2025/05/24

م.م.ن.ص// الإبادة هي وجه النازية في الأمس واليوم.


في تصعيد خطير يذكر بأبشع ممارسات الأنظمة القمعية، تعود سلطات كييف إلى اعتقال الأخوين "ميخائيل" و"ألكسندر كونونوفيتش" – الناشطين الشيوعيين

 المعتقلين سابقا بسبب مواقفهما المناهضة للفاشية والحرب اللصوصية – في إطار حملة ممنهجة لسحق الأصوات الحرة وتجفيف منابع المقاومة في الداخل.  
تشير تقارير ناشطين وحسابات موثوقة على منصات التواصل إلى أن الاعتقال الجديد يأتي بعد تصاعد خطاب الأخوين المناهض لـ"الفاشية الجديدة" المتجذرة في أوكرانيا، والتي تخفي جرائمها تحت شعارات "الدفاع عن الوطن"، بينما تتحالف مع قوى النازية التاريخية وتشرعن إبادة المختلفين فكريا تحت ذرائع "الحرب على الإرهاب".  

الأخطر أن السلطات الأوكرانية، وفقا لتسريبات داخلية، وحسب ما هو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، نقلت الأخوين، وهما مدنيان غير عسكريين، قسرا إلى ما يسمى "جبهة الحرب"، في خطوة تعرف دوليا كـ"جريمة حرب"، إذ تعتمد آلة القتل الأوكرانية على "التجنيد الإجباري" كأداة للانتقام من المعارضين السياسيين وإخفاء مصيرهم تحت غطاء العمليات العسكرية. فـ"المهمة" المفروضة عليهما ليست سوى "حكم إعدام مبطن"، خاصة مع تقارير عن تصفية آلاف المدنيين المعارضين بنفس الأسلوب خلال الأشهر الماضية.  

لم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، بل امتدت إلى اعتقال مُحامي الأخوين في محاولة فجة لإغلاق ملفهما إعلاميا وقضائيا، وتكميم أفواه المدافعين عن حقوق الإنسان. فـأي نظام يخشى المحامين؟! أي نظام يحول القضاء إلى غطاء لجرائمه؟!
هذه الأحداث ليست معزولة، بل هي حلقة في سلسلةٍ طويلة من "إحياء النازية بثوب حديث"، حيث تعاد كتابة التاريخ عبر تصفية كل من يذكر العالم بأن كييف كانت مهدا للمقاومة البطولية ضد هتلر، بينما تدير اليوم، بدعم من التحالف الإمبريالي الاورو–أمريكي، دفة ذات الآلة الفاشية التي حاربتها بالأمس! فتحت شعار "الدفاع عن الوطن"، تباد المدن، تنتهك الحريات، وتسوق "الأعداء الداخليين" ككبش فداء لأزمات النظام.  

اليوم، تحول الأخوان كونونوفيتش إلى رمز عالمي لـ"مقاومة الاستبداد المزدوج": استبداد الحرب المدمرة، واستبداد الصمت الدولي المريب. فصمتهم ليس تجاه أخوين فحسب، بل تجاه ملايين المقهورين من فلسطين إلى أوكرانيا، ممن تُسحق أحلامهم تحت أحذية الفاشية الجديدة.  

فهل نترك صوت الضمير العالمي يُختطف؟ أم أن وقفتنا اليوم، بالكلمة والفضح، هي الخندق الأخير أمام عودة الزمن المُظلم؟  
كل لحظة صمتٍ تشبه إطلاق رصاصة على جبين الإنسانية.

2025/05/24





شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق