح / بالمدينة القديمة صبيحة يوم 17/05/2021، و هو الإنهيار الذي تسبب في إصابة طفل بجروح ، في ذلك اليوم ، ليتسبب كذلك للمرة الثانية - نظرا لسياسة الإستهتار و الإهمال و اللامبالاة المنتهجة، في العلاقة مع الحق المقدس في الحياة من طرف ممثلي النظام القائم و مع مطالب الساكنة -في هذا اليوم أي 31/05/2021 في إصابة أحد المسنين بجروح و كسور في رجليه بعد سقوط جانب آخر من نفس المنزل و كل هذا نتيجة عدم التعاطي الجدي و المسؤول المتعمد و المعتمد كوسيلة للضغط .
و مهما بلغ حجم التآمر ، و حبك الدسائس ، و نسج خيوط الجرائم و التهم في الخفاء و التهديد بتلفيقها لأصحاب الحق ، من الجماهير الشعبية بشكل عام في الأحياء القديمة و الأحياء المهمشة، تنفيذا لأوامر الموظفين المعينين على رأس مؤسسات النظام السياسية . فإن الدليل و البرهان القاطع على فشل هذا الرهان القمعي و الأسلوب البلطجي و حتى في وجود التحريض العلني المفضوح ، و الدعم و الحماية التي و وفرتها أجهزة النظام القمعية ، التي كانت حاضرة هدا اليوم ، أثناء نقاش نظمه مناضلوا الجمعية المغربية لحقوق الانسان في عين المكان لبلطجيته ، للهجوم على مناضلي الجمعية ،و لم تستطع افشال النقاش، نظرا لالتفاف كل المتضررين ، و تصديهم لهذا التشويش ، و احباطهم لهذه الخطة ، و تحميلهم المسؤولية في كل ما يقع لهم لممثلي النظام القائم ، و استعدادهم الإستمرار في شكلهم النضالي ،و أن كل الأساليب القذرة لم توقفهم أو تمنعهم من التحدي و الصمود ، أمام كل هذه المناورات و أمام كل أساليب الترغيب و الإغراء من جهة و أساليب القمع و الترهيب، و محاولة تلفيق التهم، و طبخ الملفات ، و المحاكمات.
أخيرا إن سياسة الإستباق المبنية أولا على الخوف من تجدد معركة السكن التي ينكشف مع تفجرها كل التلاعب ، و الفساد ، و النهب، و الإغتناء غير المشروع ، عبر المتاجرة أولا في آلام الجماهير الفقيرة المشردة ، و عبر الإتجار في ما حققته من خلال تضحياتها ، في المعركة ، البطولية حول السكن ، التي انطلقت يوم 26/04/2010 ، من مكاسب أهمها و محورها تمتيع ساكنة حي الأمل و باقي أحياء المدينة بالبقع مع المساعدة في البناء و ذلك في كل من تجزئة مولاي اسماعيل و تجزئة العالية ، هذا الواقع الذي يراد ٱخفائه و، ستره و طمسه ، لن يمنع أصحاب الحق و كافة الجماهير الشعبية ، المحصية و المقصية في نفس الوقت ، و كل المناضلين من محاكمتكم على مسؤوليتكم في الوضع المأساوي و المزري الدي تعيشه فئات الشعب الكادح ، المهددة بالموت ، و على فسادكم منذ أن حولتم برنامج الدعم المالي و برنامج الترميم و التدعيم ،و الإصلاح، إلى كنز و ثروة ، نهبتموها و سرقتموها ،و جعلتم من البقع غنيمة افترستموها بالبيع و الشراء و التفويت.
أن أي ممارسة قمعية لوقف الجماهير الشعبية المشردة التي تطالب ، باسترداد حقها في السكن التي انتزعته بنضالها هو جريمة تضاف إلى سجلكم الإجرامي ، كعصابة متغولة للنهب و الفساد ، زادها فضحا ، الوضع الكارتي للمستشفى الٱقليمي محمد الخامس بعد انهيار أسقفه .
فكيف للمناورة و لكل أساليب القمع و الإحتواء أن تمنع الجماهير من الدفاع عن حقها أمام ما كشفته من فساد ، مغطى بالكدب و التضليل لأجل تنيها عن طريق النضال لإنتزاع حقها في الحياة، و السكن ، و الصحة ، و التعليم ، و الشغل .