2022/12/04

حسن أحراث// الغباء السياسي أم التواطؤ..؟

كان الفلاسفة فيما مضى وجُل المشتغلين في حقول العلوم الإنسانية يفسرون
الواقع، ومنهم من عمل من أجل تغييره؛ ونفس الشيء بالنسبة للمناضلين في شتى مجالات الفعل النضالي. والملاحظ هو الاجتهاد والسعي إلى خلق التراكم النظري والعملي الذي من شأنه إيجاد حلول فعلية للمعضلات القائمة، بكل ما تطلبه الأمر من تضحيات وسخاء. ويعتبر الشهداء رموزا على رأس قائمة المُضحّين من أجل التغيير وإسعاد الشعوب المضطهدة..

أما اليوم، فنلاحظ بمرارة، الاجتهاد والسعي إلى تبرير ما هو قائم وتكريسه من خلال "قولبته" وتقديمه في صورة "أحسن الممكن". ولا يمكن أن تُخطئ العين أشكال الترف والضبابية وخلط الأوراق، بالنسبة للفكر والممارسة. وقد أوجعتنا أساليب التنسيق مع القوى القمعية لتمر بعض المحطات (مسيرات، وقفات...) وفق ما يراد لها بعيدا عن أي هم نضالي أو أفق كفاحي. وليس غريبا أن "يختفي" المثقف وأن يحاصر المناضل وأن تتاح فرص الظهور الإعلامي والحضور الميداني للبهلوانات والدمى خدمة للهيمنة الرجعية والصهيونية والامبريالية. لا ننفي إصرار المناضلين على التأثير في مجرى الصراع الطبقي الى جانب الكادحين، وخاصة الطبقة العاملة؛ لكن موازين القوى ما فتئت تتأرجح لفائدة النظام القائم وحلفائه الطبقيين. وهو ما يُرسّخ في أذهان الفاعلين السياسيين والنقابيين والجمعويين المنحدرين من صفوف البورجوازية الصغيرة صورة "أحسن الممكن"، أو الأصح هو ما يعمل "الفاعلون" أو "المؤثرون" على ترسيخه في أذهان أوسع الجماهير الشعبية، أي احترام السقف المرسوم والخطوط الحمراء المُسطّرة..

الخلاصة المفضوحة، إننا أمام تواطؤ مكشوف وليس غباء سياسيا..

قد نقول، إنه غباء سياسي "ذكي"..!!




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق