30‏/06‏/2018

تيار البديل الجذري المغربي// والآن، ما العمل؟

يونيو 2018 وما ترمز إليه انتفاضة 20 يونيو 1981، وبعد التضحيات الجسيمة لبنات
وأبناء شعبنا المكافح، وبعد الانتفاضات الشعبية الخالدة منذ الخمسينات من القرن الماضي، وبعد المحطات النضالية الفارقة في خضم الصراع الطبقي ببلادنا وعلى رأسها انتفاضة 20 فبراير 2011 الى جانب معارك العمال والفلاحين الفقراء وبطولات الجماهير الشعبية بالريف وزاكورة وبوعرفة وجرادة ومناطق أخرى متعددة، يستمر النظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي في إجرامه الطبقي ومؤامراته الخسيسة لضمان استمراره فوق جراح شعبنا المناضل، لإحكام وتأبيد قبضته الحديدية على خيرات شعبنا الغنية والمتعددة والمتنوعة (الفوسفاط، الذهب والفضة والنحاس...) وباقي الثروات الأرضية والبحرية، بما ينسجم ومصالح الامبريالية والصهيونية والرجعية.
وتتجلى جرائم النظام الأخرى في الإجهاز على المكتسبات التي انتزعت بواسطة التضحيات المشهودة (الوظيفة العمومية والتقاعد والمقاصة...)، وفي مصادرة الحقوق وخنق الحريات، عكس الشعارات المرفوعة والخطابات المنمقة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يخفي خلفها مقاصد اللصوص الطبقيين في استغلال الطبقة العاملة المنتجة للثروة ونهب خيرات شعبنا. 
ان المحاكمات السياسية الصورية والأحكام الانتقامية التي ترسل المعتقلين السياسيين الى غياهب سجون الذل والعار (معتقلي الحركة الطلابية ومعتقلي المعطلين ومعتقلي الريف ومعتقلي الحركات الاحتجاجية وفاضحي الفساد...) تؤكد طبيعة النظام وتكشف ادعاءات حراسه من قوى سياسية وقيادات نقابية وجمعوية متواطئة ومساهمة في تكريس التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ببلادنا ومعرقلة للمعارك النضالية ومعيقة لتطور الفعل النضالي والوعي الطبقي. 
إننا في تيار البديل الجذري المغربي، نواصل معركة التغيير الجذري في إطار المشروع التاريخي لشعبنا الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، مستنكرين الواقع المر المتجسد، من جهة في استمرار إجرام النظام الذي لم تنفع في إخفائه مساحيق "الإنصاف والمصالحة" والدساتير الممنوحة والمبادرات الميتة (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية...) والمهرجانات المنحطة والممولة قسرا من جيوب الجماهير الشعبية المضطهدة، ومن جهة أخرى في تخلف الفعل السياسي والنقابي والجمعوي عن القيام بدوره في رفع تحديات المرحلة ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا في السر والعلن.
واقتناعا منا بالطاقات الهائلة الكامنة لدى شعبنا، ولدى الطبقة العاملة بالخصوص ولدى الفلاحين الفقراء والطلبة والمعطلين وعموم الكادحين، ووفاء للشهداء والمعتقلين السياسيين وخدمة لقضيتنا الواحدة، نسجل:
- إدانتنا لكافة المحاكمات السياسية الصورية المتواصلة التي تستهدف أبناء شعبنا؛
- ادانتنا للأحكام الانتقامية الأخيرة الصادرة عن محاكم/مشانق النظام بالدار البيضاء؛
- رفضنا للمخططات الطبقية التي تسعى الى تأبيد التفقير والتجهيل والبؤس، ومن بينها تثبيت مشاريع ما يسمى ب"الإصلاح" في مجال التعليم (ضرب المجانية، "التضبيع"...)، والعمل على تمرير قانون الإضراب، وتردي الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وشغل...؛
- استمرارنا في فضح كل القوى السياسية والقيادات النقابية والجمعوية المنخرطة في مشاريع النظام والمزكية لها والمساهمة في التضليل والتشويش من خلال اللعبة الديمقراطية (الانتخابات الجماعية والتشريعية...) والحوارات المغشوشة والائتلافات والتحالفات المكرسة لواقع الانبطاح والمهادنة؛
- دعمنا لمعارك المعتقلين السياسيين ولنضالات عائلاتهم، ومواصلتنا لمعركة النضال من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وإسهامنا في تصليب صمودهم، وتحويل تضحياتهم الى صخرة تنكسر عليها أسطورة السجان في ترهيب شعبنا والحد من تضحياته، فالعدالة الثورية قوامها أشد كثافة من الحرية ومن الدم.
وفي الأخير، إننا في تيار البديل الجذري المغربي، وفي ظل أوضاع دولية مختلة لفائدة الامبريالية والصهيونية والرجعية وأمام المجازر التي تطال الشعوب المضطهدة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، لن نيأس ولن نشك في إرادة شعبنا التي لا تقهر ولن نمل من تكرار الدعوة الى توحيد جهود المناضلين الثوريين وتنظيم فعلهم على كافة الواجهات، وخاصة في مجال الارتباط الفعلي والميداني بالعمال والفلاحين الفقراء. ونعتبر التنسيق أو التحالف مع القوى الظلامية أو الشوفينية أو الدعوة الى ذلك تحت مختلف المسميات والشعارات يخدم أجندات بعيدة كل البعد عن قضية شعبنا، ومبادرات تشوش على العمل النضالي وتقلص فرص التأسيس لتراكم ومستقبل نضاليين قائمين على الوضوح والانسجام والمبدئية.
فمن لم تعلمه التجربة التاريخية العظيمة لشعوب المنطقة المغاربية والعربية كنه مشاريع القوى الظلامية والشوفينية، وأدوارها في العمالة المكشوفة للامبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية، والتمييز بين الحقيقة الفعلية والمضمون العملي للعديد من القوى السياسية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة وبين غلافها الكلامي ورصيدها المشوه، يحكم على ذاته بالانهيار والاندثار، وبالتالي فلا أمل يرجى منه أو من مزاعمه في مسار نضال شعبنا المكافح. 
لنبدع آليات فعل نضالي جماعي جديدة ومواكبة لسرعة المرحلة الراهنة ورهاناتها ومتطلباتها؛ انطلاقا من كوننا معنيين جميعا، وكل من خندقه، بخدمة قضية شعبنا الواحدة. كفى من هدر الوقت والجهد في الهامش القاتل.
تيار البديل الجذري المغربي




شارك هذا الموضوع على: ↓


تعليقات فايسبوك
0 تعليقات المدونة

0 التعليقات:

إرسال تعليق