2024/01/19

حسن العبودي// في خضم معركة الشغيلة التعليمية.. نقض "النقد"..

 


لا يمكننا أن نكون مناضلين إذا لم نفعل ما هو صحيح.

بعد مرور أكثر من ثلاثة شهور، على إصدار مقال موقع باسم حسن العبودي، وتحديدا يوم 29 شتنبر 2023  بعنوان "الشارع هو الجواب لإسقاط " النظام الأساسي" لموظفي التربية الوطنية"، خرج علينا السيد موحى وكزيز يوم 13 يناير 2024 بمقال تحت عنوان "سجالات السياسي والنضال الجماهيري بالمغرب.. الى اين؟" حاول من خلاله لعب دور البطولة في النقاش السياسي الذي كانت انطلاقته مباشرة بعد مصادقة المجلس الحكومي على "النظام الاساسي". فلم أجد بدا من الإجابة على هذا النقد وبذكر اسم هذا الناقد العملاق السيد موحى وكزيز لأدافع عن نفسي وعن موقفي ورأيي وفهمي في الصراع الجاري.


في البداية أذكر أن الكتابة أمانة أمام التاريخ وأمام الشعب، والأمانة حالة شخصية يعكسها الإنسان على جميع مستويات الحياة بما في ذلك حقل الكتابة. ومن لا أمانة له لا صدق له. فالإنسان يمكنه ان يكون أمينا بحيث يكتب بأمانة وصدق دون تلاعب لا بأقواله ولا بأقوال غيره لجعل ما يكتب مقبولا ومفيدا له ولشعبه. وخيانة الأمانة في الكتابة هي حالة إرادية، الهدف منها في الغالب التشويه أو التحامل أو خدمة أغراض خسيسة، ودوما لها آثار سلبية على المجتمع وعلى الأفراد وعلى التربية. والكتابة بدون أمانة ليست من شيم الثوار، ولا العلماء، ولا الكتاب الجادين، فهي أسلوب انتهازي تعتمده البرجوازية والبرجوازي الصغير من أجل خداع الشعوب ولضمان مصالحهما الانانية.
 وأمام هذه المسؤولية العظيمة، أي مسؤولية الامانة في الكتابة، لا يقبل الاعتماد على مخزون الذاكرة أو على الكلام الشفوي الذي تتناقله الأفواه لانتقاد أعمال مدونة. بل نكون ملزمين بالعودة إلى الوثائق المطلوبة، ودون ذلك فإننا نضع أنفسنا في مواجهة لفكرة نصنعها بأنفسنا ولشخصيات نسند لها دور قائل الفكرة، أو الأفكار، أو الرأي، المراد انتقادها ويصبح النقد شبيه بمسرحية رديئة مبتورة الاجزاء..


وكملاحظة أستخلصها بعد كل قراءة لأعمال النقاد، هي كون الناقد في انتقاده غالبا ما يكشف عن نفسه قبل أن يكشف الكاتب موضوع النقد. وهذا ناتج عن كون الناقد كيفما كانت شخصيته لا يمكنه التخلص من تكوينه الثقافي، والفكري، والعلمي، ونزعاته الذاتية، وكذا من تربيته، وبنيته النفسية، في لحظة الكتابة. لأن مهما كانت قدراته في التخفي، وفي الذكاء، لن يستطيع حجب انكشاف هذه الحقيقة للقراء. 


وانطلاقا من فهمي للسجال والنقاش السياسي والفكري وما يرافقهما من نقد بغاية تبيان الصواب من الخطأ أو لتعميق وتطوير المستوى المعرفي والفكري وحتى السياسي، لكل من يشارك في عملية النقاش، كتابا وقراءً، من أجل التقدم في البحث عن الحقيقة وتوضيح كنه الاختلاف وجذوره، أجد نفسي للأسف في مواجهة للسيد موحى وكزيز، المرشد العارف بالأصول الثورية حين يتحدث عن السياسة في المغرب. والذي كان هدفه من نقد السيد حسن العبودي، وأنصار "مدونة مغرب النضال والصمود من اجل بديل جذري" دون ذكرهم بالأسماء، هو الاستصغار بحسن العبودي وبأنصار "مدونة مغرب النضال والصمود من أجل بديل جذري" واعتبارهم لا شيء، وتبخيس دورهم النضالي في ميدان المعارك، في حين هم الذين وقفوا في معركة عمال أمانور حتى انتصارها، وكان لهم السبق في اقتراح الشارع كميدان لخوض معركة اسقاط "النظام الاساسي" وفي الدعوة لاستمرار المعركة بعد خيانة قيادة fne للمعركة والتحاقها بالموقعين على توصيات صندوق النقد الدولي، والمسجلين للمواقف الثورية في اللحظات الصعبة حين عاد الجميع للخلف، ووقفوا بشهامة في معركة الشغيلة التعليمية ولم يتخلفوا في الاقتراح وسط الجموعات العامة عبر آلية الواتساب، والتضحية الميدانية، وفي فضح كل الأطراف الانتهازية والبيروقراطية.

