06‏/05‏/2016

أنس الفاسي// عمال جبل عوام في اعتصام جديد..الشركة تراكم الملايير من الأرباح والعمال وسكان المنطقة يعانون الفقر المدقع..

تحية نضالية لعشرات العمال الدين يخوضون اعتصاما مفتوحا بمناجم جبل عوام (مريرت، خنيفرة) على عمق 650 متر حيث قلة الاوكسجين والحرارة المرتفعة
للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي تغتصبتها "الشركة المنجمية لتويسيت / .C.M.T". ككل الشركات، عرفت C.M.T بتعنتها المعهود  وتجاهلها التام لأبسط متطلبات العمال وأغلبهم مشغلين من طرف شركات الوساطة ( Tectra, golden ...mine).
تعود أصول الشركة إلى ثلاتينيات القرن الماضي حيث يستمر استغلال العمال و مراكمة الثروة مند الاستعمار المباشر و بعد الاستقلال الشكلي من طرف الامبريالية و خدامها المطيعين. 
تستغل C.M.T عدة مناجم للرصاص، الفضة، الزنك، الدهب (المغرب الشرقي، الاطلس، الرحامنة بن كرير..كوديفوار سابقا...). الشركة منخرطة ببورصة البيضاء، تملك مجوعة OSEAD الفرنسية جزءا مهما من اسهمها، ثم الصندوق المغربي المهني للتقاعد (أموال الشعب) و Emerging market...مع العلم أن صندوق الاستثمار MIF المنتمي لفرع التجاري وفا بنك (الهولدينغ الملكي) كان يملك 30% من الأسهم .
استثمرت الشركة في افريقيا أيضا بامتلاكها 20% من أسهم Osead Mining Cote d'Ivoire التي تم خلقها سنة 2010 قبل ان تبيع اسهمها في يونيو 2015 ضمن خطة تقضي للانسحاب من ميدان الدهب (على المستوى العالمي) للتركيز على تطوير قطاعاتها في المغرب.
حققت شركة تويسيت سنة 2015 أرباحا خيالية مصدرها عرق جبين العمال : ناتج صافي وصل 191.7 مليون درهم (20 مليار سنتيم تقريبا كربح صافي لسنة واحدة)...نتيجة الاستغلال 215,5 مليون درهم...مقابل مبيعات وصلت 444 مليون درهم (ما يقارب 45 مليار سنتيم) خلال نفس السنة (سنة واحدة فقط)، أي أن الربح الصافي لسنة 2015 وحدها شكل 43% من المبيعات...توزع الشركة ارباحا تقدر بملايين الدراهم سنويا (100 مليون درهم / 10 مليار سنتين سنة 2011). الملايين توزع سنويا فيما العمال يعانون الاستغلال البشع و الاضطهاد تحت باطن الأرض و كل من يحاول الكلام يكون مصيره القمع و الطرد.
الثروة الهائلة التي يخلقها عمال شركة تويسيت تقابلها المعاناة تحت وطأة الاستغلال. فالنزول لأعماق المنجم يعتبر بمثابة جحيم، نظرا للعدد الكبير من حوادث الشغل، الأمراض المهنية المؤدية إلى الموت المبكر، رواتب هزيلة جدا بعضها لا يصل حتى الحد الادنى للاجور، غياب التغطية الاجتماعية و الصحية(و ختى لو وجدت فهي لا تغطي شيئا؛ كل ما تدفعه الطبقة العاملة كل شهر يسرقه النظام و عملاؤه عبر صناديقهم المشؤومة)، ساعات إضافية إجبارية دون مقابل، غياب ادوات السلامة (EPI)، قمع العمل النقابي و كل الاشكال النضالية، الطرد التعسفي، كل من يموت داخل المنجم يعتبرون أنه مات خارجه و تحصل العائلة على فتات يسمونه تعويضات... في هاته الشركة يعاقب العمال المناضلون بالأعمال الشاقة شبه المستحيلة كصعود السلاليم العمودية بشكل مستمر دون توفير شروط السلامة أو إرغامهم الدخول للأنفاق المغمورة بالماء. لا خيار ثالت إما القبول أو الطرد. أحد العمال، خلال مارس المنصرم، كاد أن يموت و هو يدخل نفقا مملوءا بالمياه، لولا ان رفيقا له سمع الصراخ فتدخل لازالة الاتربة و الأحجار قبل انقاذه، لكن الشركة لم تسعفه ظل هناك حتى وقت الخروج!
حسب احصائيات لسنة 2007 فإن ثلت العمال هم من لهم فقط صفة "منجمي" أي عمال يشتغلون بشكل مباشر مع الشركة، أما البقية (2/3) فهم عمال لشركات شبح (الوساطة/المناولة) .
و رغم تردي أوضاعهم، سواء أوضاع العمال المزرية أو عائلاتهم و أبناء المنطقة فإن نضالاتهم لا تعرف حدودا. و قد.ارتبطت بالنصال ضد الاستعمار مند سنة 1951 حينما استولى العمال على مخزن الاسلحة و سلموا الدخيرة للمقاومة..... تم اضرابات 1985 التي دامت شهرين...و استمرت التضحيات بشكل مستمر...
كل مرة يجابه النظام الرجعي النضالات بشتى أنواع القمع. و تتكالب النقابات الصفراء كالعادة.
و كلنا يدكر تدخلات القمع لغشت 2011 ضد أبناء المنطقة المطالبين بحقهم في الشغل بالمنجم و بالماء الصالح الشرب. تدخلات بالهروات و قنابل لاكريموجين، تكسير أبواب المنازل، إلخ. فكانت الحصيلة ثقيلة: عشرات المصابين ضمنهم نساء، معتقلين..إلخ.
قبل دلك أضرب العمال في يوليوز 2007 فووجهوا بنفس اللغة؛ لغة القمع الشرس (تقوده ترسانة الجيش القمعية). و هو مازاد المعركة التهابا فتوجه مئات السكان في مظاهرات لكوميسارية القمع بمريرت قبل أن يوجه الشكل النضالي لمدينة خنيفرة مشيا على الاقدام. فكان الاضراب لمدة شهرين.
و لعبت العائلات، في كل المحطات النضالية، بما فيها النساء دورا محوريا في دعم نضالات عمال جبل عوام.
تنضاف نضالات عمال جبل عوام لكفاح طويل مرير تخوضه جماهير الشعب المغربي مند ما قبل الاستقلال الشكلي إلى الان من أجل التحرر و الانعتاق من نير الاستغلال و الاضطهاد..و تزداد وتيرة الاحتجاجات و نضالات الجماهير الشعبية كل يوم، فيما يظل دور الماركسسين اللينينين محتشما جدا، باستثناء الدور الريادي للنهج الديمقراطي القاعدي من داخل الحركة الطلابية. لا يمكن للنضالات العفوية ان تكلل بالنجاح ابدا. ليس أمامنا سوى خيار واحد و وحيد و هو إفراز القيادة؛ حزب البروليتاريا الطبقي في معمعان النضال الى جانب العمال و الفلاحين الفقراء و الكادحين...
 6  ماي 2016



شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق