22‏/12‏/2021

حسن أحراث // شعارات ضعيفة في محطة قوية.. هل نُناهض التطبيع حقا؟


غدا الأربعاء 22 دجنبر 2021، ستعرف عدة مُدن مغربية وقفات إدانة للتطبيع
مع الكيان الصهيوني. وطبيعي أن يحضر المناضلون في هذه المحطة ليُعبروا عن موقفهم الثابت من القضية الفلسطينية كقضية وطنية، وفي نفس الوقت إدانة إجرام الكيان الصهيوني والتطبيع معه على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية. والحديث عن التطبيع لا يمكن أن ينسينا مسؤولية النظام القائم وعلاقاته السرية والعلنية بالصهيونية والامبريالية وبرموزهما، بالأمس واليوم. وبالتالي فإن مناهضة التطبيع وبشكل فضفاض تبقى بلا معنى في حالة عدم إدانة المُطبع بشكل رسمي ومفضوح، أي النظام والى جانبه عدة أنظمة رجعية أخرى.

بدون شك، ستُنظم وقفات وستمُر مر الكرام، وستُقمع وقفات أخرى أو تُمنع. وهذه "المزاجية" القمعية المألوفة مقصودة من طرف النظام لخلط الأوراق وضبطها في نفس الآن. إنها أساليب ترهيب وترغيب (العصا والجزرة). 

عموما، يمكن توقع كل الاحتمالات من طرف نظام رجعي لا يخدم القضية الفلسطينية. لكن ما هو المتوقع من طرف من يخدم أو يدعي خدمة القضية الفلسطينية؟

إن تنظيم الوقفات والمسيرات مطلوب نضاليا رغم أنه صار عاديا لسنوات عديدة. لكن ما قد يميز أشكال اليوم عن أشكال الأمس هو الشعارات المرفوعة ومدى إبداعها لمعاني ودلالات ترقى بالفعل النضالي الى وضع إجابات عن الأسئلة الحارقة الراهنة، وطبعا مستوى التعبئة الشعبية ونسبة الحضور والمشاركة...

وبالعودة الى الشعارات المقترحة كمُؤشر سلبي يكرس النكوص والمهادنة، تتضح درجة "البرودة" (أقل ما توصف به) في مناهضة التطبيع. 

أولا، إنها شعارات لا تنفذ الى صلب الحقيقة، أي الإدانة الواضحة للنظام المعني هنا بالتطبيع والقوى السياسية المتواطئة، ومنها المحسوبة تعسفا على اليسار، ونقصد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية عضوي الحكومة المُنفذة لقرار التطبيع المشؤوم؛

ثانيا، إنها شعارات "تُسقف" (تضع سقفا) للاحتجاج والتنديد. ومعلوم أن من يرفع شعارات جذرية تتجاوز التسقيف المتعسف المطروح يتعرض للتضييق والخنق والاعتداء من طرف المُنظمين قبل أن يتم ذلك من طرف القوى القمعية، وهي ممارسات ليست غريبة عن "المسرح" السياسي والنقابي المغربي؛

ثالثا، إنها شعارات (بعضها) تغازل القوى الظلامية، بل تدعوها الى الحضور، والأخطر أنها تُبيض سجلها الإجرامي وتُنظف أيديها من دم شهداء شعبنا (عمر بنجلون ومحمد بنعيسى أيت الجيد والمعطي بوملي) في مناسبة عزيزة على قلب الشهداء. ومن بين هذه الشعارات المكشوفة ندرج شعار "لا إله إلا الله++ والشهيد حبيب الله".

وأكرر السؤال: هل نناهض التطبيع حقا؟

وأضيف سؤالا آخرا: هل استوعبنا بالفعل النداء الفلسطيني الحكيم "أكبر خدمة للقضية الفلسطينية هي خدمة قضية شعبكم"؟

كل التضامن مع الشعب الفلسطيني المكافح..

كل الإدانة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم..

كل الإدانة للنظام والقوى المُتواطئة والمُدعمة للتطبيع سرا أو علنا.. 

الخزي والعار للرجعية والصهيونية والامبريالية...


إضافة :






شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق