خمسة عمال قتلى في انفجار داخل نفق بسد المختار السوسي بنواحي تارودانت.
في ليلة واحدة فقدت الطبقة العاملة خمسة عمال في أشغال "تحلية سد المختار السوسي" بأماكن العمل الذي يتحمل النظام في شخص الدولة وأصحاب العمل مسؤولياته.
الفاجعة راح ضحيتها خمسة عمال لم يعودوا لمنازلهم. سقطوا قتلى في نفق تحت أرضي، بمسافة مئات الأمتار، بعد انفجاره ليلة يوم الأحد الماضي 26 يناير 2025. المعطيات الأولية المروج لها تقول أن الحدث الأليم وقع نتيجة تسرب غاز قابل للانفجار، وبالموازاة يتحدث بعض العمال وأحد أهالي الضحايا في تصريحاتهم للقنوات المسموح لها بالحضور لعين المكان، بعد إخضاع أقوالهم للمقص، عن عدم وجود تدابير الصحة والسلامة، والتي تعتبر "تكاليف" بالنسبة لرأس المال والدولة.
إنها رواية أخرى عن الجريمة المستمرة من قبل الدولة - وأصحاب رأس المال.
تسجيل الضحايا الجدد لـلحرب المستمرة في أماكن العمل، يثبت أن رأس المال سواء في المناجم أو في الضيعات أو في المعامل، في البر وفي البحر، لدى الخواص أو في القطاع العمومي، يتربص في كل مكان بتجريد العمال من أبسط شروط ومقومات العمل الإنسانية ، التي من شأنها على الأقل أن تضمن سلامتهم كأسلوب للتخفيف من التكاليف، بحيث يعتبر معيار الربح هو البوصلة والهدف.
وها نحن أمام عملاق آخر، مجموعة أخرى إسمها "SOMAGEC" لصاحبها Roger Sahyoun، الفائز بصفقة تحلية سد المختار السوسي الذي تقدر تكلفته ب 130 مليار أي 1300 مليون درهم، تتحرك الدولة بالوكالة من القمة إلى أبسط رجل سلطة نيابة عنه، عن العملاق الاقتصادي(group SOMAGEC)، على التحرك السريع من أجل سد أي شقوق يمكن أن تظهر الفساد المستشري بعدم إلتزامه بدفتر التحملات وبالأخص بكل ما يعني سلامة العمال ومستلزمات العمل والذي أودى بحياة خمسة عمال. لأنه أينما نظرنا إلى جرائم الشغل الموصوفة، لم يسجل يوما إنصاف للضحايا من عمال المناجم إلى عمال المعامل والضيعات وعمال البناء.. وأكثر من ذلك أن أسس جرائم الشغل تكمن على وجه التحديد في خدمة ربحية حفنة من المجموعات الناهبة والمسيطرة على الاقتصاد. وبالمناسبة يلوح السؤال:
إن كانت الدولة معنية بحماية رأس المال فهل النقابات، في شخص قياداتها، غير معنية بالموضوع وبما حدث من فاجعة، كما هي دائما في تعاملها مع معاناة الطبقة العاملة؟! وهل الجمعيات وبالأخص المتشدقة بحقوق الإنسان غير معنية بما يجري من خروقات؟! وهل الجبهات المتحدثة عن التضامن والملفات الاجتماعية غير معنية بجرائم الاستغلال والفساد؟!
إنها الحقائق التي يحاول الجل "التلاعب بها"/التستر عليها، أو تجاهلها، وكل من موقعه، من خلال الأدوار المشتركة أو المتبادلة وهم يحاولون تعليمنا أن حرب الفساد شيء ولو تسببت في إزهاق الأرواح، والحرب الحقيقية مع الدم والجثث وغيرها من الأهوال هي شيء آخر، وهم يبحثون عن بقرة حلوب، وكيف سيبيعون وأين سيشترون. وتستمر معاناة شعبنا ويستمر في تقديم الضحايا.