2022/04/25

حسن أحراث// في ذكرى استشهاد المناضل محمد كرينة .... أي حصيلة؟


لن أوفي الشعب المغربي ومناضليه حقهم من خلال حديثي عن حصيلة 43 سنة
بعد استشهاد المناضل الشاب محمد كرينة، سأذكر فقط كعناوين بارزة العديد من الانتفاضات الشعبية والعديد من المعارك العمالية البطولية واستشهاد واختطاف واعتقال وتشريد العديد من المناضلين..

لكن، لماذا بعد كل هذه التضحيات، لا تزداد أحوال شعبنا إلا ترديا وتقهقرا؟

طرحت أسئلة عديدة، وقُدمت أجوبة عديدة، لكننا لم نتقدم وما يناسب حجم وقوة السخاء النضالي لأبناء شعبنا. بدون شك، هناك متغيرات كبرى إقليميا ودوليا، وهناك "جنون" امبريالي وصهيوني ورجعي مُدمر يستهدف الشعوب المضطهدة، لكن ليس لدرجة الخنوع والخضوع الراهنين.. 

استشهد المناضل محمد كرينة في 24 أبريل 1979، ونضالات شعبنا في توسع ملحوظ. استشهد مناضلا من أجل قضية شعبه ومن أجل قضية الشعب الفلسطيني، إنه شهيد قضيتين عادلتين.. 

استشهد في ظل دينامية نضالية متصاعدة، تميزت بإضرابات مشهودة في قطاعي التعليم والصحة (10 و11 أبريل)، وتُوجت بالانتفاضة الشعبية المجيدة في 20 يونيو 1981.

لقد كان حتى ذلك الحين دور جلي للأحزاب والتنظيمات السياسية الديمقراطية والتقدمية وكذلك النقابية (الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بالخصوص، مرحلة التأسيس) والثقافية (اتحاد كتاب المغرب والجمعيات بالخصوص)؛ سواء تعلق الأمر بالأحزاب الإصلاحية (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية) أو الحركة الماركسية اللينينية المغربية التي كان إشعاعها وتأثيرها مستمرين، خاصة والحضور القوي للمعتقلين السياسيين المنحدرين منها (السجن المركزي).

عموما، كانت وظيفة الحزب السياسي وأداؤه ملموسان بالساحة السياسية؛ وذلك عكس القوى الرجعية التي كان حضورها باهتا رغم اكتساحها للعبة الديمقراطية بدعم النظام وحمايته لها.

اليوم، حتى تلك القوى السياسية التي كانت محسوبة على الخندق الإصلاحي بات حضورها باهتا كقوى ملتحقة بالخندق الرجعي؛ وحتى القوى السياسية "الجديدة" خبا "نورها"، عن طريق الاضمحلال (منظمة العمل الديمقراطي الشعبي) أو التواطؤ مع النظام. فلم نعد نر الحزب السياسي الآن إلا بمناسبة الانتخابات التشريعية والجماعية أو إبان توزيع حصص الدعم المالي (الفتات). فكل الأحزاب السياسية وكذلك النقابات تختبئ في جبة الاجتماعي أو الحقوقي، عدا الأحزاب الرجعية المختبئة داخل أسوار البرلمان. وهو ما عشناه عشية الذكرى 43 لاستشهاد المناضل محمد كرينة، من خلال وقفات الجبهة الاجتماعية المغربية اليوم، 23 أبريل 2022؛ الجبهة التي تتكدس في "أروقتها" أكياس من الأحزاب والنقابات والجمعيات...

لقد نُظمت وقفات مُنددة بارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات الاجتماعية، وغاب عنها العديد من مكونات الجبهة، ومنها القوى الظلامية التي استعرضت عضلاتها بمناسبة وقفة فلسطين بالرباط؛ كما غاب عنها "طيف" الشهداء، وخاصة طيفك، حيث تزامن ذكرى استشهادك وهذه الوقفات..!!

مر على استشهادك أيها البطل 43 سنة، وكانت كافية لقتل الوظيفة السياسية للحزب. 43 سنة شلت التفكير النقدي وكسرت سواعد بناء الأحزاب المكافحة، إصلاحية أو ثورية. 43 سنة أجهز النظام القائم أثناءها على كافة آليات المقاومة وعلى محاولات بناء الذات المناضلة الحاملة لمشعل الطبقة العاملة...

إن الحصيلة أيها الشهيد الشاهد هي موت الأحزاب...

وآن أوان دفن "جثتها" المُتحللة/المٌتفسخة، وبالتالي الانصهار في خندق الجماهير الشعبية وفي طليعتها الطبقة العاملة من أجل بناء الحزب الثوري و"تحت نيران العدو"... 

المجد والخلود أيها الشهيد، شهيد قضيتين..

المجد والخلود لكافة شهداء شعبنا..




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق