تعيش
كليات جامعة محمد بن عبد الله هذه الايام
على إيقاع العسكرة، والإرهاب، والتدخلات
الهمجية للأجهزة القمعية، والاعتقالات
بالجملة،
والمجازر في حق الطلاب اللذين
قرروا مقاطعة الامتحانات بكل من كلية
الآداب بجامعة سايس وكلية العلوم بجامعة
ظهر المهراز، بعدما كان مقررا إجراؤها
اليوم الثلاثاء 2
فبراير
2016،
دفاعا عن حقها المقدس في المعرفة والعلم.
النظام
استبق المقاطعة المقررة بكلية الآداب
بسايس حيث تدخلت أجهزته القمعية بمختلف
تشكيلاتها تحت جنح الظلام عشية يوم
الإثنين في حق الجماهير الطلابية لتحول
الجامعة إلى ساحة للارهاب والحرب باستعمال
مختلف أنواع الاسلحة لردع الفعل والقرار
النضالين في خطة جهنمية استباقية لإفشال
خطوة المقاطعة.
وعلى
إثر ذلك اندلعت مواجهات شرسة بين جحافل
القمع والجماهير الطلابية التي وضعت
أمام خيار المقاومة الجماهيرية، خيار
انخرطت فيه بكل ما تملك من قوة مقدمة في
ذلك صورة البطولة التي تتطلبها ضريبة
الدفاع الشرس عن حقوقها العادلة والمشروعة
تحت إطارها العتيد والمناضل الاتحاد
الوطني لطلبة المغرب، لتستمر المواجهة
طيلة ساعات الليل بعدما حاولت قوى القمع
اقتحام الحي الجامعي سايس.
ورغم
القمع الوحشي والحصار والعسكرة، والحصيلة
الثقيلة التي ناهزت العشرون معتقلا ناهيك
عن العشرات من الإصابات المتفاوتة الخطورة،
تمت معالجة معضمها ميدانيا تفاديا للاعتقال
في حال نقلها للمستشفى، فقد تمكنت الجماهير
الطلابية من تجسيد قرار مقاطعة الامتحانات.
في
حين كان النظام يعول على الموقع الجغرافي
للموقع الجامعي لتكسير مقاطعة الامتحانات،
إذ أن موقع سايس يقع في منطقة شبه معزولة
عن الأحياء السكنية وهو ما يسهل على النظام
عسكرة وعزل المرافق الجامعية وبالتالي
إحكام السيطرة ومنع كل معركة نضالية قد
تنتقل شرارتها إلى الأحياء القريبة من
المركب الجامعي خصوصا حي منفلوري 1
و2
الشعبيين.
إلا
أن الحركة الطلابية بالموقع الجامعي بدات
ترفع التحدي أمام تلك المعطيات والشروط
الصعبة.
مع
العلم أن النظام قد اختار بدقة، مع بداية
تسعينيات القرن الماضي، مكان انشاء مركب
جامعي جديد في إطار الخطة، التي باتت
معروفة للجميع، الرامية إلى تشتيت المركبات
الجامعية خصوصا تلك المعروفة بتاريخها
وقوتها النضالية.
من
جانب آخر قاطعت الجماهير الطلابية بكلية
العلوم ظهرالمهراز بفاس يوم 2
فبراير
2016
للامتحانات
الدورة الخريفية رغم العسكرة والحصار
المضروبين على المركب الجامعي، كشكل
نضالي تصعيدي لإرغاام النظام للرضوخ
لمطالبها فيما أعلنت إدراة الكلية عن
تأجيل الامتحانات إلى يوم 9
فبراير
2016
في
تكتيك مشبوه دأبت على استعماله في جل
تجارب المقاطعات بدل الاستجابة للمطالب
العادلة للجماهير الطلابية.
تعاطي
النظام مع الملفات المطلبية للحركة
الطلابية بالقمع والتنكيل والاعتقال
أثبت فشله أمام تنامي وعي المقاومة
والمجابهة في صفوف طلبة المعاهد والجامعات
ولذا خريجيها كما هو الشأن مع الأساتذة
المتدربين، رغم كل المؤامرات ومحاولات
جر الحركة الطلابية لمسلسل المهادنة
لتسهيل اجرأة املاءات مراكز القرار في
شخص البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
النظام
القائم حاول ويحاول عزل الحركة الطلابية
عن التطورات الحاصلة على المستوى الاجتماعي
والسياسي على الخصوص، بالموازاة مع سباقه
المحموم لتنزيل وتمرير قرارات أسياده في
قطاع التعليم والوظيفة العمومية ورهن
هاذين القطاعين بالكامل للخواص والرأسمال
الاجنبي.
شارك هذا الموضوع على: ↓