13‏/12‏/2017

حسن أحراث// مسيرة 10 دجنبر 2017 بالرباط.. وصفة لامتصاص الغضب وخلط الأوراق!!

مسيرة 10 دجنبر 2017 بالعاصمة الرباط أقرب لكل شيء، إلا لخدمة القضية الفلسطينية. فخدمة هذه الأخيرة تتجلى في نقطتين جوهريتين.

 النقطة الأولى هي الاستمرارية النضالية المبدئية، وليس الموسمية أو المناسباتية، وليس تحت الطلب. والنقطة الثانية هي النضال ضد النظام القائم وخدمة قضية الشعب المغربي. وعندما تغيب إحدى هاتين النقطتين أو هما معا تغيب خدمة القضية الفلسطينية، ويصير الأمر ضحكا على الذقون ومناورات فجة لتكريس التردي الراهن...
إن المتتبع الموضوعي لمسيرة يوم الأحد 10 دجنبر 2017 يلاحظ وبالعين المجردة الغياب شبه الكامل للنقطتين معا )المعذرة والاحترام للمشاركين، المتضامنين المبدئيين القلائل). فجل المشاركين، خاصة القوى السياسية والقيادات النقابية والجمعوية، "ينتفض" حسب المناسبة والتعليمات. كما أن جلهم مندمج في جبة النظام القائم ويحتمي بهذا الأخير خدمة لنزواته المرضية ومصالحه الضيقة. 
وأين يا ترى خدمة القضية الفلسطينية؟ إن ترديد شعار "خدمة القضية الفلسطينية" ينضاف بدون خجل الى سمفونية "خدمة حقوق الإنسان والديمقراطية والحداثة..." التي يتغنى بها النظام وجوقته المتواطئة. إنها شعارات للاستهلاك والتضليل وتجييش العواطف...
فهناك من يدعي التضامن مع الأسرى الفلسطينيين، لكنه يتجاهل بفظاظة المعتقلين السياسيين الأقرب اليه من حبل الوريد...
وباختصار، هل أعداء الشعب المغربي سيخدمون الشعب الفلسطيني؟
ومن يدعي خدمة قضية الشعب الفلسطيني، فليخدم أولا قضية شعبه. وذلك معيار وفائه ومؤشر صدقه وانسجامه...
إن جلنا يدرك المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا المغربي وضد الشعب الفلسطيني، ومنها مهرجانات امتصاص الغضب وخلط الأوراق واللعب على حبل العاطفة؛ وجلنا يعي هذه الخطورة وانعكاساتها السلبية المدمرة على الفعل النضالي. 
لكن الخطير في الأمر هو التطبيع مع الكائنات الرجعية المصنوعة من طرف النظام... 
فما معنى الاستجابة لدعوة إطارات شكلية متهالكة وعميلة وغير موجودة في الواقع الفعلي؟
ما معنى الحضور حيث حضور أعداء القضية المغربية والفلسطينية؟
لماذا هذه التزكية المجانية لما يريده النظام القائم ويعبئ له؟ 
كيف يستطيع النظام أن يضع الكل في "سلة" واحدة؟
هل هذا "غباء سياسي"؟
هل هذا جهل بخلفيات الحدث السياسي؟
هل هذا تكتيك سياسي "عبقري"؟
هل هذا تجسيد لموقف رفض "الكرسي الفارغ"؟
لا شيء يبرر هذا السقوط المروع، غير تكريس ما هو قائم بكل بشاعته وقذارته.. والقضية الفلسطينية بريئة من هذا الإجماع المصطنع. 
فمن العار توظيف القضية الفلسطينية لجمع ما لا يجمع...
فعلا، اجتمعت القيادات الفلسطينية الخائنة مع الأنظمة الرجعية ومع الكيان الصهيوني والامبريالية؛ وتتحمل الكثير من المسؤولية فيما يعانيه الشعب الفلسطيني اليوم. إلا أن الكلمة الأخيرة للشعب الفلسطيني الذي سيحاسب من باع قضية فلسطين وسيخلد من خدمها... 
إن هذا الانحدار السياسي الذي يخنقنا اليوم يعبر بالنسبة للقلة القليلة المبدئية من المناضلين عن غياب أو ضعف المشروع السياسي البديل، وبالتالي العجز عن التأثير في واقع الصراع الطبقي ببلادنا وعن استنهاض الجماهير الشعبية المضطهدة ذات المصلحة الحقيقية في التغيير، أي العمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين... 
الكل لاحظ استعراض عضلات القوى الظلامية، هذه العضلات المفتولة التي تغيب عندما يتعلق الأمر بقضايا الشعب المغربي المصيرية. ولما تغيب هذه العضلات حيث من المفروض أن تحضر حسب شعاراتها، لماذا تحضر الآن؟ هل القضية الفلسطينية أولى من القضية المغربية؟ إنه الابتذال "الأخلاقي" و"النفاق" السياسي... وأكثر من ذلك، فمن يملك تلك العضلات "الساحرة" ولا يحرك ساكنا أمام الإجرام الذي يعانيه شعبنا يوميا، اقتصاديا واجتماعيا، فهو متواطئ جبان ومشارك في المؤامرات التي تحاك في حق الشعب المغربي وكذلك في حق الشعب الفلسطيني...
إن الشعب الفلسطيني الجريح لا يريد مهرجاناتنا الفلكلورية ولا حتى دموعنا (دموع التماسيح). وكم يستفزه "الطنز" الذي يجيده نظامنا الرجعي وأزلامه المخلصة بمختلف تلاوينها...
وأدرج الفقرة التالية من مقال لتيار البديل الجذري المغربي لراهنيتها ونفاذها الى عمق الموضوع: "لقد فضحت فاشية الكيان الصهيوني المدعومة خاصة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية تواطؤ وصمت المؤسسات والمنظمات الدولية التي تدعو الى الديمقراطية وتدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وعلى رأسها الأمم المتحدة، وأكدت حقيقة أنها أدوات طيعة في يد الامبريالية والصهيونية والرجعية. كما وضعنا الصمود الفلسطيني الأسطوري أمام حقيقتنا المرة، من العجز والارتباك والتيه والتشتت الى أشكال التضامن الفلكلورية الفارغة من أي مضمون كفاحي، والهادفة الى امتطاء القضية الفلسطينية وتوظيفها في الحملات الدعائية والانتخابية.. إن التضامن مع القضية الفلسطينية يجب أن يندرج ضمن التضامن المبدئي المستمر مع كافة القضايا العادلة للشعوب المقهورة والمضطهدة، وأن يأخذ بعده الكفاحي الأممي"...
لنتحمل مسؤولياتنا ولنفضح كل من يرقص على أنغام بؤس شعبنا وشقاء الشعوب المضطهدة...




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق