2025/02/02

تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ونحن نريده معركة ومقاومة للمخططات

 

ماذا بعد دعوة القيادات النقابية البيروقراطية للكونفدرالية الديموقراطية للشغل  cdt  لاضراب وطني عام يوم 5 فبراير 2025؟

  هل هي مناورة لحفظ ماء الوجه، أم محاولة لاستعادة دورها في المشهد النقابي و السياسي والحفاظ على مصالحها؟..

  بعد هجوم النظام على جل مكاسب الطبقة العاملة وكل المقهورين، بالاستهدافات الخطيرة للعديد من المكتسبات واستفحال الاستغلال والنهب والفساد، وتصاعد وتيرة القمع..، وبعد إفراغ القوى السياسية المتخاذلة والقيادات النقابية المفيوزية للمعارك والمحطات النضالية من دلالتها النضالية الطبقية بعد أن أوصلها الانبطاح والمساومة بمصالح الطبقة العاملة وكل فئات شعبنا للمتاجرة في كل شيء؛ وبعد اقتراب هجوم النظام من ابتلاع مصالحها كقيادات لرميها إلى المزبلة، وإنهاء دورها، وإلحاقها بمقاعد ادواته الادارية، مع ما قطعه من أشواط ترتيبية لتمرير قانون الإضراب/تجريم الإضراب، أعلنت الكنفدرالية الديموقراطية للشغل، يوم فاتح فبراير 2025، بعد انعقاد مجلسها الوطني الاستثنائي، قرار خوض إضراب وطني عام إنذاري لمدة 24 ساعة في القطاعين العام والخاص يوم الأربعاء 5 فبراير الجاري، للرد على إصرار الحكومة على "تتنزيل قوانين اجتماعية مجحفة خارج التوافق والتفاوض الحقيقي المنصوص عليه في اتفاق 30 أبريل 2022، وعلى رأسها مشروع القانون التنظيمي للإضراب، ومشروع قانون دمج “CNOPS” في “CNSS"   وفقا لما جاء في بيان مجلسها الاستثنائي.

إن مشروع "قانون الإضراب"/تجريم الإضراب يضع اليوم القيادات البيروقراطية المعادية تاريخيا لكل تجذر للحركة العمالية وللفعل النضالي ضد النظام، في موقع لا تحسد عليه. فتمريره سيزيد من تهميش دورها في المشهد السياسي ويهز من استقرار مصالحها هي بالتحديد. لهذا صارت اليوم مطالبة بالتحرك في الحدود الذي تستعيد فيها دورها أو تحافظ عليها في حدود ما لتضمن مصالحها وهي ترتجف خوفا من أي انتفاضة في ظل شروط الأوضاع المتردية للشعب تقلب الأمور جميعا وتنفتح على تطورات تنفلت عن السيطرة، في حين هي تريد فعلا نضاليا في الحدود الذي يثبت أن استقرار النظام مرهون باستقرار أوضاعها. لهذا اختارت إعلان الإضراب العام بطريقة فوقية دون التأسيس القاعدي له من أجل إنجاحه فعلا وبشكل قوي ووازن لانتزاع مكاسب حقيقية وقلب موازين الصراع لصالح نضالات الجماهير الشعبية.

إنه مأزق البيروقراطية النقابية الذي لم يأت من فراغ، مأزق جاء نتيجة حتمية لتراكمات عبر سنوات من الانبطاح والعمالة.

فبيروقراطية الكونفدرالية الديموقراطية للشغل تمر اليوم، وفي هذا الطور من هجوم النظام الكاسح على الأخضر واليابس، وبعد أن باعت كل شيء وارتبطت بالنظام عبر مشروع التوافق المنهار، الذي هندسه وزير الداخلية في عهد الحسن الثاني أواخر التسعينات لتجاوز ما عرف آنذاك ب"السكتة القلبية"، بوضع هو نتيجة للفشل الذي قادتها إليه استراتيجيتها العامة للممارسة النقابية التي تبنتها ونفذتها منذ الترتيب لحكومة التناوب، باندماجها باسم النقابة "المواطنة" و"التشاركية" بسياسات الفوق الفاسد، النظام والباطرونا، وارتباطاتهما بالمراكز الاستعمارية، لتتحول إلى جهاز للضبط والترويض متخلية عن مطالب الأغلبية التي كثيرا ما وقفت ضدها ووقعت باسمها اتفاقات مذلة تستجيب لإملاءات مراكز التمويل الإمبريالية، وعادتها مثلما هو الأمر مع عاملات وعمال سيكوم بمكناس، بحيث وصلت لحد تكتلها مع الباطرونا والنظام ضد معركة العاملات والعمال نظرا لارتباطهم بمصالحهم وتشبتهم بحقوقهم المشروعة.

إن أي نظرة تبني رهانها واستراتيجيتها على استقلال القيادة البيروقراطية عن مصالح النظام أو يمكن أن تدفع في اتجاه تجذير الفعل النضالي أو الإسهام فيه من موقع مناضل، بناء على قرار مجلسها الاستثنائي، هي نظرة ساقطة ورهان لن يتخط أطروحات ونظرات البرجوازية الصغيرة. ومثل هذا الكلام قلناه باسم تيار البديل الجذري أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة.

وهذا القول لا يعني أن تيار البديل الجذري قد يقف في صف المناهضين للإضراب العام، بالعكس إننا ندعوا للانخراط المسؤول والنضالي الى جانب الطبقة العاملة وكل المقهورين لإنجاح معركة الإضراب العام ليوم 5 فبراير 2025، ومواصلة المعركة حتى نهايتها، دون التخلف عن فضح وتعرية الانتهازية وفضح أدوار البيروقراطية، فالوضعية الراهنة تستدعي تصعيد نضالاتنا على كافة الواجهات، مع العمل الجاد لتشكيل القبضة المنظمة الضاربة للطبقة العاملة التي تدرك عمق مسؤوليتها ودورها في معركة التحرر التاريخية.

وبالعودة للأمس القريب، مستحضرين معركة الجماهير الأستاذية وكيف تكثفت كل جهود الخماسي (كدش، ا م ش، ا ع ش، فدش، fne ) للعب كل الأدوار القذرة لتمرير إملاءات صندوق النقد الدولي، بالعمل على إدارة الأزمة نيابة عن رأس المال وحلفائه الدوليين على حساب الجماهير الأستاذية وحق أبناء شعبنا في مدرسة ووظيفة عموميتين، على النقيض من الاتجاه الذي عبرت عنه المعركة الأستاذية وعلى الدعم الشعبي الذي حظيت به.

ونحن اليوم، وللتاريخ، ننظر الى معركة 2024 للجماهير الأستاذية بالنظر لتضحياتها، واستماتتها في المعركة مثلما ننظر لمعركة عاملات وعمال سيكوم سيكوميك بمكناس، كدرس تاريخي نستمد منه العبر. فنحن لا نكذب على الجماهير ولم نكذب عليها قط، ولم نسخر منها قط. بل وقفنا إلى جانبها دائما، حتى قبل انطلاق المعركة بقولنا أن خوض الصراع يقتضي معركة في الشارع باعتباره هو المكان الذي يمكن الجماهير من الدوس بالأقدام على القرارات الإجرامية وليس معركة تراهن على المؤسسات، وبالإسهام في فضح أدوار القيادات النقابية جهرا ومنذ البداية، ولم نقل يوما أن هذه القيادة أو تلك يمكن الرهان عليها، بل كشفنا حقيقة كل الأطراف المتخاذلة وواصلنا على ذلك في كل التطورات، وفي كل المنعطفات، وأرشيف مدونة مغرب النضال والصمود ومسؤولية رفاقنا على الأرض شاهدان على ذلك. كما لازلنا نواصل على نفس الدرب بعزيمة مع الطبقة العاملة ومع كل شعبنا، وبثقة في قوة الطبقة العاملة كقائد تاريخي لنضال شعبنا، في فترة سجل فيها اللهط وسط بعض "دعاة الثورية" بالترويج للهزيمة، كحقيقة سجلها التاريخ، قبل أن ينتقلوا للدعاية لقيادة fne وممارسة التنظير والتوجيه لها، لملاحقة الركب نتيجة التجاء الجماهير الأستاذية للشارع كخيار لخوض الصراع لإسقاط "نظام المآسي" والدفاع عن المدرسة والوظيفة العموميتين، والذين كان نصيبهم في الأخير صفعة من fne لتنهي بتنظيراتهم وتوجيهاتهم في المزبلة.. في حين كنا كتيار البديل الجذري نخبر الجماهير الاستاذية وكل شعبنا بشجاعة بالحقيقة دون حساب التكلفة. وكل هذه الخلاصات تعد استنتاجات قيمة، فمن الأهمية بمكان أن تصبح ملكًا للشعب وأن يتم الحفاظ عليها كقرة عينه.

لذا، فأي قيادة نقابية، بغض النظر عن كيفية تعريفها لنفسها أو حتى لنواياها، وبغض النظر عن شعاراتها، لا تستطيع أن تغير الأمور لصالح الشعب أو حتى تقدم تضحيات جدية دون أن تتموقع في صراع واضح ومسؤول، والذي يعد في بعده صراعا سياسيا ضد القوة الاقتصادية ورأس المال وآلياته، أي دون الوقوف في وجه مخططات النظام بالعمل على استهداف مصالح رأس المال من خلال المعارك العمالية التي تهدد في العمق مصالح الباطرونا، ودون المجابهة الصريحة للمخططات المملاة من طرف المؤسسات المالية الإمبريالية في شخص صندوق النقد والبنك الدوليين.

واليوم يمكن ان نجدد القول بأن أي مشاركة بحماس في الدعاية لقيادة نقابية بدل الإسهام في تعرية وكسر الأوهام المفلسة التي تشيدها القيادات البيروقراطية، والتي هي في آخر المطاف قيادات سياسية، للتلاعب بالجماهير العمالية، وباقي فئات شعبنا، تعد مشاركة في اللعبة. لأن أي قيادة برجوازية أو برجوازية صغيرة على أرض الرأسمالية، في مرحلة تحمل فيها الامبريالية العالمية مفاتيح الاقتصاد، لا يمكنها إحداث تغييرات لصالح الشعب، بل هي عاجزة عن قيادة الشعب ودعوته إلى تنظيم هجومه المضاد ضد مصالح البرجوازية على الفور، وفي تصريح المسؤول الاول في قيادة  fne، بالصوت والصورة، وبلكنة صبيانية، بعد انتهاء دوره ككومبارس في معركة اسقاط "نظام المآسي"، حول قبول "الخماسي"(أي النقابات الخمس) باستمرار "التعاقد" بكون صندوق النقد الدولي لم يقبل التراجع عنه حسب ما أخبرتهم به الحكومة في الحوار الدلالة العميقة لاستخلاصاتنا.

إننا نعلنها بكل وضوح وعلى رؤوس الإشهاد كوننا لا ولن ندعم يوما القيادات البيروقراطية ولن نثق فيها، ولن نتسامح معها، ولن نتخلى عن فضحها، بالمقابل لن نتخلف عن معارك أبناء شعبنا، وفي طليعتها الطبقة العاملة في الدفاع عن مكاسبها، وعن الفعل فيها وتطويرها وتنظيمها، وعن مهمة بناء اداتها السياسية الثورية، وعلى الإسهام في بناء تحالف العمال والفلاحين الفقراء ضد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعي وضد الامبريالية والصهيونية.

لنشحد قوانا من أجل انجاح معارك شعبنا وإسقاط كل رهانات التخاذل والمتاجرة.

فمزيدا من الصمود..

ومزيدا من الالتحام بالجماهير ومن الرفع من وعيها الطبقي والتنظيمي.

02/02/2025




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق