كما في مقالاتنا السابقة، وفي إطار تتبع حركية ونضالية الطبقة العاملة الزراعية بمنطقة أشتوكة أيت باها، وما تعانيه من بؤس واستغلال كبيرين، فإننا سنحاول من خلال هذا العمل البسيط، مسايرة الدينامية النضالية لعمال وعاملات القطاع
الفلاحي بالمنطقة، لعلنا نساهم ولو بقسط بسيط في التعريف بهذه النضالات ذات النفس البروليتاري ولتغدو هذه الأخيرة بوصلة الفعل الجذري للمناضلين الثوريين، ومسلكا لكل الطاقات التي تبغي تشييد المجتمع البديل حيث وسائل الإنتاج تصبح جماعية، والابتعاد عن كل المهاترات والتجاذبات الضيقة الأفق. يعيش عمال وعاملات القطاع الفلاحي باقليم اشتوكة أيت باها في فصل الصيف وبعد انتهاء الموسم الفلاحي شتى صنوف البؤس والبطالة والتشرد كما قلنا، حيث الكوطا الأوربية لتصدير خيرات المغرب الفلاحية وبسواعد العمال وعاملاته تبتدأ شهر أكتوبر وتنتهي شهر أبريل من كل سنة، لذلك تلجأ الضيعات والوحدات الفلاحية للتخلص من المنتجين الحقيقيين للثروة عبر تلفيق تهم جاهزة من قبيل الخطأ الجسيم، او الطرد المباشر حيث الجهات الوصية تكون متواطئة بل مشتركة في قمعهم وإذلالهم. وانطلاقا من المعاناة والاستغلال الممنهج ضد الطبقة العاملة الزراعية، فإنها بالضرورة ستبدع أشكالا نضالية للرد على مستغليها، نورد بعضا منها لتنوير الرأي العام وضرورة المساندة وفضح الاجرام الممارس في حقها: -1 مازال العمال الثلاثة المطرودين من الضيعة "ماريسا 33" التابعة لشركة أزورا يواصلون اعتصامهم أمام مقر الشركة الكائن بالطريق الرئيسية أكادير تزنيت، منذ ما يزيد عن خمسة أشهر دون تسوية أو إيجاد حل لوضعيتهم رغم المعاناة. وفي محاولة لكسر عزيمتهم من طرف الباطرونا عن طريق تفريغ المياه العادمة بمكان الإعتصام، وكذلك قمع أجهزة النظام (القوات المساعدة) عند كل محاولة من طرفهم لبناء أعشاش تقيهم تقلبات المناخ، دون نسيان الإطار النقابي المنضوين تحت لواءه (ا ع ش م) الذي يتم فصول الإجرام بحق العمال المعتصمين من خلال عدم الإكتراث لمعاناتهم وتركهم يواجهون مصيرهم لوحدهم. وللتذكير، فإن اعتصامهم يأتي جراء المضايقات التي تعرضوا لها عبر توزيع الإنذارات وخصم أجرة أيام عمل من أجرتهم الشهرية، فيما العامل الرابع الذي يشتغل بالضيعة "مارسا 24" فضل طريق القضاء. -2 يخوض عشرة عمال زراعيين أغلبهم أعضاء المكتب النقابي التابع ل ك د ش منذ ما يزيد عن ثلاثة أسابيع اعتصامهم في العراء أمام مقر شركة روزا فلور لمالكها الملياردير حسن الدرهم وذلك ردا على الطرد التعسفي الجماعي الذي لحقهم مباشرة بعد عودتهم من العطلة السنوية دون غيرهم من العمال والعاملات البالغ عددهم نحو 220 عامل وعاملة (شاهد الفيديو). ورغم حضورهم لاجتماعات بمفتشية الشغل لإيجاد حل وهو إرجاعهم للعمل ، الا أن إدارة الشركة تتماطل بدعوى عدم تواجد الباطرون حسن الدرهم بالمنطقة لانشغاله بمهام أخرى؟؟؟ ولا يفوتنا هنا التذكير بالمعركة البطولية التي خاضها العمال بكل من شركتي صوبروفيل وروزافلور السنة المنصرمة ضدا على قرار اغلاقهما بدعوى خلافات بين المالكين، إلا أن صمود العمال وتشبتهم بمعركتهم ومطالبهم ضد كل أشكال التسويف والقمع الهمجي الذي تعرضوا له، دفع بمالكي الشركة ارجاعهم للعمل، وإن بشكل جزئي، مع البحث عن صيغ أخرى ملتوية للطرد، على غرار العمال النقابيين المطرودين حاليا. -3 العمال الزراعيين التابعين لضيعة "ماسة" لمالكها عمدة مدينة أكادير "طارق القباج" المسرحين جماعيا رغم اشتغالها وبعمال جدد كانوا على موعد البارحة زوالا 31/07/2015 بمقر مفتشية الشغل بمدينة بيوكرى لاجتماع مع إدارة الشركة قصد إيجاد حل لوضعيتهم الجماعية، تم اقتراح تعويضهم ب 2000.00 درهم لكل عامل عن كل سنة عمل ، لكن، لن يتم تعويضهم حتى متم شهر أكتوبر بدعوى تفرغه للانتخابات؟؟؟ وحين طالبوا بإرجاعهم للعمل حتى ذلك التاريخ رفضت إدارة الشركة هذا الطلب. رفع العمال الزراعيون لشركة "كومابريم" الفلاحية دعوى قضائية ضد إدارة الشركة على خلفية الاجر الذي يتقاضونه المسمى الأجر الفلاحي "سماك"، في حين الوثائق التي بحوزتهم والتي قدموها للقضاء تثبت تسجيل الشركة بالقطاع الصناعي. هنا وبدلا من وقوف النقابة المنضوين تحت لوائها "إ و ش" إلى جانبهم، يعمل المنسق الجهوي للنقابة والنائب البرلماني المسمى محمد لشكر على دفع العمال على تقديم تنازل الدعوى القضائية لأن حجم التعويضات الواجب تسديدها للعمال على طول سنين العمل سيجعل الشركة تشهر إفلاسها، هنا كذلك يتضح حجم التعاون الطبقي بين المافيا النقابية والكومبرادورية الفلاحية ضدا على مصالح العمال.
شارك هذا الموضوع على: ↓