إن نقد الفكر حق مقدس. ومن حق أي إنسان أن ينتقد أي فكرة مهما كان قائلها. لكن، لكي يكون النقد سليما يفترض على الناقد أن يلتزم بقواعد النقد، وأول قاعدة من قواعد النقد في نظري، وكما أراها صحيحة، هي التزام الناقد بتقديم الفكرة المراد نقدها كما هي، بما يعني اقتباس الفكرة كما هي واردة في النص المعني بالنقد مع الإشارة لمصدرها الأصلي، وهذه العملية هي حق من حقوق القارئ تمكنه من معرفة الفكرة المراد نقدها وتسمح له بالعودة إلى نصها للاطلاع والتأكد منها، وهذه الطريقة هي الطريقة السليمة للحيلولة دون تحريف الفكرة المراد نقدها، أما صياغة الفكرة من طرف الناقد بطريقته الخاصة، أو بالاعتماد على المصادر الشفوية، والمحادثات بين الاشخاص، ففي هذه الحالة يكون النقد موجه لفكرة الناقد نفسه كما صاغها، أو فكرة محدثيه، وليس لفكرة الكاتب المراد نقدها، وهذه القاعدة قاعدة أساسية من أجل سلك الطريق السليم في عملية النقد. وثانيا أن يلتزم الناقد بنقاش الفكرة موضوع النقد وتبيان مدا خطئها. وبنظري إن الالتزام بهذه القواعد سنسلك آنئذ الطريق الصحيح للنقاش العلمي الهادف. وهناك جانب آخر مطالب الالتزام به من طرف الناقد أمام القراء في عملية النقد لموضوع ما، هو تبيان صحة أو خطأ أو نقص موضوع النقد.


كما أن تبيان صحة أو خطأ رأي من الآراء لا يحدد حسب قائله هل هو "(تيار، فصيل، منظمة، حزب الخ)" (التعبير بين مزدوجتين للسيد موحى وكزيز)، فالفكرة الصحيحة، أو النظرية الصحيحة، تبقى صحيحة ولو يكن قائلها طفلا، لأن مقياس ما يكتبه الكتاب، أو الصحافة بمختلف تلاوينها وأشكالها، وحتى التنظيمات السياسية أو النقابية، هو مقياس صحة أو خطأ الآراء التي يكتبونها، وتعبيرها عن حاجات المجتمع في لحظة كتابتها أو من عدمها. إن صحة الرأي أو خطئه لا علاقة له بالجهة الكاتبة، ولا بتنظيم الكاتب، ولا مكانته الاجتماعية، ولا حتى بمكان تواجده بمعنى لا قيمة لإضافة "(تيار، فصيل، منظمة، حزب الخ)". أي أن نقد الرأي ليس هو البحث عن مصدر القول او الكتابة. فمثلا حين يأتي عالم بنظرية أو برأي، فالعلماء، أو النقاد، لا يتناولون النظرية أو الرأي من زاوية البحث عن قائله لتبيان صحته من خطئه، مثلما تصرف الأطباء في البداية مع اكتشاف العالم الفيزيائي/ الكيميائي الفرنسي لويس باستور للباكتيريا لكونه ليس طبيبا، إن نقاش رأي من الآراء من زاوية البحث عن قائله لدحضه لا تعد طريقة صحيحة في الحكم على رأي من الآراء، أو نظرية من النظريات، وهنا أعطي مثالا في تناول انجلز لنظرية داروين، فعالم الديالكتيك حكم على نظرية داروين من زاوية علميتها وليس من زاوية قائلها رغم أن قائلها هو رجل دين، أي داروين، لكن هذا لم يكن له أي مكان في التأثير على رأي أنجلز وكذا رفيقه ماركس على نظرية التطور. لهذا أقول، إذا كانت الطريقة خاطئة في تناول فكرة ما للحكم عليها، فموضوعيا النتائج لا يمكن الوثوق فيها. وهذه الحالة تنطبق على نقد السيد موحى وكزيز لرأي السيد حسن العبودي بعد أن صنع له رأي "شعار الشارع"، وأخذ في تبخيس الرأي لكونه غير صادر عن "(تيار، فصيل، منظمة، حزب الخ)"..  


لقد فتح السيد موحى وكزيز نقاشه بدباجة على الطريقة الصحفية قبل دخوله لموضوع النقد عبر طرحه للسؤال التالي: "وهنا السؤال الذي يعيد طرح نفسه في كل محطة نضالية جماهيرية، انتفاضة كانت أو إضراب أو مسيرات أو احتجاجات: ما مصير العمل الجماهيري بدون وقاية وحصانة سياسية منظمة قوية وذات جدور شعبية متشعبة؟" 


بداية، لننظر في السؤال وما يعكسه من فهم. وقبل الدخول لتفكيكه بدوري أتساءل: ما المعنى الحقيقي للتنظيم بالفهم البروليتاري؟ وهل الماركسي يعتبر التنظيم وقاية وحصانة سياسية منظمة للجماهير؟ بالنسبة لي، وانطلاقا مما تعلمته من مبادئ الماركسية اللينينية، فالتنظيم اللينيني هو جزء الطبقة العاملة الواعي والطليعي، والمناضل في صفوفها، ودون الطبقة العاملة يصير التنظيم اللينيني لا شيء، بمعنى حياة التنظيم اللينيني غير ممكنة بدون الطبقة العاملة. فهو اشبه بكائن بحري حياته منعدمة دون بحر. ولكي يقوم التنظيم اللينيني بمهمته الطبقية ينبغي أن تكون طبقته وحلفاؤها هي جيشه وحاضنته. بمعنى ان الطبقة هي "حصانته" و"وقايته" وليس العكس، لان التنظيم بمفرده دون الجماهير، أي دون طبقته وحلفائها عاجز عن تحقيق أي شيء. فدوره هو قيادة الطبقة أو التحالف الطبقي وليس دوره واق وحصن للجماهير بمعنى لا يمكن ان يكون هو الحصانة للطبقة ولا أن يكون واق لها، بل إنه لن يحصن حتى نفسه دون الجماهير التي يدعي الدفاع عن مطالبها وطموحاتها. لهذا تعتبر الماركسية اللينينية ان الطبقة العاملة هي المناضل الحقيقي، وهي الجيش الحقيقي، والقوة الحقيقية للتنظيم البروليتاري. وعليه فإن الطبقة هي حصانة التنظيم وحاضنته وليس العكس. أما التنظيم فهو أداة الطبقة للدفاع عن مشروعها المجتمعي كما الدفاع عن حقوقها في ظل النظام القائم، أو من أجل تحقيق ثورتها وبناء مشروعها البديل، من خلال عملية تأطيرها وقيادتها وتوجيهها وصياغة شعاراتها التكتيكية المرحلية والإستراتيجية وليس بواق أو بحصن للجماهير، وإن أي تنظيم كيف ما كان حجمه لا يهتم بهذه المهمة في كل مراحل الصراع الطبقي لا يمكن اعتباره تنظيم معني بمشروع الطبقة العاملة مهما ادعى أصحابه. إن التنظيم، وحتى المناضل، الذي يدعي النضال وسط الجماهير ولا يقدم رأيه ومواقفه في كل تطورات الصراع الطبقي ويعمل على تجسيدها حسب امكانياته فهو مجرد نكرة لا غير مهما كانت ادعاءاته. وهذه الحالة تنطبق على المجموعة التي بنت بينها وبين الأغلبية أسوارا كثيرة بابتعادها عن طرح الحلول الجذرية لمشاكلها وبمراوحتها في دائرة لازمة غياب الأداة الثورية، ويوما فيوما تبتعد عن دائرة التأثير وعن التحول لقوة قادرة على التأسيس لوجودها وسط الجماهير.


 والسؤال الآخر هو ماذا يمكن فهمه من خلال سؤال السيد موحى وكزيز: "ما مصير العمل الجماهيري بدون وقاية وحصانة سياسية منظمة قوية وذات جدور شعبية متشعبة؟" هل هذا السؤال يوحي أن الجماهير هي وقاية وحصانة للتنظيم أم العكس؟ من خلال صياغة السؤال، ومهما كانت اختلافات اللغويين والنحويين فلن يصل بهم الأمر لاعتبار صياغة السيد موحى وكزيز تعني من خلال سؤاله بأن الجماهير هي وقاية وحصانة التنظيم. إن الصياغة واضحة في كونها تعتبر التنظيم هو وقاية وحصانة الجماهير، -بمعنى أن البحر رهين بوجود كائناته الحية-، وهذا فهم لا علاقة له بالفهم الماركسي اللينيني، وباعتبار السيد موحى وكزيز واحد ممن يدعون تبني الماركسية اللينينية، فمن خلال سؤاله يتضح أن أقدامه تغوص في حقل المنحرفين عن الفهم الماركسي اللينيني. مع العلم أن التاريخ يثبت أن الانحراف في الماركسية اللينينية، لا يظهر بكل وضوح دفعة واحدة وبطريقة مباشرة، بل يتحقق بطريقة تدريجية. 


والآن أتقدم لنقاش جواب السيد موحى وكزيز عن سؤاله:" الاجابة عن السؤال من تحصيل الحاصل، ورغما عن ذلك هناك من لازال يطرح نقاش ويجيب عن الموضوع/السؤال بشعار يبدو مثيرا وقد يحظى ببعض التعاطف، من قبيل الدعوة للخروج الى الشارع!!!"


من خلال هذه الإجابة التي قدمها السيد موحى وكزيز أتساءل: من أي مرجع استقى السيد موحى وقزيز معطياته، أي في أي نص وجد "السؤال بشعار يبدو مثيرا وقد يحظى ببعض التعاطف، من قبيل الدعوة للخروج الى الشارع!"؟ من أي مرجع استقى السيد موحى وكزيز هذه المعطيات؟


 في نص المقال الذي قدمه السيد موحى تحت العنوان المشار إليه أعلاه لم يقدم أي مرجع أو نص وجد فيه هذه المعلومات، بمعنى أن السيد موحى وكزيز صنع الصياغة على هواه وبالطريقة التي تناسبه للنقد، ووضعها على أفواه مجهولة وشرع في هدمها وتحطيمها، لتحقيق بطولاته الوهمية. وهكذا وجد مدخل لتمثيل بطولة تحطيم " شعار الدعوة للخروج الى الشارع".


وبالمناسبة سأذكر القراء بكل الجمل التي وردت فيها مفردة الشارع في مقال السيد حسن العبودي المراد نقده من طرف السيد موحى وكزيز، ولو أن السيد موحى وكزيز لمح لمقال السيد حسن العبودي دون أن يذكره وكأنه يناقش المجهول: 

-"الشارع هو الجواب لإسقاط "النظام الاساسي" لموظفي التربية الوطنية" هذه الصيغة جاءت في عنوان المقال؛ "ألم تعي بعد أن الشارع هو مكان المعركة الحقيقية لتوجيه فعل المنخرطين وليس طاولة "المفاوضات" أو مؤسسة البرلمان؟!" 

-"ألم تعي بعد القواعد، النقابية القاعدية المناضلة، أن توقيع القيادات النقابية يصير حبر على ورق يعصف به نهوض الشارع، وأن معارك الشوارع هي من تفرز القيادات المناضلة، القيادات الديموقراطية فعلا؟!"


من الاقتباسات أعلاه، وحسب ما ورد من مفردات الشارع في مقال السيد حسن العبودي، هل يبدو من خلال نقد السيد موحى وكزيز التمييز بين الشكل النضالي للمعركة وبين شعار المعركة؟!
إن شعار المعركة في نظر السيد حسن العبودي هو إسقاط "النظام الأساسي"، أما معركة الشوارع فهو الشكل النضالي الذي يقترحه السيد حسن العبودي من أجل إسقاط "النظام الاساسي" والخلط بين شعار المعركة وشكل الفعل النضالي هو خلط يوحي بقلة الفهم، وقلة الاطلاع على التطورات في دقتها، وبالانسياق مع الرد الذي جاء على مقال السيد حسن العبودي حيث ذهب صاحبه إلى التموقف من المعركة بدعوى غياب الأداة الثورية، والقول بالحرف "(الحصان أولا وليس العربة)" وهو ما ناقشه السيد حسن العبودي في مقال تحت عنوان «مواجهات سياسية في خضم معركة الشغيلة التعليمية".


وما يزيد من تثبيت قلة الفهم والاطلاع لذا السيد موحى وكزيز هو قوله في محاولة لتبخيس رأي السيد حسن العبودي: "حتى و إن افترضنا أن الشعار/الدعوة للخروج للشارع نابع من رؤية سياسية وتقدير للمرحلة من طرف ما (تيار، فصيل، منظمة، حزب الخ) هل طرح الأمر للنقاش بين و وسط الجماهير التعليمية و بالتالي يصبح ملزما وموجها لممارستها ونضالها من أجل مطالبها؟   


النقطة الاخرى. ما القيمة المضافة وما الجدوى والمبتغى من دعوة الخروج في ضل واثناء الاضرابات والمسيرات التعليمية؟" (لم أقم بأي تصرف في النص الأصلي بمعنى احتفظت به بما فيه من أخطاء إملائية، مثل "ضل") في هذه الفقرة، يتساءل السيد موحى وكزيز عن "القيمة المضافة وما الجدوى والمبتغى من دعوة الخروج في "ضل واثناء الاضرابات والمسيرات التعليمية؟" يعني ان السيد موحى وكزيز يقدم موقف السيد حسن العبودي بكونه موقف معلن عنه "اثناء الاضرابات والمسيرات التعليمية" ولا يعلم بكون سؤاله وفهمه هذا يفضح غيابه عن كل التطورات. وبالمناسبة أذكر المغفل بأن مقال السيد حسن العبودي المعبر عن شعار اسقاط "النظام الاساسي" والأشكال النضالية في الشوارع، جاء مباشرة بعد مصادقة المجلس الحكومي على "النظام الاساسي"، وتحديدا بتاريخ 29 شتنبر 2023، أي قبل انطلاق معركة الشغيلة التعليمية. وهذه الحقيقة كافية لقول أن السيد موحى وكزيز خارج التاريخ. وأكثر من ذلك، زاد الطين بلة، حين قال: "حتى وان افترضنا ان الشعار/الدعوة للخروج للشارع نابع من رؤية سياسية وتقدير للمرحلة من طرف ما(تيار، فصيل، منظمة، حزب الخ) هل طرح الامر للنقاش  بين و وسط الجماهير التعليمية وبالتالي يصبح ملزما وموجها لممارستها ونضالها من اجل مطالبها؟" لان هذا القول دليل أكثر قوة بكونه ليس له أي معرفة بمجريات معركة الشغيلة التعليمية. لأن العارف والمتابع للمعركة يعرف أن الخروج للشارع هو مقترح تم تبنيه ديمقراطيا وسط المجالس الوطنية للشغيلة التعليمية وتوجد بيانات وتغطيات على النت كافية. وللأسف موحى وكزيز لا تهمه المعرفة بل همه هو الهجوم على حسن العبودي وأنصار "مدونة مغرب النضال والصمود من أجل بديل جذري" لإرضاء الغاضبين عليه.


إن غياب الحقائق في مقال السيد موحى وكزيز يشرعن   سؤال: ما دواعي حشر السيد موحى وكزيز لنفسه في نقاش لا علم له بمعطياته، أليس في الأمر أنصر أخاك ظالما أو مظلوم، أم أن الأمر فيه تحامل، أو كلاهما؟! ومهما كان الأمر فالسيد موحى وكزيز يزيد من كشف شخصيته للقراء.


وبالمناسبة، أذكره، كما أذكر من يتنكرون اليوم لموقف نضال الشوارع، بمقال موقع باسم أحمد بيان، يوم كان قلما لرفاق البديل الجذري قبل تمريغه في الوحل، على "مدونة مغرب النضال والصمود من أجل بديل جذري"، يعود لشهر يوليوز 2016 وكانت المناسبة "إسقاط نظام التقاعد"،  تحت عنوان "محطة 24 يوليوز دون الطموح المنشود.." حيث سجل من خلاله الرفاق تبنيهم للشارع كميدان للمعركة بشكل واضح: "إن ما يجب التأكيد عليه واستحضاره هو الخروج المتأخر الى الشارع. وهو خطأ يتحمل الجميع مسؤوليته، وخاصة من يصارع القيادات النقابية البيروقراطية المتواطئة. لقد ترك المجال فارغا لهذه الأزلام لتبصم في كامل الهدوء على خيانة عظمى."
إذا ما المتغير، بين الأمس واليوم؟! وما الدافع اليوم لمن ينصرهم السيد موحى وكزيز اختيار الهجوم على الدعوة لمعارك الشوارع، أليس في الأمر مراجعة للموقف؟!


وفي نفس الوقت لا بأس ان أذكر السيد موحى وكزيز بدفاعه عن روسيا في حربها الإمبريالية على الأراضي الأوكرانية، والمنشور بتاريخ 26 يونيو 2023 تحت عنوان "صمت القوى اليسارية المناضلة" والذي جاء فيه: "نعيد السؤال وهل ومتى كان النظامين بالعراق خلال حكم صدام حسين وبليبيا خلال حكم معمر القذافي نظامين ديمقراطيين ؟ ورغما عن طبيعة الأنظمة بالعراق وليبيا آنذاك خرجنا وأطرنا التظاهرات والمظاهرات بشوارع العواصم وغير العواصم والمدن العربية بل في بقاع العالم ضد الحروب الإمبريالية؟ ماذا حصل لتبتلع القوى المناضلة والثورية ألسنتها فيما يخص الحرب الإمبريالية بأكرانيا وغيرها".

 
أتساءل هل السيد موحى وكزيز نسي ما كان يقوله في الصيف الماضي وهو يقدم نفسه كقائد ممارس لموقف الخروج الى الشوارع في الأمس القريب ضد الحرب الامبريالية على العراق وليبيا، رغم أن في الأمس القريب كان أيضا يتحدث عن غياب الأداة الثورية. او لنقول طبقا لتعبيره المستجد "بدون وقاية وحصانة سياسية منظمة قوية وذات جدور شعبية متشعبة"؟!.
إذا ماذا حصل كمتغير للهجوم على مقترح معارك الشوارع، وبالأخص في ظل هجوم القيادة السياسية لنقابة fne على معركة رجال ونساء التعليم، أليس هذا دليل الارتداد والانحراف عن الخط، أم هو انقياد لمؤخرة حزب "النهج الديموقراطي العمالي"؟!.

والآن بعد تفنيد جل الحجج المقدمة من طرف السيد موحى وكزيز للشماتة بطريقته من معركة الشغيلة التعليمية، من خلال مقترح الشارع كميدان للمعركة لإسقاط "النظام الاساسي"، أنتقل للسؤال الجوهري الذي يمكن طرحه للجدال مع هذا الناقد العملاق والمفروض الانطلاق منه للنقاش: ما هي الأسئلة الأكثر إلحاحا التي طرحتها الساحة السياسية بالمغرب في الأيام الاخيرة، وماذا كان جوابك أو جواب من تدافع عنه؟!


حتى لا نضيع في متاهة يجب أن نقول الحقيقة. فيوم كانت المعارك مشتعلة مقابل هجوم النظام للإجهاز على المدرسة العمومية لم يظهر للسيد موحى وكزيز أي أثر، واليوم يتنطع ويشمت ويزرع المغالطات والسموم، ويلتحق بمن اختاروا مأزق الإجابة المقدمة التي تهربت من علاج وضع عملي تكتيكي مطروح في آنيته من خلال الهروب الى الشعارات العامة ومسائل نظرية، وللدقة أقول، هل الدعوة للانخراط في الإطارات النقابية وبناء الأداة الثورية هو الجواب المقدم للشغيلة التعليمية لحظة مصادقة المجلس الحكومي يوم 27 دجنبر 2023 على "النظام الأساسي" بتواطؤ القيادات النقابية؟! هل اللحظة تتطلب جواب يستجيب لنبض الشغيلة وبالإمكان تنفيذه على الأرض أم الهروب في إشكالات غياب الأداة الثورية وقول الحصان قبل العربة.


أليس مثل هذا الجواب هروب مكشوف؟! أم أن من يدعو للشارع يغفل غياب الأداة الثورية؟ وبالمناسبة سأختم بالتذكير بما جاء في مقال السيد حسن العبودي لأضع حدا للتدليس والكذب على الأحياء قبل الأموات:   
"بكل جرأة أقول أن وضع الصراع يثبت مرة أخرى مسؤولية بناء البديل السياسي، لأن البديل السياسي هو المدخل للبديل النقابي، فالجواب النقابي هو جواب سياسي. ودون ذلك سيبقى الفعل النقابي يدور في حلقة مفرغة، حلقة المتاجرة والقتل للفعل وتدمير للقواعد.."






شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق