28‏/10‏/2015

حسن أحراث// من مراكش (حي "سيدي يوسف بن علي") الى طنجة...ملاحم شعب وذاكرة مثقوبة

انتفضت جماهير طنجة ضد شركة "امانديس" ورفعت في وجهها شعار "ارحل"، كتعبير عن رفض القهر والاضطهاد، وليس فقط بسبب عبث الشركة المذكورة وجشع مسؤوليها.. ولا أدل على ذلك من رفع المحتجين لمختلف الشعارات التي
رسختها انتفاضة/حركة 20 فبراير ضد النظام. إن إجرام شركة "امانديس" (غلاء فواتير الكهرباء...) يعتبر النقطة التي أفاضت الكأس والحافز المباشر لخروج الجماهير الشعبية الى شوارع مدينة طنجة المناضلة. لقد تجسد في طنجة ملامح حلم وطموحات شعب بنسائه ورجاله وأطفاله، كثمار نضال متواصل وتضحيات مشهودة.. ومن مسؤولية من يتبنى هذه الوقفة المشرفة أن يقرأها في سياقها السياسي وأن يستخلص منها الدروس والعبر.. أليست هذه الوقفة التاريخية صرخة رفض لكل القوى السياسية المتواطئة والعميلة التي تتاجر في مصير شعبنا؟!! 
وكيف وطنجة ملتهبة اليوم أن ننسى/يغيب عنا ملحمة جماهير حي "سيدي يوسف بن علي" بمدينة مراكش التي انتفضت بكفاحية هي الأخرى يوم 28 دجنبر 2012 ضد غلاء فواتير الكهرباء (استمر الاحتجاج لأكثر من يوم، وتم قمعه بالحديد والنار وزج بعدد كبير من أبناء الحي في السجن)؟ إنها ملاحم مستمرة، إنها صور دالة عن احتداد الصراع الطبقي، كما هو حال العديد من الانتفاضات الشعبية والإضرابات العمالية البطولية والمسيرات والوقفات الاحتجاجية..
كانت الملاحم وستبقى مادام النظام القائم جاثما على صدورنا.. وعيبنا، أو من بين عيوبنا عدم الاستفادة من رصيد شعبنا الزاخر بالدروس، وكأن لنا ذاكرة مثقوبة.. كفى من التيه..
فلم نعد "نفرح" ونحن نراقب عن بعد شعبنا يقاتل لوحده، ونردد في وقفات معزولة "عاش الشعب".. إنها مسؤولية مشتركة، مسؤولية بناء الذات المناضلة لقيادة "قتال" شعبنا وانتشاله من مخالب أعدائه..

27 أكتوبر 2015



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق