يسرى الخلوقي محسن لمعلم ونجيم شقرون، مثلهم مثل شريحة واسعة من الشباب المغربي الطموح في غد أفضل. قرر النظام القمعي، بجرة قلم من "قاضي التحقيق"، الزج بهم في زنازين السجن بمدينة تازة بعد أزيد من أسبوعين على اعتقالهم.
ففي يوم 4 دجنبر الجاري لقيت المسيرة الطلابية، للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بتازة، تدخلا عنيفا من الأجهزة القمعية للنظام، وهي في طريقها إلى وسط المدينة للمطالبة بتوفير العدد الكافي من الحافلات لنقل الطلبة من الحي الجامعي (الذي فتح أبوابه لأول مرة هذه السنة بعد زهاء عقدين من النضال الطلابي من أجل بنائه) إلى الكلية المتعددة التخصصات بذات المدينة، وكذلك توفير الشروط الضرورية لإقامة الطلبة من سكن وتغذية وما إلى ذلك. مع العلم أن بناء الحي الجامعي تم في أرض خلاء في عزلة شبه تامة، بعيدا عن التجمعات السكنية، حتى يتسنى للنظام حصار وقمع كل تمرد يمكن أن تفجره الجماهير الطلابية، وفي نفس الوقت يتم حرمانهم من وسائل المواصلات بالشكل الكافي.
بعد القمع والتنكيل بالطلبة والطالبات، طالت الاعتقالات عددا منهم أفرج عن أغلبهم مع متابعتهم في حالة سراح، وتم الاحتفاظ بالثلاثة رهن الاعتقال "الاحتياطي". وبعد مسلسل التحقيق التفصيلي (المسرحية التي ترافق المحاكمات السياسية للمناضلين والمناضلات)، تقرر متابعتهم بتهم جنائية لا علاقة لها بالوقائع والحيثيات والأسباب التي دفعت الطلبة للخروج في المسيرة النضالية.
وفي هذا السياق، نعلن إدانتنا للنظام القائم الذي يحاول تزييف الوقائع وتلفيقه التهم الباطلة لخيرة الشباب المناضل الطامح لتغيير الأوضاع المزرية.
فلنا تاريخ طويل مع المحاكمة الصورية في حق المناضلين الثوريين والمعارضين لسلطة النظام، فكلما كانت عزيمة المناضل صلبة لا تلين، وكلما صمد في أشد ظروف الاعتقال والمحاكمة قساوة، كلما كانت المعركة خارج أسوار السجن قوية تفرض شروطا جديدة على العدو الطبقي. وكلما كانت الحركة الجماهيرية مرتبطة بقضية المعتقلين وبالقضايا التي اعتقلوا من أجلها، كلما تكسرت رهانات النظام في كسر شوكة المناضلين وحركاتهم النضالية.